الإثنين 13 مايو 2024

بائعو الكنافة والقطايف: «البلدي يوكل».. والآلي يوفر الجهد والوقت

26-5-2017 | 21:55

ارتبطت حرفة صانع الكنافة والقطايف بطقوس شهر رمضان الكريم، حيث لا يزال مشهد صانع الكنافة البلدي تحيطه الأطفال ممسكًا بيده إناءً ذات ثقوب عديدة يتساقط منه العجين على صاج الفرن البلدي بواسطة حركة يده الدائرية ليصنع خيوطًا منتظمة من الكنافة ويجمعها بعد لحظات على الفرن بيديه، ثم يضعها على طاولة بجواره ليزنها بالكيلو جرامات للزبائن، وإلى جواره صانع القطائف ممسكًا أيضا بأناء صغير يتساقط من أسفله عجين يأخذ شكلي دائري على الفرن ليزيله بعد لحظات على الطاولة.

وهناك اختلافات في تاريخ صناعة الكنافة والقطائف في مصر، فالبعض يرجعها إلى عصر المماليك، والآخر يرجعها إلى العصر الفاطمي، حيث عرفها المصريون عنهم، ويتفق كثيرون على أن أول من صُنعت له الكنافة كان معاوية بن أبى سفيان عندما كان واليًا على الشام، وكان يشكو من الجوع في نهار رمضان فصنعوا له الكنافة كي يتناولها في السحور حتى تشبعه لوقت أطول أثناء الصيام، كما يروى بعض المؤرخين أن القطائف أول من عرفها أمراء المماليك في مصر وقُدمت لهم في شكل عجينة كبيرة محشوة بالمكسرات والحلوى، فتسابقوا على الحصول عليها فقطف كل منهم قطعة فسمُيت قطائف.

وتحولت الكنافة والقطائف من طعام للملوك والأمراء إلى طقوس رمضانية للمصرين لا يخلو بيت مصري منها طوال شهر رمضان الكريم وخاصة في الأيام الأولى منه، وأبدع الشعراء في حبهم للحلويات وعبروا عن ذلك في شعرهم الغني بالطرافة، وخاصة حين تجتمع القطائف والكنافة على مائدة واحدة، يقول الشاعر سعد بن العربي وقد تحقق له ذلك: وقطائف مقرونة بكنافة.. من فوقهن السكر المدرور.. هاتيك تطربني بنظم رائق.. ويروقني من هذه المنشور.

وقال محمود شحته، صانع الكنافة بمنطقة فيصل "الزبائن تفضل الكنافة البلدي أكثر من الكنافة الآلي كونها لا تستهلك سكر وسمن كثيراً، وأقوم بتجهيز العجين من الدقيق والماء وأقوم بتصفيته ووضعه في إناء كبير بجوار الفرن البلدي وآخذ منه العجين في إناء ذات ثقوب عديدة من الأسفل، وأرش على الصاج بواسطة حركة منتظمة وبعد لحظات أجمعها بيدى من على الصاج وأضعها على الطاولة وأزنها للزبون بالكيلو البالغ 20 جنيه".

وتابع "الزبائن تكثر فى شهر رمضان ورغم ارتفاع الأسعار الناس متعودة على الكنافة في شهر رمضان وبشتريها لأنها طقوس رمضانية وخاصة في الأيام الأولى من الشهر، والكنافة الناس تآكلها في السحور علشان تعمل معاهم شبع في صيام النهار، أما الكنافة الآلي فنضع العجين في قمع كبير يعلو الفرن وينزل منه بانتظام أثناء دوران الحجر ويوجد بها سكينة كبيرة من الحديد تزيل الكنافة وهي توفر في المجهود والوقت وتعطى إنتاج أكثر من الفرن البلدي".

وقال محمد إبراهيم، بائع القطائف "أقوم بتحضير العجين من الماء والدقيق والخميرة والسكر وأضعه في إناء كبير بجوار الفرن وآخذ منه بواسطة إناء له فتحة من الأسفل وأرسم به القطائف على صاج الفرن وبعد لحظات أقوم بإزالتها ووضعها على الطاولة لتباع بالكيلو البالغ 23 جنيه".