الأحد 24 نوفمبر 2024

من «آسفة أرفض الطلاق» إلى «أريد خلعا» الطلاق على الطريقة الحديثة

  • 2-2-2017 | 13:04

طباعة

بقلم –  أشرف غريب

كلمتان وينتهى بعدهما كل شىء ..

تهون العشرة، وتتوه المشاعر، وتضيق الحياة على صاحبيها، فتصبح الأشياء كلها على غير حالها.

«إنتى طالق»

هكذا ببساطة يدفع أحد الطرفين أو كلاهما ثمن هذه اللحظة المجنونة، وغالبا يكون الأبناء هم الضحية، فمنذ الآن لا استقرار ولا أمان، ولا ذلك الدفء الذى يعطى للحياة قدرتها على الاستمرار .. وساعتها لا شىء يفوق الحسرة

إنه إذن المشهد الدرامى الأقوى فى أى عمل سينمائى حتى إن بدا عابرا لا يستغرق بضع ثوانٍ على الشاشة سواء كان تراجيديا باكيا أو كوميديا ضاحكا, المهم أنه ذروة الحدث وقمة التصاعد, وبعده كأننا نشاهد عملا آخر.

وقد تنوعت مشاهد الطلاق فى السينما المصرية على مدى مشوارها الطويل تبعا لاختلاف الدوافع التى أدت للوصول إلى هذا القرار المهم فيما يمكن اعتباره انعكاسا دقيقا لواقع الحياة الاجتماعية فى مصر خللال تلك السنوات.

قمة الاستهانة

«طلقنى .. أطلقك وتسيبينى أنام .. أيوة .. طيب إنتى طالق .. استريحتى»

حوار انفعالى عبثى فى فيلم «الشقة من حق الزوجة» للمخرج عمر عبدالعزيز سنة ١٩٨٥ يعكس حالة اللامبالاة التى يتعامل بها الأزواج مع هذا القرار, صحيح أنه لم يبقَ طلاقا شفهيا وإنما وصلت تداعياته إلى إنفاذ القانون واقتسام الزوجين لشقة الزوجية فى معالجة كوميدية لآثار هذا القرار الانفعالى, لكنه بدا كوميديا رغم كل ما يغلفه من مرارة, على النقيض من ذلك هناك معالجة كوميدية أخرى للحظة الطلاق فى فيلم «البيه البواب» للمخرج حسين إبراهيم سنة ١٩٨٧ حين يرمى عبد السميع البواب ( أحمد زكى ) يمين الطلاق على إلهام (صفية العمرى) كأنه يقرئها السلام أو يلقى عليها تحية الصباح, وتتباين المعالجات الكوميدية من أول إسماعيل ياسين وتحية كاريوكا فى فيلم «حماتى قنبلة ذرية» للمخرج حلمى رفلة سنة ١٩٥, وصولا إلى فانتازيات تعدد الزوجات كما فيلم «عريس الهنا» سنة ١٩٧٤ إخراج محمود فريد و «سيداتى سادتى» إخراج رأفت الميهى سنة ١٩٨٩, وقبلهما فيلم «جوز الأربعة» للمخرج فطين عبد الوهاب سنة ١٩٥٠، ويمكن فى هذا الإطار الكوميدى النظر إلى تجارب أخرى تحول فيها الزواج والطلاق إلى حيل وألاعيب فى يد أبطالها, خذ لذلك مثلا فيلم «آه من حواء» سنة ١٩٦٣ للمخرج فطين عبد الوهاب, أو فيلم «الأفوكاتو» للمخرج رأفت الميهى بعده بعشرين سنة, وكلاهما كان الطلاق فيهما حيلة تالية على لعبة الزواج الشكلى مع اختلاف الدوافع والنوايا فى الحالتين.

