الثلاثاء 14 مايو 2024

رضا ألتون وزير خارجية حزب العمال الكردستانى: أردوغان حفر قبره بنفسه.. والاغتيال هو مصيره المنتظر

2-2-2017 | 12:53

أجرى الحوار فى جبال قنديل:

السيد عبدالفتاح

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، ولا لون سوى الأحمر بالدماء، ولا صور إلا للخراب والدمار والقتلى، هذا باختصار هو المشهد والواقع لما يشهده جنوب شرق تركيا من حرب مفتوحة ضروس بين الدولة التركية بما أوتيت من قوة عسكرية وأمنية من جانب، وحزب العمال الكردستانى بما لديه من نضال وعزيمة وإيمان بقضية عادلة، يدافعون عن شعبهم الذى يذيقه رجب طيب أردوغان ونظامه الحاكم فى تركيا، الويلات والعذاب والتهميش، ويشن عليه حربًا عدوانية مفتوحة، فى حرب لا تراعى قواعد ولا تحترم حقوقا أو مواثيق دولية، طمعًا فى تحقيق انتصارات تساعدهم فى إعادة إحياء أمجاد إمبراطورية عثمانية راح زمانها.

مرحلة التفاوض التى بدأت قبل ذلك، سرعان ما أجهضها الرئيس التركى أردوغان، غضبًا من التصاعد الكردى فى سوريا عسكريًا وسياسيًا، وفى تركيا سياسيًا، ما يعتبره خطرًا كبيرًا عليه كفيلًا بأن يفشل كل مخططاته فى تركيا والمنطقة، فأمر بشن الحرب على الشعب الكردى فى جنوب شرق تركيا، وعلى حزب العمال الكردستانى ومقاتليه، لتتجدد الحرب بين الطرفين.

وبينما يسيطر أردوغان على الإعلام فى تركيا، ما مكنه من «تغييب» الرأى العام التركى، بترديد أكاذيب اختلقها لتبرير الحرب التى يشنها على الشعب الكردى ومقاتلى حزب العمال، فإن مهمة كشف هذه الأكاذيب، والاستماع إلى الطرف الآخر ونقصد به حزب العمال الكردستانى، تصبح مهمة صعبة للغاية وإن كانت غير مستحيلة، تتطلب السفر مئات الآلاف من الكيلو مترات، حيث جبال قنديل، معقل حزب العمال الكردستانى، بمعسكراته ومقاتليه وقادته، وجبال قنديل تقع على الحدود العراقية الإيرانية، وهى سلسلة من الجبال يزيد ارتفاعها على ثلاثة آلاف متر فوق سطح البحر، لنكون على موعد مع «رضا ألتون» أحد مؤسسى الحزب مع عبدالله أوجلان، ومسئول العلاقات الخارجية للحزب، أى أنه بمثابة وزير خارجية حزب العمال الكردستانى.

توجهنا إلى منطقة يسيطر عليها الحزب داخل أراضى كردستان العراق، وفيها معسكر للمقاتلين ومقبرة شهداء مقاتلى الحزب فى المعارك مع الدولة التركية، ومع داعش فى سوريا، والعراق، وقضينا فيها أكثر من ساعة، بعدها بدأنا التحرك فى طرق ملتوية صاعدة هابطة بين الجبال، واستغرق الأمر نحو ساعة، ليأتى الختام باللقاء مع «رضا ألتون» فى بيت ريفى متواضع، وفى حجرة تخلو من كل شىء فيما عدا مقاعد بلاستيكية ومنضدة أيضًا بلاستيكية، ومدفأة تعمل بالأخشاب تحاول أن تمنحنا الإحساس بالدفء وسط جبال مكسوة بالجليد.

من الوهلة الأولى تدرك أن الرجل الذى تجاوز منتصف الستينات من عمره، أحد صقور الحزب بنظراته الحادة الثاقبة، وقامته الممشوقة ووقفته المعتدة بالذات، ليمتد الحوار ثلاث ساعات كاملة، عكست إلمامًا واضحًا من قيادى الحزب بكل ما يجرى فى المنطقة والعالم من تطورات سياسية وعسكرية وثقافية واقتصادية، وأوضحت كذلك كيف يكون حال من يؤمن بقضية عادلة يبذل فيها كل رخيص وغال، وكيف يدير هذا الحزب بقياداته ومقاتليه ومناضليه وأعضائه حربًا مستمرة منذ ما يزيد على ٣٦ عامًا.

أكد «ألتون» أن الحرب باتت هى الحل الوحيد للقضية الكردية فى تركيا مادام أردوغان فى الحكم، وذلك بفعل ممارساته الديكتاتورية الاستبدادية وحرب الإبادة التى يشنها على الشعب الكردى.

وشدد على أن المصير المحتوم لأردوغان هو الاغتيال، وأنه لن يرحل عن الحكم بالعملية السياسية والمعارضة والوسائل الديمقراطية، لكنه سيرحل إما بالقتل أو بانقلاب عسكرى حقيقى قريب مدعوم من الخارج. وأن أردوغان يعتبر بقاءه على كرسى الحكم مسألة حياة أو موت، ولذلك فإنه قام بتصفية كل من يراه يمثل خطرًا عليه حتى أقرب أصدقائه ورفاقه القدامى وأقوى حلفائه. وصار فوق الدستور والقانون، وفرض هيمنته على جميع المؤسسات التركية.

يرى «ألتون» أن ممارسات أردوغان جعلت تركيا مأزومة داخليًا وخارجيًا. واصفا علاقات تركيا الخارجية بـ»التكتيكية» التى تراعى فقط مصالح أردوغان، ويرفض «ألتون» تدخلات الرئيس التركى المتكررة فى الشأن الداخلى المصرى، مشددًا على مكانة مصر عند الكرد، وعلى أن حزبه يتطلع إلى تطوير علاقاته مع القاهرة.

يحلل «ألتون» المشهد التركى الحالى، بأن تركيا مأزومة داخليًا وخارجيًا بسبب الممارسات الديكتاتورية الاستبدادية لأردوغان الذى اتضح الوجه الحقيقى على المستويين الداخلى والخارجى، وهو ما وضع أردوغان فى وضع مشوه فى سياسته الخارجية والداخلية، وعلاقاته أصبحت متضاربة سواء مع الأمريكان أو الاتحاد الأوربى، وتوترت مع دول الجوار، ولم يعد له علاقات سوى مع قطر والسعودية.

ويأسف «ألتون» للوضع الحالى فى تركيا الذى يشير إلى أن أردوغان يهيمن على جميع المؤسسات، فكل شىء فى يد أردوغان ومعلق بكلمة منه، فهو أصبح فوق الدستور والقانون.

تابع التفاصيل في العدد الجديد في المصور الموجود حالياً في الأسواق .

    Dr.Radwa
    Egypt Air