ثمن دبلوماسيون خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تطرقت لمجموعة من القضايا الهامة من بينها مكافحة الإرهاب والتعاون الدولي لمواجهته، وكذلك توضيح موقف مصر بشأن أزمة سد النهضة بهدوء وعقلانية، موضحين أن الرئيس تطرق للقضايا العربية ومن بينها القضية الفلسطيني التي تعد قضية العرب الأولى.

وألقي الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمته الأمس الثلاثاء 23 سبتمبر 2021 في الدورة السابعة و الخمسون للجمعية العامة الأمم المتحدة، وتحدث السيسي عن عدة محاور منها تطبيق القانون الدولي القواعد والمبادئ المستقرة والثابتة  للأمم المتحدة من أجل تفعيل مهام الأمم المتحدة، كما أكد ضرورة حفظ الأمن والسلام الدوليين للدول وكيفية القضاء على الإرهاب الموجود بالمنطقة العربية.

وأكد السيسي أنه يجب أن يتوقف المجتمع الدولي عن معاونة الإرهاب في تحقيق أهدافه سواء بتوفير منابر إعلامية أو أسلحة أو مال، كما تطرق أيضا لعدة موضوعات منها الحفاظ علي حق مصر في مياه نهر النيل مؤكدا بأنه نهر النيل ليس حكرا لطرف واحد.

 

قضايا هامة

وفي هذا السياق، قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تناول في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة جميع الموضوعات المترددة التي تحتاج إلى تعاون المجتمع الدولي كله لحل تلك المشكلات، مضيفا أن أبرز هذه القضايا كانت جائحة كورونا والقضية الفلسطينية وسد النهضة والأوضاع داخل مصر.

وأوضح رخا في تصريحه لبوابة "دار الهلال" أن جائحة كورونا تحتاج إلى تعاون المؤسسات المالية الدولية وقيام الدول المتقدمة بضخ استثمارات كبيرة  في المجتمعات النامية للخروج من دائرة الأزمة التي سببها فيروس كورونا، وهو ما أكده الرئيس السيسي، مضيفا أنه من حق الدول النامية أن يحصل شعبها على لقاح فيروس كورونا مثلما فعلت الدول المتقدمة، وأنه ليس من العدل أن تحتكر الدولة المتقدمة لقاحات فيروس كورونا دون حصول الدول النامية علي نسبة من اللقاح.

وأضاف عضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن الدولة المصرية تتجه الآن إلى توطين صناعة لقاحات فيروس كورونا محليا لتطعيم كافة المواطنين الموجودين على أرض مصر سواء كانوا مصريين أو غير مصريين، بالإضافة إلى تصدير اللقاح للدول النامية، مؤكدا حق كل الشعوب في الحصول علي اللقاح.

وأشار رخا إلى أن قضية الإرهاب كانت حاضرة أيضا في كلمة الرئيس ويعد الإرهاب مشكلة عالمية تواجه جميع الشعوب وبخاصة الشعوب العربية التي تعاني من هذه الظاهرة، مضيفا أنه ينتج عن الفكر المتطرف، لذلك لابد من التعاون الدولي لمواجهة هذه الآفة التي تنتشر في العالم كله ،واتخاذ قرارات رادعة علي الدول التي تدعم الإرهاب سواء بالأسلحة أو برأس المال أو بالتعاون مع الأشخاص المتطرفين ومؤسسي الجامعات الإرهابية.

وأضاف رخا أنه لا يمكن تحقيق التنمية بدون التعاون الدولي سواء كانت تنمية سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، مؤكدا أن الدول النامية لها الحق في تحقيق التنمية مثلما تحققها الدول المتقدمة، وأن الدول النامية تمتلك العديد من المقومات التي تؤهلها أن تكون في مصاف الدول المتقدمة، ولكنها تفتقر إلى التخطيط الجيد للمواد المتاحة لديها.

 وأضاف السفير رخا أن الرئيس السيسي تناول كل المشكلات السياسية التي تعاني منها الدول العربية مثل اليمن وفلسطين وسوريا وليبيا، مضيفا أن الدول العربية تهدر العديد من الموارد نتيجة لاستمرار الأزمات وأنه لا يمكن تحقيق التنمية دون حل المشكلات التي تواجهها هذه الدول، لذلك لابد من التعاون الدولي من أجل إيجاد حل سلمي لإعادة الاستقرار في هذه البلاد.

 

التعاون الدولي وحل المشكلات السياسة

ومن جانبه، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الأمم المتحد هو خطاب نموذجي لما ينبغي أن يكون عليه خطاب رئيس دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد جاء ملخصا ومتكاملا لكل القضايا الهامة والشاغلة لبال المجتمع الدولي كله سواء الأزمة السياسية وتخوفنا من تصعيد الأمور في منطقة سرت والجفرة وحقوق الإنسان.

وأوضح مساعد الخارجية الأسبق في تصريحه لبوابة "دار الهلال" أن الرئيس السيسي سلط الضوء علي مشكلة فلسطين باعتبارها الدولة الوحيدة في العالم التي يستعمرها الاحتلال، ويجب على المجتمع الدولي إيجاد حل سريع وفعلي لهذه القصية التي استمرت أكثر من 70 عام، ولفت إلى أنه لا سبيل في استقرار الشرق الأوسط دون التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، التي كانت ومازالت القضية المركزية للأمة العربية كلها.

وأكد بيومي أن السيسي تحدث عن مشكلة سد النهضة بعقلانية وهدوء شديد، وجاء رأيه في هذا الموضوع صريحا وواضحا لكل العالم بأن مشكلة سد النهضة هي مشكلة حياه أو موت، وأن مصر لن تتنازل عن أي نقطه من نصيبها في المياه، مضيفا أن مياه النيل ليست حكرا على دولة بعينها، وإنما هي حق مشروع لكل دولة من دول حوض النيل، وأن مصر لم تصرف النظر عن مشكلة سد النهضة وإنما تحاول أن تستخدم الحل السلمي لأطول فترة ممكنة، كما عبر أيضا عن امتنانه للدول التي تدخلت في المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا مثل الولايات المتحدة الأمريكية.