وكثيرا ما كانت أسباب الطلاق السينمائى ناتجة عن الخيانة الزوجية أيا كان طرفها .. فى فيلم «لا أنام» - مثلا - للمخرج صلاح أبو سيف سنة ١٩٥٧ يقوم المحامى الشهير ( يحيى شاهين ) بتطليق زوجتيه (مريم فخر الدين ثم هند رستم) واحدة تلو أخرى لأنه توهم خيانة الأولى وضبط الثانية فى حالة تلبس بالخيانة, وفى فيلم «نهر الحب» رائعة المخرج عز الدين ذو الفقار سنة ١٩٦١ كان طلاق طاهر باشا (زكى رستم) لزوجته نوال (فاتن حمامة) مدفوعا بالانتقام لأنها فضلت عليه حبيبها الشاب (عمر الشريف) ومن قمة التراجيديا فى «لا أنام» و «نهر الحب» إلى الكوميديا الخفيفة كما فى «استاكوزا» سنة ١٩٩٦ لإيناس الدغيدى, و»حريم كريم» لعلى إدريس سنة ٢٠٠٥ , و» عمر وسلمى ٣ « سنة ٢٠١٢ إخراج محمد سامى, وفى الحالتين الأوليين توهمت الزوجة خيانة زوجها, فأصرت على الطلاق, أما الثالثة فكانت نتاج تراكم خيانات متتالية حتى لو كانت على مستوى الإحساس فقط.

ترغيب وترهيب

وهناك حالات طلاق كانت بالإجبار أو القهر أشهرها وأكثرها قسوة ما فعله عتمان العمدة (صلاح منصور) مع أبو العلا (شكرى سرحان) فى فيلم المخرج صلاح أبو سيف «الزوجة الثانية» سنة ١٩٦٧، حينما أجبره على تطليق زوجته فاطمة (سعاد حسنى) كى يتزوجها هو بحثا عن الولد الذى يرث كل ثروته التى جمعها من سلب حقوق الناس, وفى مشهد من أقوى مشاهد السينما المصرية يبلغ شكرى سرحان قمة الأداء التمثيلى حينما ترتعش الكلمات على شفتيه وهو يردد فى مرارة وقهر عبارات تطليق زوجته خلف مأذون القرية, وإذا كان العمدة قد استخدم فى «الزوجة الثانية» كل أساليب الترهيب والترغيب، فإن الطلاق قد تم فى حالات أخرى بالمساومة حتى لو كانت مساومة صورية من أجل تلقين الطرف الآخر درسا أخلاقيا لا ينساه, هكذا فعل نجيب الريحانى مع تحية كاريوكا فى فيلم «لعبة الست» لولى الدين سامح سنة ١٩٤٦, وفريد شوقى مع هدى سلطان فى فيلم «العائلة الكريمة» لفطين عبد الوهاب سنة ١٩٦٤ المأخوذ عن الفيلم الأول, وأحمد حلمى مع غادة عادل فى فيلم «جعلتنى مجرما» لعمرو عرفة سنة ٢٠٠٦ .

وعادة ما يدفع الأبناء ثمن تصدع الحياة الزوجية وصولا إلى الطلاق , وتحضرنى هنا حالة الفتيات الثلاث ( ميرفت وفيروز ونيللى ) فى فيلم « عصافير الجنة « سنة ١٩٥٥ للمخرج سيف الدين شوكت حين يقوم والدهن (محمود ذو الفقار) بتطليق الأم (عزيزة حلمى) من أجل الاقتران بزوجة أخرى أكثر شبابا وجمالا (زمردة) فتكون النتيجة شقاء الفتيات الثلاث قبل أن ينجحن فى استعادة والدهن مرة أخرى, أيضا هناك الفيلم التليفزيونى «يمين طلاق» من إخراج على عبد الخالق، حيث يدفع الطفل الصغير من استقرار حياته ثمن الخلافات الزوجية المتكررة التى أدت إلى طلاق الأبوين.

تابع التفاصيل في العدد الجديد في المصور الموجود حالياً في الأسواق .

    الاكثر قراءة