كتبت: ميادة محمد
قال الكاتب تشارلز كروثامر في مقال له بصحيفة “واشنطن بوست” إن السعي الأمريكي المتقلب لتحيقق السلام في الشرق الأوسط، على الرغم من أنه دائم إلا أنها تفشل دائما، حيث تشعر كل إدارة بأنها مضطرة لمحاولة التعاطي مع هذه القضية، وإدارة ترامب لا تختلف كثيرا.
ورأي الكاتب أن إدارة ترامب قد تفشل، إلا أنه لم يحدث أي ضرر كبير من حماس الرئيس ترامب لما يعتبره الصفقة النهائية، سوى أنه سيصرف الانتباه عن التقدم الملحوظ الذي يتم إحرازه في أماكن أخرى بالشرق الأوسط.
وأوضح الكاتب أن هذا التقدم حدث خلال رحلة ترامب إلى السعودية، في أول جلسة له، والتي كانت بمثابة إعلان لا لبس فيه عن إعادة توحيه السياسة الأمريكية في المنطقة، لاسيما فيما يتعلق بإيران.
وقال الكاتب إن تفكير أوباما بأن الاتفاق النووي من شأنه أن يجعل إيران أكثر اعتدالا قد ثبت خطأه، حيث استمرت في إطلاق الصواريخ الباليستية، كما استمرت في دعمها لنظام الأسد الذي يقوم بإبادة جماعية لشعبه في سوريا، كما أنها تزعم تمرد الحوثيين في اليمن، وأيضا تظعم الإرهاب حول العالم، أما الأمر الذي لا يمكن أن تسامح أمريكا فيه هو التزام طهران بإبادة إسرائيل.
ورأي الكاتب أن الهدف رقم واحد لترامب كان الحصول على اتحاد القوى السنية في العالم لمواجهة الإرهاب السني المتمثل في “داعش” والقاعدة.
وبالفعل أعلنت المملكة العربية السعودية والدول الخليجية مواجهة الإرهاب من الداخل، كما تعهدوا بمعاقبة أي شخص من مواطنيهم يتورط في دعم الإرهاب، كما تم افتتاح مركز مكافحة الإرهاب بالرياض كدليل على هذه النوايا.
وأشار الكاتب إلى أن كل هذه الخطوات تأتي بعد 8 سنوات من سياسة أمريكية تتأرجح بين الإهمال والخيانة للعرب السنة، والآن تعود العلاقات من جديد وهو الأمر الذي قد يكون له أثر مفيد بحدوث انفراجة مع إسرائيل.
فمن شأن ذلك أن يقترح نهجا خارجيا للسلم العربي الإسرائيلي، حيث بإمكان الدول العربية الضغط على الفلسطينيين للوصول إلى حلول ، وتلى الرغم من أن هذه الاستراتيجية قد تكون طويلة الأمد إلا أنها أفضل من غيرها.