تعتبر عملية تبييض الأسنان من العلاجات السنية التي يكثر عليها الطلب في هذه الأيام، حيث اصبح الناس اكثر وعيا حول موضوع بياض الأسنان ومظهرها، بل أصبحت العملية نوعا من التباهي والتقليد للأخرين من الأصدقاء والأقارب الذين قاموا بتبييض أسنانهم, حتى أن بعض المرضى اصبحوا يطلبون تقليد المشاهير والممثلين في الغرب من حيث مظهر أسنانهم ودرجة بياضها فيما يعرف بابتسامة هوليوود (Hollywood smile).

وأصبحت منتجات تبييض الأسنان في الأسواق كثيرة و صارت عملية الدعاية والترويج لهذه المنتجات مصدرا لتظليل الناس وإيهامهم بقدرة هذه المستحضرات على تحقيق ما كانوا يحلمون به من ابتسامة بيضاء لامعة كالنجوم. 

كما أن العوامل التي تؤدي إلى تغيرات في لون السن الطبيعي متعددة وتختلف من حيث لون وشدة التغير في لون الأسنان من البسيط إلى التلون الشديد في الأسنان، وعلى عكس ما يعتقد البعض أن التغير في لون الأسنان يكون إلى اللون الأصفر فقط فأن بعض العوامل قد تغير لون الأسنان إلى اللون الرمادي أو البني أو الأسود القاتم أو حتى اللون الأبيض أو إلى خليط من عدة الوان، و يمكن أن تحدث هذه العوامل أثناء مراحل تكون الأسنان أو بعد تكونها و اكتمال بروزها في الفم، كما يمكن أن تحدث في أعمار مختلفة. 

أنواع تبييض الأسنان
قالت الدكتورة مها حليم، أمين عام نقابة أطباء أسنان القاهرة سابقا، يظن البعض أن تبيض الأسنان سيجعل أسنانهم مثل ناصعة ولامعة مثل أسنان الفنانين، ولكن  أسنان الفنانين ليس سبب جمالها هو التبيض، لكن سببها شئ أخر هو عدسة أو طبقة ،وهذا شئ مختلف عن التبيض، كما أن التبيض لا يتدخل في شكل الأسنان أو ترتيبها بينما هو تبيض لمكان غامق أو به تصبغ، عن طريق استخدام ماده مبيضة. عكس ما يظن البعض أنه سيذهب لعيادة طبيب الأسنان ويقوم بعملية التبيض فتزول كل عيوب الأسنان. وهذا ليس صحيحا. 

وأوضحت مها حليم، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن التبيض يعد نوع من أنواع التجميل، وإذا كان هناك أي عيب في الأسنان، فهي تحتاج لعلاج أخر وليس للتبيض،  لأنه إذا كان هناك عيب في الأسنان مثل وجود درجات لون في السنه الواحدة من الأسنان، عند عمل التبيض سيظهر هذا العيب بشكل واضح على السنه، لذلك عند القيام بعملية التبيض يجب التأكد من أن الأسنان  سليمة وليس بها عيوب، لتفتيح درجة لونها فقط. 

وأكدت أن التبيض لا يزيل عيوب الأسنان، كما أنه ليست كل الأسنان تتقبل ماده التبيض حتي لنفس الشخص، وذلك لان تركيبه الأسنان تختلف من سنه لأخري طبقا لوقت تكوين السنه نفسها ،أي أنه إذا كان مريض وقت تكوين السنه وقام بأخذ دواء ما، مما  أثر بدوره على تكوين السنه فأدى إلى إظهار عيوب بها، وعند عملية تبيض الأسنان نجد أن كل سنه تستقبل التبيض بشكل مختلف عن السنه الأخرى،  فيحدث  تفاوت درجات في التبيض ويكون ملحوظ على الأسنان.

وأشارت أن هناك أنواع من التبيض مثل التبيض عن طريق جهاز الليزر ويكون جلسة واحدة، وهناك التبيض المنزلي وهذا يكون تدريجي وأكثر أمانا، وهناك معجون الأسنان المبيض، وهذا يعد من اخطر الأنواع، فالأشخاص  يفضلونه كونه الأسهل، ويقوموا باستخدامه يوميا مما يؤدي إلي تأكل طبقة المينا، في بداية الأمر يقوم بتبيض الأسنان ومع مرور الوقت تبدا الأسنان بالاصفرار بسبب ضعف طبقه المينا، فلا يجب استخدام معجون تبيض الأسنان يوميا، ولكن يستخدم  مره  واحده كل أسبوع  أو كل شهر.  

وأضافت أنه بعد عملية التبيض يجب التعامل بحرص شديد مع الأسنان بسبب حساسيتها لالتقاط  أي ماده مكونه للتصبغات، فرغم مميزات التبيض كونه يجعل الأسنان ناصعة وجميله، لكن مع كثره استخدامه يصبح لون الأسنان اصفر، بسبب تأثيره السلبي على طبقه مينا الأسنان، مما يزيد من حساسيه الأسنان ويصعب معالجتها، بسبب عدم وجود طبقه المينا الواقية، كما أن المدة المحددة بين كل جلسة تبيض تكون على الأقل عام أو عامين، لتفادي الأضرار.