الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رباب .. ملاك فى السماء

  • 27-5-2017 | 11:52

طباعة

ماجدة محمود

فى رمضان قبل سبعة عشر عاما فكر شقيقى فى الارتباط وكانت تربطه علاقة صداقة بمحمد حماده وكانت شقيقته تلميذته يشرح لها علوم القانون وضرب سهم كيوبيد قلب شقيقى وعلمت بحبه وتمنيت من كل قلبى أن يتزوج من «رباب » التى كنا نعرفها من خلال هذه الصداقة ودعوت الله أن يكلل هذا الحب بالزواج وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة أو أنها ليلة القدر ولا أدرى ، وفعلا تزوج «يسرى « » رباب » عام 2000 وأثمر الزواج « مريم ، يوسف ونور » وظلا على العهد ، رباب تركت عملها بالمحاماة نزولا على رغبة زوجها وتفرغت للبيت والأولاد نبراسا يضئ حياتهم ، بيتها مقدس وأولادها خط أحمر حتى على نفسها ، هكذا كانت تضحك وهى تقول : ولادى خط أحمر لا أقترب منه وهم يعرفون حدودهم ويعلمون متى يتوقفون ، بيتها محراب للعبادة والصلاة ، هادئة ، مجاملة ، إن قدمت لها وردة تظل تشكرك كثيرا وإن قدمت لها هدية لا تناسبها تقبلها بحب ولا تشعرك بأى حرج ، وإذا طلبت المساعدة فى أى أمر تظل تقدم اعتذارها وأسفها لاستشعارها بأنها قد تثقل عليك ، كان بيننا وبينها قليل من الاختلاف المقبول وكثير من الاتفاق الودود .

ولهذا عندما حان وقت الرحيل رحلت فى هدوء تام ، تماماً مثلما كانت تتحدث بهدوء وتتحرك بهدوء حتى انفعالاتها كانت تتسم بالعقلانية والهدوء ، رحلت «رباب » مخلفة وراءها حمل ثقيل على «يسرى » فقد كان هو الابن الرابع لها ، لا يفكر فى شئ سوى عمله وكانت تقول دائماً : الله يكون فى عونه، شغل النيابات مرهق وشاق ويأخذ من أعصابه ، كانت مدركة تماما لحجم مسئولياته ومقدرة لها ، رباب ذهبت إلى السماء ، مصابنا كبير ، لكنها لا تعز على خالقها ، إدعو لها معى بالرحمة والمغفرة ولزوجها وأولادها بالصبر والسلوان.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة