الأحد 19 مايو 2024

«محمود سليم».. تشكيلي يجمع تراث النوبة في لوحات مبتكرة

27-5-2017 | 11:54

كتبت: زينب عيسي

شئنا أم أبينا كانت ولازالت ذكريات النوبة القديمة تؤرق كثير من المبدعين والمثقفين بعد أن تم تهجير أبنائها لصالح مشروع السد العالي، وقد ظهر ذلك جليا في أعمالهم من حيث الملامح والسمات للشخصية النوبية، من حيث اللون وامتلاك لغة خاصة، هي اللغة النوبية، وغير ذلك من المحددات؛ فجاءت واقعة التهجير، وغرق أراضي النوبة عند بناء السد كنكبة حاقت بالمجتمع النوبي.

وتجسدت في روايات أدباء نوبيين أمثال الروائي الراحل إدريس علي، وحسن نور، وحجاج حسن أدول، مثل رواية "الشمندورة ،واللعب فوق حبال النوبة وغيرهما، ، ورغم وعود التنمية بالمنطقة بيد أن ذلك الشعور للجيل الحالي من الشباب المبدعين المنتمين لأصول نوبية من الذين قد سمعوا ولم يروا النوبة القديمة بجمالها وروعتها فذهب خيال بعضهم لتصويرها من خلال قراءات وحكايات تروي أمامهم لعل الخيال يفضي إلى أمل بالعودة.

محمود سليم تشكيلي مصري حاول أن يجسد النوبة القديمة في لوحات منحها عنوان "النوبة القديمة.. ساحرة الجنوب"، وترصد الحياة اليومية لبوابة مصر الجنوبية مستلهما واقعة الغرق وحلم العودة لذلك الفردوس المفقود، كما يراه أبناء النوبة، والحنين للبلاد البعيدة الضائعة تحت مياه بحيرة السد العالي وهي نغمة أكثر ترددًا داخل لحن الفن النوبي، في محاولة جادة للتمسك بالهوية النوبية.

رسم سليم وفق تصريحه لـ"بوابة الهلال" تفاصيل نوبية تتناول الحياة اليومية لأهالي النوبة القديمة حيث البساطة والبيوت والشوارع النظيفة، وربيع النوبة القديمة بألوان أكريليك على توال كانفاس، جسد بكارة المجتمع النوبي من خلال طفل نوبي يلهو بطائرته الورقية مطلقا أحلامه لتصل إلى شمس البوابة الأسطورية للجنوب المصري ،ومن التراث النوبي "الشور" وهو طبق يصنع من سعف النخيل ويقدم فيه الحلوى للضيوف كما يعد من أساسيات الديكور في البيت النوبي والسوداني أيضا بألوانه المبهجة.

رسم الفنان المرأة النوبية تحمل الماء من النيل إلى بيتها كل صباح " ،أما غرب سهيل فهي قرية مازالت تحتفظ بملامح النوبة القديمة صنعتها ريشة الفنان ببيوتها الكائنة على ضفاف النيل حيث الصيد والرزق الوافر، وكأنها نافذة لأجداده النوبيين على العالم رغم الانعزال ومحاولات التهميش.

    الاكثر قراءة