الأحد 24 نوفمبر 2024

اللهم بلغنا رمضان

  • 26-5-2017 | 22:45

طباعة

بقلم : إيمان حمزة

كل منا يستعد للشهر الكريم ويدعو:"اللهم بلغنا رمضان", أفضل الشهور عند الله..الشهر الذى تنزل فيه القرآن فى ليلة القدر أعظم ليالى الدهر التى قال عنها رب العزة:"ليلة القدر خير من ألف شهر", رمضان الذى قال عنه رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام:"إذا جاء رمضان فتحتأبواب الجنة, فأوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار", ومع استعداداتنا للشهر الكريم وفرحة قلوبنا شوقا إليهنحسب له أيضا ألف حساب خاصة مع هذه الأسعار الجنونية التى فرضها التجار على الناس التى لاتتناسب مع دخولهم,فرغم أنه شهر التقرب من الله بالأعمال الصالحة والصوم وترشيد النفقات يتحول إلى شهر تختل فيه ميزانية البيت تحت عبء نهم الاستهلاك وشره الشراء, وتعلن الدراسات والبحوث الإحصائية أننا ننفق فى رمضان مايعادل ماننفقه على غذائنا طوال العام, وهو أمر يتنافى مع حكمة الصوم وجلال وروحانية هذا الشهر الجليل, والزوجة والأم عليهما يقع العبء الأكبر فى محاولة حل هذه المعادلة الصعبة التى يعجز عنها خبراء الإدارة والاقتصاد, فلنقتصد فى نفقات طعامنا وشرابنا ونتذكر هؤلاء ممن لايجدون طعام أبنائهم فلنعينهم ببرنا وعطفنا وبعض من أموالنا لنعين كل محتاج بيننا فهذه الرسالة الربانيةهى الحكمة من رمضان, فليسعلينا أن نساهم بحقيبة طعام الخير الرمضانية فقط بل لنساهم معا فى فتح أبواب رزق دائمة لكل هؤلاء, فالحكمة تقول "لا تعطني سمكة بل علمني كيف اصطادها", فلنبتعد عن هذا الشره الاستهلاكى فى وقت نحن أحوج مانكون فيه بعيدا عن هذا السلوك,فمن كان فى سعة فليسارع بالصدقات والزكاة, حق فقرائنا فى أموالنا,ومن كان متوسط الدخل فليتصرف بحكمة لنعين أنفسنا بعيدا عن المشاحنات الزوجية نتيجة هذه الضغوط المادية ولنعين أنفسنا جميعا برضوان الله وبركته علينا, وفى نفس الوقت نحمى أجسامنا من ضرر التخمة والسمنة وأمراض القلب والسكر والجهاز الهضمى وغيرها التى تصيبنا لسلوكياتنا غير المحسوبة من تناول المزيد عن احتياجات أبداننا ولنمتثل لقول الرسول الكريم محذرا: "المعدة بيت الداء", فنحن لاندعو أن نحرم أنفسنا وأبناءنا من مظاهر رمضان وفرحته ولكن يسارع كل منا إلى رضوان الله ليس فقط بالصيام والقيام ولاننسى أيضا أهم مادعانا الخالق إليه من حسن المعاملات بيننا لتسود الرحمة والحب والتسامح بين الناس, وليكن قول:"اللهم إنى صائم" معنى ومغزى حقيقى لنملك غضبنا الذى يشتعل بثوراته مع لهيب حرارة الصيف ولنجاهد أنفسنا بالاستعداد بالإرادة لمواجهة كل السلوكيات السلبية التى تتحكم فى البعض منا مثل التدخين الذى يذل أعناق الرجال فى الصيف ويشعل حرائق المشاجرات والعنف فى المواصلات وفى الشوارع وداخل البيوت..وكل عام وأنتم بخير.

 

    الاكثر قراءة