السبت 25 مايو 2024

حارب الإخوان وأسس القومية العربية.. علامات مضيئة فى حياة الزعيم جمال عبد الناصر

الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

تحقيقات28-9-2021 | 18:46

هبه عمرو

تحل اليوم، الثلاثاء 28 سبتمبر ذكرى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تاركًا وراءه خسارة كبرى شعر بها الشعب المصري بصفة خاصة، وبقلوب الشعوب العالم العربي، والأفريقي بصفة عامة، حيث كانت مسيرة الراحل عبد الناصر مليئة بالإنجازات الحافلة، والتي جعلت اسمه يخلد في تاريخ مصر حتى يومنا هذا.

ميلاد زعيم الأمة

ولد جمال عبد الناصر في 15 يناير 1918، في حي باكوس الشعبي بالإسكندرية، وانتقل في مرحلة التعليم الأولية بين العديد من المدارس الابتدائية حيث كان والده دائم التنقل بحكم وظيفته في مصلحة البريد، فأنهى دراسته الابتدائية في قرية الخطاطبة إحدى قرى دلتا مصر، ثم سافر إلى القاهرة لاستكمال دراسته الثانوية، فحصل على شهادة البكالوريا من مدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة في عام 1937.

بدأ عبد الناصر حياته العسكرية  في سن مبكر وهو في التاسعة عشرة من عمره، حيث حاول الالتحاق بالكلية الحربية لكن محاولته باءت بالفشل، ولكنه اختار دراسة القانون في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، و لكن الحظ كان حليفه حيث أعلنت الكلية الحربية عن قبولها دفعة استثنائية فقدم ناصر أوراقه ونجح في الالتحاق بالكلية، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان في يوليو 1938م.

بداية حياة عبد الناصر العسكرية

تدرّج ناصر في المناصب العسكرية، حيث انتقل إلى السودان  انتقل عام 1939 م، وتمت ترقيته إلى رتبة ملازم أول، بعدها عمل في منطقة العلمين بالصحراء الغربية ورُقى إلى رتبة يوزباشي (نقيب حاليا) في سبتمبر1942، وتولى قيادة أركان إحدى الفرق العسكرية العاملة هناك، وفى العام التالي انتدب للتدريس في الكلية الحربية، وظل بها ثلاث سنوات إلى أن التحق كلية أركان حرب وتخرج فيها في 12 مايو 1948، وظل بكلية أركان حرب إلى أن قام مع مجموعة من الضباط الأحرار بثورة يوليو.

جمال عبد الناصر وتوليته حكم مصر

عمل عبد الناصر على تشكيل مجموعة سرية في الجيش المصري، والتي عرفت باسم "الضباط الأحرار"، حيث قام عبد الناصر بتجميع الخلية الأولى في يوليو عام 1949، وقام بتجميع ضباط من مختلف الانتماءات الفكرية والانتماءات، وفي عام 1950 انتخب رئيسًا للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، وحينما توسع التنظيم انتُخبت قيادة للتنظيم وانتُخب عبد الناصر رئيسًا لتلك اللجنة، وانضم إليها اللواء محمد نجيب الذى أصبح فيما بعد أول رئيس جمهورية فى مصر بعد نجاح الثورة.

وفي عام 23 يوليو 1952 تحركت وحدات من الجيش المصري موالية للتنظيم، وتم إجبار الملك فاروق على التنازل عن العرش ومغادرة البلاد، وفي عام 1953 صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، وبإسناد رئاسة الجمهورية إلى محمد نجيب.

وفي عام 1953 حاول عبد الناصر إيجاد حلول لإخراج القوات البريطانية من مصر نهائيا، وبعد ذلك بعام وقعت اتفاقية بين جمال عبد الناصر بصفته رئيس وزراء مصر وأنتوني ناتينج، وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني، ونصت هذه الاتفاقية على جلاء البريطانيين بالكامل عن مصر في غضون عشرين شهرًا وانقضاء معاهدة التحالف التي كانت قد وقعت في لندن في عام 1936.

وقعت العديد من الأحداث التي قلبت حكم مصر رأس عن عقب في عام 1956م، حيث أجرى استفتاء بتولي جمال عبد الناصر حكم مصر، مع وضع الرئيس محمد نجيب تحت الإقامة الجبرية.

تضاربت الأقوال في مصر بعد تولي عبد الناصر حكم مصر، فمنهم من يرى انه قام بتدمير الحياة السياسية اعتقادا منهم بأنه طبق سياسة الحزب الواحد، و يرى البعض الأخر انه انحاز للفقراء من خلال سياسته الاشتراكية.

