اهتم كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الاثنين بعدد من الموضوعات التي تشغل الرأي العام.
ففي صحيفة "الأهرام"، وتحت عنوان (الوسيط «النزيه»)، قال الكاتب عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام إنه خلال الأسبوع الماضي، شهدت مصر اجتماعات متتالية للفرقاء الليبيين بالقاهرة.. كانت البداية بزيارة المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي، وبعدها مباشرة زار القاهرة، أيضا، رئيس الحكومة الليبي المكلف عبد الحميد الدبيبة، ومعه وفد من أعضاء حكومته.
وأوضح الكاتب أن الفريقين اجتمعا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، في إطار الجهود المصرية لحل المشكلة الليبية، والوصول إلى تصور نهائي يحفظ لليبيا وحدتها، واستقرارها، وسلامة أراضيها، مشددًا على أن المشاهد تؤكد صدق رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونزاهة الدور المصري في ليبيا، والتفاف الشعب الليبي حول الرؤية المصرية.. وأن مصر تريد عودة ليبيا دولة قوية، وموحدة، ليعود الأمن، والأمان، للشعب الليبي، وتعود ليبيا إلى دورها العربي، والإفريقي.
ونوَّه سلامة بأن رؤية مصر أصبحت محل ثقة الشعب الليبي بكل أطيافه، وكذلك محل ثقة المجتمع الدولي، لأن مصر قامت بدور الوسيط «النزيه»، والمحايد، الذي يضع مصلحة الشعب الليبي فوق كل اعتبار، لافتًا إلى صدور «قانون الانتخابات» عن مجلس النواب الليبي، وهو خطوة مهمة على صعيد تنفيذ استحقاقات «خريطة الطريق»، التي أقرها الليبيون، وصولا إلى عقد الانتخابات البرلمانية، والرئاسية، في موعدها المحدد، بنهاية العام الحالي.. وتزامن مع تلك التحركات احتفال الليبيين بالذكرى الـ«90» لاستشهاد المجاهد العظيم عمر المختار، وهو رمز وحدة الليبيين، وتضحياتهم العظيمة، من أجل التخلص من الاستعمار، والحفاظ على وحدة الأراضي الليبية.
واختتم الكاتب مقاله قائلًا: "أتمنى أن تكون هذه الذكرى قوة دفع لكل الفرقاء الليبيين للالتفاف حول مصيرهم المشترك، وتحرير الأراضي الليبية من المرتزقة، والوقوف صفا واحدا، حتى تعود ليبيا أقوى مما كانت، لكل الليبيين، في الداخل، والخارج".
وفي صحيفة "الجمهورية"، تحت عنوان (بوصلة الوطن)، قال الكاتب عبد الرازق توفيق رئيس تحرير الصحيفة، في عموده (من آن لآخر)، "أكره مَن يُعادى بلدي ويُضمر لها الشر، وأحب مَن يساعدها، هذا هو المبدأ الذي يحكم مواقف الشرفاء والوطنيين ولا يعرفه المرجفون وأصحاب المواقف الرمادية وهواة إمساك العصا من المنتصف، هناك مقولة في السياسة تقول «ربما يكون صديق اليوم هو عدو الغد، وعدو اليوم هو صديق الغد» فالسياسة مصالح وتوافق وعلاقات دول تُبْنَى على أساس الاحترام، وعدم الإضرار وتتحدد مواقف الجميع من أبناء الوطن على أساس علاقة الدولة، فإذا كانت هناك دولة تعادي بلدي، وتتآمر عليها وتحاول الإضرار بمصالحها أو أمنها.. فهي بالنسبة لي كمواطن عدو، والحيادية هنا خيانة، والوقوف في المنطقة الرمادية عمالة، لأنه ليس هناك أغلى وأعز من الوطن."
