نشرت مجلة "الكواكب" في العدد 4 الصادر بتاريخ 18 أبريل 1932، موضوعا بعنوان "كيف يحفظ الممثلون أدوارهم"، أشارت فيه إلى اختلاف ذاكرة الحفظ عند الممثلين، وكم هي شاقة، إذا أن الفرق المسرحية كانت لاتمثل الرواية أكثر من مدة أسبوع أو شهر، ثم تبدأ في تمثيل رواية جديدة، ولا يمكن للمثل الاعتماد على الملقن اعتمادا كاملا وإلا أخفق في دوره علي المسرح أمام الجمهور.
وأشارت الكواكب، إلى أن يوسف وهبي، يعتمد على ذاكرته القوية في حفظ أدواره، وكثرة البروفات باعتباره أيضا مخرجا للعروض التي يقدمها، وفي بعض الأحوال يعتمد على الملقن في بعض الجمل.
اما عزيز عيد، رغم أنه أقدم ممثل مسرحي في مصر، فإنه يعتمد اعتمادا كليا على الملقن، لذلك يلجأ على خشبة المسرح، إلى المط والتطويل في الكلمات، حتي لايشعر الجمهور بذلك، كذلك جورج أبيض في بعض الأوقات.
أما نجيب الريحاني، فهو كثيرا ما يخرج عن النص، ويلجأ إلى ارتجال مواقف كوميدية، لايشعر المتفرج أنها خارج سياق النص الأصلي، كونه شريكا في تأليف غالبية أعماله، وهو ما يفعله منافسه الممثل علي الكسار، الذي يميل عادة إلى إشراك الجمهور في العرض، مكتفيا بما حفظه في البروفات ومعتمدا على الملقن وسرعة بديهيته.
فيما ترفض الفنانة فاطمة رشدي، الخروج عن النص، أو الارتجال، وتهتم بحفظ دورها باتقان، وتعتمد على مدرس لغة عربية، ليشكل لها الكلمات، ويدربها علي النطق الصحيح، ولا تعتمد على الملقن إلا فيما ندر.
المصدر- دار الهلال