سورة المسد هي من السور المكيّة، والتي نزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في السنة الرابعة من البعثة، ونزلت قبل سورة التكوير وبعد سورة الفاتحة، وعُرفت في كتب التفسير والمصاحف بهذا الاسم، كما يُطلق عليها اسم سورة تَبَّت إلى جانب اسميْن أقلّ انتشارًا هما: سورة اللهب وسورة أبي لهب.
سبب نزول سورة المسد
نزلت سورة المسد في أبي لهب وهو عبد العزى بن عبد المطّلب عم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد كان شديد العداوة لله ولرسوله وللإسلام، والسبب في نزول هذه الآيات ما ورد في صحيحي البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد وسنن الترمذي.
عن ابن عبّاس قال: "لمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ}، صَعِدَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي: يا بَنِي فِهْرٍ، يا بَنِي عَدِيٍّ - لِبُطُونِ قُرَيْشٍ - حتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أنْ يَخْرُجَ أرْسَلَ رَسولًا لِيَنْظُرَ ما هُوَ، فَجَاءَ أبو لَهَبٍ وقُرَيْشٌ، فَقالَ: أرَأَيْتَكُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ علَيْكُم، أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قالوا: نَعَمْ، ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلَّا صِدْقًا، قالَ: فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فَقالَ أبو لَهَبٍ: تَبًّا لكَ سَائِرَ اليَومِ، ألِهذا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وتَبَّ ما أغْنَى عنْه مَالُهُ وما كَسَبَ}".
وورد أنّ أبا لهب قد أخذ حجرًا وأراد أن يرمي به رسول الله، وقد ذكر الله -تعالى- التباب ولم يذكر الهلاك فالتباب هو الهلاك والخسران وذُكرت اليدين لأنّ الفعل غالبًا يكون بواسطتهما، وذلك لأنّ أبا لهب قد بالغ في عداوة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وربّما أراد قذفه بالحجر كما تمّ بيانه في سبب النزول
سبب تسمية سورة المسد بهذا الاسم
سُميّت سورة المسد بهذا الاسم لورود كلمة "مسد" فيها، ومعنى مسد: الليف، وهو حبل من ليف كانت تضعه أم جميل زوجة أبي لهب في عنقها، حيث كانت تجمع الحطب وتحزمه بهذا الحبل.