السبت 18 مايو 2024

هيكل ومعرض الكتاب .. من المشاركة المدوية إلى المنع الصعب وصولا إلى الغياب المستحيل

2-2-2017 | 12:42

بقلم –  يوسف القعيد

المشاركة ، المنع ، الغياب

ثلاث كلمات يمكن أن تلخص حكاية الأستاذ محمد حسنين هيكل مع معرض القاهرة الدولى للكتاب.

أول فصول الحكاية نمنحها عنوان: المشاركة.

وثانى فصول الحكاية تأتى تحت كلمة: المنع.

ثم ها هو الغياب يمنح الفصل الثالث والأخير عنوانه المحزن والمؤسف.

شهدت سنة ١٩٨٩، أى منذ ٢٨ عاماً، بداية مشاركة الأستاذ هيكل فى ندوات معرض القاهرة الدولى للكتاب، وقد تم هذا فى زمن مسئولية الدكتور سمير سرحان عن المعرض، وكان وزير الثقافة وقتها الوزير الفنان فاروق حسنى.

كانت المفاجأة المدوية والمذهلة آتية من حجم مشاركة جماهير المعرض التى تابعت ندوة هيكل، ولأن قاعة المحاضرات الكبرى فى المعرض – أيام أن كان معرضاً حقيقياً – لم تكفِ الحضور. فتم تركيب آلات عرض خارجه وفى أكثر من مكان فى المعرض، لتُمكِّن الذين لم يستطيعوا دخول القاعة من متابعة الندوة. فضلاً عن أن هناك بعض القنوات الفضائية التى تابعت المحاضرة، وعرضت أجزاءً منها على الهواء مباشرة، قبل أن تمنع تماماً من عرض المحاضرة أو أجزاء منها، أو حتى مجرد الإشارة إليها.

من الصور التى شاهدناها على الطبيعة كنتائج لمشاركة هيكل فى معرض الكتاب الجماهيرى التى تسلقت الأشجار لتتمكن من الاستماع إليه ورؤيته، وهذا لم يحدث سوى مع هيكل، وللإنصاف والتاريخ يمكن القول إنه جرى فى الأمسيات الشعرية التى ألقى فيها شعره الشاعران العربيان الكبيران: نزار قبانى، ومحمود درويش.

ثم نُشِر نص المحاضرة فى كتاب بعد ذلك.

بدون مبالغة أكتب كانت هناك جماهير تأتى من خارج مصر – وبالذات من الوطن العربى الشقيق – فقط لحضور لقاء الأستاذ هيكل فى المعرض، والاستماع إلى محاضرته المعتادة التى كان يعطيها فى المعرض. ومرة ثانية أنفى المبالغة عن كلامى عندما أكتب أن مطار القاهرة الدولى كان يشهد زحام الطائرات الخاصة التى تأتى بمن يحضرون إلى مصر خصيصاً من أجل الاستماع لمحاضرة الأستاذ هيكل فى المعرض. ويغادرون بعدها مباشرة.

سنة ١٩٩٥، كانت المحاضرة الأخيرة للأستاذ هيكل فى معرض القاهرة الدولى للكتاب.

كان عنوان المحاضرة الأخيرة:

- ١٩٩٥ باب مصر إلى القرن الحادى والعشرين.

 

    الاكثر قراءة