مع بدء العد التنازلي للعودة للمدارس؛ لم يقتصر استعداد الأمهات للعام الدراسي الجديد على شراء المستلزمات المدرسية فحسب؛ بل بدأن استعدادهن بالفعل مع أبنائهن من خلال مساعدتهم على المذاكرة واستذكارالدروس؛ وخلال هذه المهمة؛ عانت الأمهات من عدم رغبة بعض الأبناء في المذاكرة، وعزوفهم عن مراجعة الدروس.
وفي التقريرالتالي؛ نعرض أهم أسباب مشكلة عزوف بعض الطلاب عن المذاكرة ومراجعة الدروس، والتي تعاني منها بعض الأسر، كما أوضحها الدكتور ماجد أرنست استشاري أول وكبير أطباء المخ والأعصاب والطب النفسي.
وفي البداية، قال الدكتور ماجد أرنست، إن العوامل المسببة لعزوف الطلاب عن مراجعة دروسهم، وعدم إقبالهم على المذاكرة متنوعة؛ وعلى أولياء الأمورالانتباه في بداية الأمر إلى مستوى ذكاء الطفل، فإذا كانت درجة ذكاء الطالب ضعيفة، ولا يستطيع استيعاب الدروس فإن ذلك من الأسباب الرئيسية لعزوف الطلاب الاستذكار، وفي هذه الحالة ينبغي التوجه للطبيب لاختبار نسبة ذكاء الطفل وإرشادهم لطرق التعامل مع الطفل وفقا لمستوى ذكائه.
وأضاف الدكتور ماجد أرنست، أنه من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى عزوف الطلاب عن المذاكرة، معاناة الطفل من فرط الحركة وتشتت الانتباه، أو معاناة الطفل من اضطراب سلوكي مثل الكذب أو السرقة أو تميز الطفل بمواهب وقدرات أخرى بخلاف القدرات الدراسية مثل موهبة الرسم أو الموسيقى، وفي هذه الحالة يحتاج الطفل إلى تنمية موهبته للتشجيع على المذاكرة.
وأشار إلى أن إصابة الطفل بالأنيميا، أو معاناته من المشاكل الصحية الأخرى مثل السكر، أو ضعف السمع، أو البصر، من الأسباب التي تؤدي إلى كره الطفل للمذاكرة، وكذلك فإن حب الطفل للهو، والسهر، وعدم انضباط ساعاته البيولوجية؛ يؤثر سلبا علي رغبته في الاستذكار، وأيضا تعرض الطالب للعنف من جانب المدرس أو المدرسة يمكن أن يكون أحد الأسباب التي تؤدي إلى عزوفه عن الاستذكار.
وأوضح أرنست، أنه من الممكن أن تنعدم هذه الأسباب السابقة؛ ليكون السبب الحقيقي في عدم أدراك الطفل لقيمة التعليم والمستقبل، وانشغاله باللهو؛ وفي هذه الحالة من الضروي أن يتم العمل علي رفع وعيه تدريجيا، وتشجيعه من خلال المكآفات على النتيجة النهائية لتحصيله الدراسي، مع مراعاة أن يكون تقيم الطفل بالتحصيل الدراسي، وليس بعدد ساعات الاستذكار؛ ففي أحيان كثيرة تكون عدد ساعات الاستذكار قليلة ولكن تحصيله جيد، ما ينفي وجود مشكلة.