الأربعاء 26 يونيو 2024

العلاج بأسماء الله الحسنى .. اسم الله العلي

26-5-2017 | 12:12

محمد يسري

أسماء الله الحسنى، ليست مجرد ألفاظ ينطقها العبد ويرددها، بلسانه، فتنحل عقد حياته، بل لابد لذلك من عقد القلب عليها، والإيمان الكامل بأنها سر الله عز وجل في تسيير حياة عباده، فكل اسم من أسماء الله الحسنى يرتبط ارتباطا وثيقا بجانب من الحياة منفردا، من ناحية ويتآلف مع أسمائه تعالى المطلقة والمقيدة، من ناحية أخرى؛ لتوحيد الله عز وجل بأمور الخلق والتدبير، فإذا ربط العبد نفسه بالله، تحقق في قلبه معاني الخضوع والانقياد لله وحده، فتتحقق له سعادة الدارين.

اسم الله العلي

قال أهل العلم: العلي هو الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه: علو الذات، وعلو القدر والصفات، وعلو القهر، فهو الذي على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، وبجميع صفات العظمة والكبرياء والجلال والجمال وغاية الكمال اتصف، وإليه فيها المنتهى.

والله تعالى له جميع أنواع العلو ومنها:

علو الذات، فهو مستوٍ على عرشه مباين لخلقه، فوق كل مخلوقاته، وهو القائل: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) (الأعراف: 54)

وقال: (اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) (الرعد:2).

أما علو القهر والغلبة: فقد وصف تعالى نفسه بالكثير من الصفات التي تدل على القهر، والغلبة، نحو قوله تعالى: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ) (الأنعام:18)، فكل المخلوقات تحت قهره وسلطانه.

علو المكانة والقدر: فله المثل الأعلى والصفات العلى التي انفرد بها تعالى عمن سواه.

فمن علم أن العلو والقهر المطلق لله تعالى، وأن المثل الأعلى لله، تصاغر في عينيه كل ما دونه، وصار قلبه معلقا بالله، فلا يخشى سواه، ولا يحب ولا يبغض إلا لله، ولا يرجو شيئا من غيره، فيصير أغنى الناس عن عباده.

 

أدلة ثبوت الاسم في الكتاب والسنة:

قال تعالى:( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (الحج: 62)

وفي السنة النبوية: عن عبادة بن الصامت قالقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تعار من الليل فقال حين يستيقظ: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء، قدير سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم دعا رب اغفر لي؛ غفر له ".

رواه ابن ماجة في سننه.