الخميس 16 مايو 2024

بعد تحذير الأزهر من لعبة كونكر.. الألعاب الإلكترونية آلة الهدم ومخاطر بالجملة

لعبة كونكر

تحقيقات27-9-2021 | 22:51

مؤمن سيد

كتب الأزهر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحذيرا عن لعبة كونكر "Conquer"، موضحا أنها تفتقد الكثير من الضوابط، وتشجع على ممارسة القمار، حيث يقامر كل فرد بنقاط وهمية.

وبهذا تنضم لعبة كونكر لصف طويل من الألعاب الإلكترونية الحديثة المحظورة، فمنها من يبعد الفرد عن دينه، ومنها من يدمر الفرد ذاته عن طريق التشجيع على الانتحار أو إيذاء النفس، وأخرى تحرض على العنف والفساد.

ألعاب محظورة

وتأتي في مقدمة هذه القائمة من الألعاب لعبة ببجي، حيث حذر منها الأزهر لما تحويه من تحريض على العنف وإيذاء النفس أو الغير، وما حدث بسببها من أحداث تخريب وشغب، وكانت الصدمة الكبرى عندما وصل تحديث للعبة يجعل اللاعب يسجد لصنم من أجل مكافأة داخل اللعبة.

وكذلك لعبة الحوت الأزرق، والتي تحاول جعل اللاعب يعيش في عزلة لفترة كبيرة، لتعزلهم عن الواقع استعدادا لانتحار اللاعب، فهي تتسبب في اكتئابه أولا عن طريق استخدام أساليب نفسية معقدة، وقد وقعت ما يزيد عن 130 عملية انتحار في دولة روسيا بسبب لعبة الحوت الأزرق.

هل يجب تجنب كل الألعاب الإلكترونية

وكل هذه الأحداث تجعلنا نتساءل هل المشكلة في لعبة بذاتها، أم أنها في كل الألعاب الإلكترونية، في هذا تجيب الدكتورة هند البنا استشارية الصحة النفسية، تقول المشكلة ليست في كل الألعاب الإلكترونية، فبعض الألعاب الإلكترونية تنمي الذكاء وتساعد الطفل على النمو، ولكن المشكلة تأتي في نوع الألعاب التي يلعبها الطفل أو المراهق.

وأوضحت أن الحل المحور الأساسي للمشكلة هو الوقت، فيجب ألا ينفق الطفل كل يومه في الألعاب، فعندها ستغرق دماغه داخل هذا العالم الافتراضي، وتبدأ أعراض العزلة الاجتماعية، فقضاء وقت طويل في الألعاب يؤدي إلى العديد من المشكلات مثل إدمان الألعاب، العزلة الاجتماعية، الخوف الاجتماعي، الاكتئاب والقلق، وقلة التركيز.

وحذرت من استخدام الأطفال للألعاب خاصة في بداية النمو، لأن ذلك سيضعف استخدام اللغة ويؤثر على النمو، ومن أكثر المشكلات التي تواجه الطفل أو المراهق هي الرهاب الاجتماعي، والتي تجعله يخشى التعامل مع المجتمع ومن حوله، وبالتالي يصعب تواصله مع العالم، ويفضل البقاء في عالمه الافتراضي.

خطوات تجنب مخاطر الألعاب الإلكترونية

وقد حددت دكتور هند البنا بعض الخطوات لتجنب المشكلات التي تسببها الألعاب، فقالت:

  • يجب تحديد وقت للعب في اليوم، ساعة يوميا مثلا.
  • وجود أنشطة أخرى للطفل تتضمن تفاعل اجتماعي مثل لعب رياضة في نادي.
  • أن يتفاعل الوالدين مع الأبناء باستمرار.
  • إيجاد أنشطة لتشغل وقت الفراغ عند الأبناء.

وأوضح الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة أن الألعاب الإلكترونية تؤثر على التركيز، وتسبب السمنة خاصة عند الأطفال، وبعض الألعاب تفرض أن يقوم اللاعب في البداية بعمل اختبار صغير لتتعرف منه اللعبة على طبيعته النفسية وتفكيره، وبالتالي تتحكم فيه ليقوم بإيذاء نفسه أو آخرين.

وأشار أن على الآباء أن يتابعوا أبناءهم باستمرار، ومعرفة ما تحتويه اللعبة، لأن بعض الألعاب قد تتضمن محتوى جنسي، أو قد تحض على الإلحاد، ولكن رغم ذلك فإن بعض الألعاب لها وجه إيجابي مثل تكوين صداقات داخل اللعبة، أو قضاء وقت خاصة في ظل الحجر المنزلي وأزمة كورونا.