إعلان تأميم قناة السويس

أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية وما تبعه من استخدام بريطانيا وفرنسا وإسرائيل القوة العسكرية ضد مصر فيما عُرف بـ"العدوان الثلاثي" ليدشن مرحلة جديدة في حكم عبد الناصر، فقد أعتبر تأميم القناة هو عنوان للكرامة المصرية والنصر السياسي لمصر، ودعوة صريحة لدعم استقلال كل الشعوب وحقها في التحرر من الاستعمار.

وفي عام 1961، تم تأسيس حركة عدم الانحياز التي انعقدت في بغداد، ولعب عبد الناصر دورا محوريا في هذه الحركة، وكان هدف هذه الحركة هو عدم تأييد أي من المعسكرين الشرقي والغربي، والابتعاد عن سياسة الحرب الباردة التي كانت موجودة في ذلك الوقت، وشارك عبد الناصر هذه الحركة مع  رئيس الوزراء الهندي نهرو،  والرئيس اليوغوسلافي تيتو والرئيس الأندونيسى سوكارنو.، كما ساند عبد الناصر أيضا حركات التحرر في القارة الإفريقية، وتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية التي اتخذت من أديس أبابا عاصمة لها.

جهود عبد الناصر في تحقيق القومية العربية

كان الرئيس الراحل هو أكبر الدعاة لتحقيق القومية في الدول العربية مؤمنا بفكرة أن "الدائرة العربية هي أهم الدوائر وأوثقها ارتباطاً بمصر"، وتمكن من تحقيق الوحدة العربية بين مصر وسوريا تحت مسمى "الجمهورية العربية المتحدة" عام 1958، ولكن لم تستمر تلك الوحدة طويلا، وانفطر عقدها عام 1961 بعد مرور ثلاث سنوات فقط من وحدتها.

وساند عبد الناصر الشعوب العربية في الحصول على حريتها، حيث أيد ثورة قادة الجيش العراقي على الحكم الملكي عام 1958، وكان له دور بارز في مساندة ثورة الجزائر، وكذلك ثورة اليمن عام 196، ولكن تعرض الرئيس الراحل للعديد من الانتقادات، وذلك بسبب إرساله الجيش المصري لليمن معتبرين ذلك أحد الأسباب وراء هزيمة الجيش المصري أمام إسرائيل في يونيو1967.

وفي عام 1964 حاول عبد الناصر إرجاع حقوق الشعب الفلسطيني مرة أخرى، واسترداد الشعب الفلسطيني في حقه بمعيشة حرة بعيدة عن صراعات الاستعمار، وقام بتلبية دعوة مؤتمر القمة العربي، والإعلان عن إنشاء منظمة "التحرير الفلسطينية " ليكون الهدف منها تعبئة قوى الشعب الفلسطيني لمحاربة الاستعمار وتحرير الأراضي الفلسطينية، ودرعاً لحقوق شعب فلسطين وأمانيه، وطريقاً للنصر.

وفي عام 1967، وقعت النكسة على مصر، وتهدمت كل أحلام وطموحات جمال عبد الناصر في إقامة قومية عربية خالية من الاستعمار، ولم يجد الرئيس الراحل أي حل للخروج من هذه الأزمة إلا بتنحيه عن منصب رئاسة جمهورية مصر العربية، ولكن كان للشعب رأي آخر، وخرجت مظاهرات تهتف باسمه وتطالبه بعدم التنحي، إلا أنه تراجع في اليوم التالي عن ذلك القرار، وعاد مرة أخرى لتولي حكم مصر.

ومؤتمر القمة العربية عام 1970 هو أخر مؤتمر في حياة الرئيس الراحل ثم توفي بعدها مباشرة في 28 سبتمبر أثر إصابته بأزمة قلبية.

جمال عبد الناصر ودوره في محاربة الإخوان

سعى الرئيس الراحل في التخلص من جماعات الإخوان المسلمين واقتلاع جذورها من مصر ، وأصدر قرارا بحل جماعة الإخوان المسلمين وجاء نص القرار كالتالي:" قرر مجلس قيادة الثورة حل جماعة الإخوان المسلمين ويعتبر جماعة الإخوان المسلمين حزبا سياسيا ويطبق عليها أمر مجلس قيادة الثورة الخاص بحل الأحزاب السياسية".

الزعيم جمال كشف للمصريين أن جماعة الإخوان مخطط لهدم الدولة وأن الجماعة ليس لها انتماء للوطن وأنها جماعة تتاجر بالدين وتخدع البسطاء بشعارات الدينية، وبعد الإفراج عن الإخوان أواخر عام 1936 ظن الرئيس الراحل أنهم تعلموا الدرس، ولكنهم أسسوا تنظيم سيد قطب عام 1964، وهذا التنظيم حاول يفجر القناطر الخيرية وينفذ سلسلة أعمال إرهابية لعرقلة الدولة المصرية وقد تم إلقاء القبض على قيادات وعناصر الإخوان مرة ثانية وظل الوضع قائما حتى رحيل عبد الناصر".

الاكثر قراءة