أساس السعادة الرضا، فالإنسان يشعر بذلك فى نفسه حينما يكون راضيًا عن أموره كلّها ما يسرّه وما يسوؤه، فهو هنا حاز الرضا التام لقربه من خالقه ومعرفته أنّ الله لن يضيّعه؛ لأنّه -سبحانه- أرحم بنا من أمهاتنا، فكل ما قدره الله علينا هو خير لنا، وهنا يحقق العبد قيمًا تعبدية وإيمانية، كالتوكل والصبر والإخلاص وحسن الظن بالله -تعالى.
فالسعادة كنز من كنوز الحياة والرغد والتمتع بحياة وصحة أفضل؛ لذلك نجد الأشخاص. السعداء لا يعيشون نجاحًات متتالية، كذلك غير السعداء أيضا لا يستمرون على هذا الوضع ولا يعيش غير السعداء إخفاقا تلو الآخر. أى أن الحياة تجارب فيها النجاح والسعادة وفيها الفشل ولكن لا يستمر الحال كما هو عليه.
كما نلاحظ أن ناس كثيرين لديهم قناعة بأن السعادة تكمن فى الحصول على المال والعيش فى ترف والترحال متنزهين لأماكن بعيدة أو هناك من يعتقد بأن السعادة فى الحصول على وظيفة أو منصب معين أو مصاهرة عائلة مرموقة. كما نلحظ أن كل هذه الأمور مهمة لكل فرد منا والبعض الأخر يعتبر أنها ليست منبعًا للسعادة وإنما هى عوامل نستفيد منها عندما نكون فى سعادة. ويعتبره أخرين بأنه شعور يبعث السرور فما هو إلا شعور مؤقت ينتهى بانتهاء اشتياقنا وحاجتنا له، يريحنا ويشعرنا بالبهجة لمدة من الوقت.
إلا ان هناك الكثير من البلدان الأكثر ثراء لديها نسب مرتفعة فى الإنتحار وعلى سبيل المثال السويد الذى يخصص أضخم ميزانية لصالح وزارة الشؤون الاجتماعية وعلى الرغم من ذلك يعيش شعبها حالة من القلق والضيق والاضطراب الذى يدفع فئة منها للانتحار، كذلك مجموعة من مشاهير العالم الذين حققوا نجاحات مذهلة وجمعوا ثروات طائلة قد انتحروا. فهذا كله ترجمة حقيقية بأن السعادة لم تكن ولن تكون أبدًا مرتبطة بالمال، إن أردت أن تكون ثريا فعليك أن تكون قنوعا.
خلاصة القول:
السعادة ترجمة حقيقية لإنسان يعيش الحياة بكل بساطة؛ فصلاتى فى بيت ربى سعادة، وطبق شهى من صنع أمى هو سعادة، وابتسامة أخى الصغير سعادة، وشجار ضاحك مع أختى سعادة، وتقدير معلمى لجهدى سعادة، ونومى تحت حماية أبى سعادة، وصلاتى فى بيت ربى سعادة، ورضا الوالدين سعادة، وحب العمل فهو سعادة، وجبر الخواطر هو سعادة، واليسر بعد عسر فهو سعادة.
واختم كلامى بهدى خاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِى سِرْبِهِ مُعَافًى فِى جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا» رواه البخاري