وتابع توفيق: "يقينًا.. الانحياز للوطن شرف لا يضاهيه شرف، والإعلامي الوطني الشريف لا يرى إلا مصلحة بلده.. وهو مثل الجندي الذي يقسم بأن يدافع عنها في البر والبحر والجو.. وأن يكون معها في السراء والضراء ..تلك هي الوطنية التي لا يعرفها المرجفون والخونة وأصحاب المواقف الرمادية الذين لا يكفون عن العواء.. فمَن يكتفي بشرف المشاهدة عندما يتعرض الوطن للخطر أو يرى ويدرك أن هناك من يتآمر على دولته.. أقل ما يوصف به هؤلاء أنهم مثل المسخ، بلا هوية أو شكل أو مضمون.. انتهازيون بالدرجة الأولى، سماسرة حرب.. وتُجار فرص يبحثون عن مصالح ضيقة ورخيصة.. الرماديون والمرجفون أخطر من أعداء الوطن".
واختتم الكاتب مقاله قائلًا: "خلود وحماية الوطن لا يمكن أن تكون في أيدى المرجفين والرماديين والمذبذبين.. فهؤلاء لديهم قدرة غريبة على بيع كل شيء.. حتى وإن كان الشرف.. التصابي السياسي لدى البعض آفة خطيرة، وسلوك مشين.. يشبه المراهقة المتأخرة لدى العجائز.. مما يجعلهم مسخاً.. ومسخرة لا تجلب سوى الإساءة والعار.. لذلك المتنطعون هم أخطر أمراض المجتمع.. ما أعظم المواقف الواضحة.. والأيادي الطاهرة.. والقلوب النقية.. وما أجمل الشرف في زمن عزَّ فيه الشرف.. فهو رصيد لا ينفد.. بل يساوي أموال وكنوز الدنيا.. والوفاء والانتماء والفداء والتضحية من أجل الوطن ومناصرته هي أعظم النعم".
وعودة إلى الشأن الليبي، ففي صحيفة "الأهرام"، قال الكاتب مرسي عطا الله تحت عنوان "البحث عن رئيس!": "عندما قلت في مقالي أمس إن «ليبيا أمام اختبار صعب» كنت أعني تماما ما أقول، على ضوء ما أراه من تحركات مريبة تستهدف تعكير الأجواء وتعطيل الذهاب المستحق إلى انتخابات رئاسية قبل نهاية العام الحالي والتي قد لا تكون هدفا في حد ذاتها ولكنها خطوة مهمة وضرورية تحمل في طياتها إشارات ودلالات على صدق الرغبة في أن تعود إلى ليبيا إرادتها وأن تمتلك القدرة على أن تقرر لنفسها ما تشاء بشأن مستقبلها دون خوف من خفافيش الإرهاب وجرذان المرتزقة الأجانب".
وشدد على أن "ما نراه بأعيننا وما تحلله عقولنا يشير إلى أن ليبيا أمامها 90 يوما يتحتم فيها على الليبيين أن يخوضوا بشجاعة وعقلانية سياسية ومجتمعية واعية معركة عنيفة وقاسية ضد خطط المتطرفين المتحالفين مع قوى دولية وأخرى إقليمية لم تعد تخفي مطامعها في ثروات ليبيا.
وتابع عطا الله: "لعل ما يضاعف من خطورة وصعوبة الأيام المقبلة أن هناك بقايا عناصر في طرابلس وبعض مناطق الغرب الليبي تساعد بإدراكها أو بضعف إدراكها على إرباك المشهد السياسي الليبي وتعكير الأجواء التي ينبغي توفيرها لضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة تعبر عن الإرادة الحقيقية للشعب الليبي في اختيار رئيس للبلاد.. وإذا كانت مصر، مشكورة بحكم إدراكها لمسئولياتها، تواصل السعي بتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين فإن ذلك وحده لا يكفي ولابد من أن تستشعر الأمة العربية كلها خطورة الأوضاع في ليبيا وما يتطلبه ذلك من تأييد حقيقي يساعد على ملء الفراغ الرئاسي في ليبيا ودعم رغبة الليبيين في إجلاء القوات الأجنبية والمرتزقة الأجانب من سائر التراب الليبي..أتحدث عن تأييد عربي بغير قيد أو شرط!".
واختتم مقاله قائلًا: "على الجميع أن يدرك أهمية الإسراع بملء الفراغ ودعم الذهاب إلى انتخابات في موعدها تلبي صوت الشارع الليبي الذي أكاد أسمعه يتصايح: «ليبيا تبحث عن رئيس»!".