يصدر قريبًا عن دار منشورات الجمل ترجمة كتاب "الحضارات المعاصرة.. تاريخها ومبانيها" لـ فرنان بروديل، ترجمة مروان أبي سمرا.

جاء على غلاف الكتاب: إن التعدد الصريح للتفسيرات التي يقدمها التاريخ وتنازعها بين وجهات نظر مختلفة، لا بل حتى تناقضاتها، تتفق وتتصالح في الواقع في إطار جدلية خاصة بالتاريخ، جدلية تقوم على تعدد الأزمنة التاريخية نفسها: زمن الأحداث السريع، وزمن متطاول للفصول أو الحقب، وزمن بطيء وكسول للحضارات، ويمكن البقاء داخل حدود هذا الزمن التاريخي أو ذاك عندما يكون المبتغى إنجاز دراسة محدودة معينة، لكن كل محاولة تفسير تاريخي إجمالي كما هو شأن تاريخ الحضارات تفرض على خلاف ذلك، تعدد المقاربات والإكثار من الصور المتنوعة بأوقات وقفتها، ومن ثم غعداد هذه الأأزمنة والصور المتعددة إلى وحدتها، على نحو ما تره بالضرورة ألوان الطيف الشمسي، وإذا امتزجت جيدا إلى اللون الأبيض.

يذكر أن فرنان برويل مؤرخ فرنسي من مؤسسي مدرسة الحوليات الحديثة.. ركزت دراساته على ثلاثة مشاريع رئيسية، تمثل كل منها عدة عقود من الدراسة المكثفة: البحر الأبيض المتوسط (1923-1949 ومن ثم 1949-1966) والحضارة والرأسمالية (1955-1979) والهوية الفرنسية غير المكتمل (1970-1985).

ومن أهم أقواله الخالدة: لا يمكن للمؤرخ أن يكون على قدم المساواة إلا مع تاريخ بلده، فهو يفهم بشكل يكاد يكون غريزياً تطوراته المفاجئة وتحولاته، تعقيداته وجوانب أصالته وضعفه، ومهما كانت ثقافة المؤرخ عظيمة، فإنه لا يمكنه التمتع بهذه الميزة عندما يرحل إلى ساحة أخرى.