الأحد 22 سبتمبر 2024

قفزة اقتصادية والسد العالي الأبرز.. تعرف على إنجازات الزعيم جمال عبد الناصر

الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

تحقيقات28-9-2021 | 18:23

هبة عمرو

قدم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر العديد من الإنجازات على المستوى السياسي والاقتصادي، وقيامه بالعديد من المشاريع الاقتصادية التي ساهمت بالنهوض بالاقتصاد المصري، والتي جعلت اسمه مازال محفورا في تاريخ مصر حتى يومنا هذا، ويعتبر عبد الناصر من أهم الشخصيات التي تولت حكم مصر وعملت على تحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية.

تأسيس حركة الضباط الأحرار

أسس الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حركة الضباط الأحرار، والتي كان الهدف منها هو تخليص مصر من الهيمنة البريطانية، وإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، فقد عمل عبد الناصر على تشكيل مجموعة سرية في الجيش المصري، والتي عرفت باسم "الضباط الأحرار"، حيث قام عبد الناصر بتجميع الخلية الأولى في يوليو عام 1949، وقام بتجميع ضباط من مختلف الانتماءات الفكرية  والانتماءات ،وفي عام 1950 انتخب رئيسًا للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، وحينما توسع التنظيم انتُخبت قيادة للتنظيم وانتُخب عبد الناصر رئيسًا لتلك اللجنة، وانضم إليها اللواء محمد نجيب الذى أصبح فيما بعد أول رئيس جمهورية فى مصر بعد نجاح الثورة.

 

وفي عام 23 يوليو 1952م تحركت وحدات من الجيش المصري موالية للتنظيم، وتم إجبار الملك فاروق على التنازل عن العرش ومغادرة البلاد، وفي عام 1953 صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، وبإسناد رئاسة الجمهورية إلى محمد نجيب.

 

بناء السد العالي

لعل من أبرز إنجازات جمال عبد الناصر هو بناء السد العالي، حيث لم تكن فكرة السد العالي وليدة الصدفة بل بدأت مع دراسات عن إنشائه في عام 1952م بعد أشهر قليلة من ثورة 23 يوليو، حيث تقدم حينها المهندس أدريان دانينوس إلى قيادة ثورة 1952 بمشروع لبناء سد ضخم عند أسوان يهدف إلى حجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه.

بعد عرض المشروع، بدأ عبد الناصر يهتم بهذه الفكرة، ووضعها ضمن أولوية المشاريع المستهدف إقامتها ، وفي عام  1954تقدمت شركتان ألمانيتان هندسيتان بعرض من أجل إنشاء السد العالي، وبالفعل بدأ عبد الناصر فكرة إنشاء ذلك السد مجرد توليه لحكم، وبدأ في البحث عن ممول لذلك المشروع الضخم، وتعرض كل من الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي المساهمة في تمويل السد، ولكن البنك الدولي سحب عرضه في 19 يوليو 1956، لتمويل السد، لتتحول الوجهة إلى الاتحاد السوفيتي، حيث أعلن الاتحاد السوفيتي في عام 1958 توقيع اتفاقية مع مصر وإقراضها لبناء السد بـ 100 مليار جنيه، وبعدها تم توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان، وبدأ العمل في تنفيذ المرحلة الأولى.

بلغت التكلفة الإجمالية للسد نحو مليار دولار، وعلى الرغم من ضخامة المبلغ في ذلك الوقت إلا انه ساهم في التوسع في حجم المساحات الزراعية بشكل ملحوظ، وحماية مصر من خطر الفيضانات، وزيادة مساحة الرقعة الزراعي، وعمل أيضاً على زراعة محاصيل أكثر على الأرض، وهو ما أتاح 3 زراعات كل عام.

الإصلاح الاقتصادي

قام عبد الناصر بالعديد من المشاريع التي أدت إلي ظهور نهضة اقتصادية ، وإنشاء أكبر قاعدة صناعية في العالم الثالث، وبلغ عدد المصانع التي أُنشئت في عهده 1200 مصنع، من بينها مجمعات مصانع ضخمة مثل مجمع الألومونيوم في نجع حمادي، ومجمع الحديد والصلب في حلوان، ومجمع الصناعات العسكرية في أبى زعبل، مجمع الألومونيوم في نجع حمادي، بالإضافة إلى السد العالي، وتأمين قناة السويس، وقانون الإصلاح الزراعي، وقانون التأميم.

واستطاعت مصر في الفترة ما بين 1957 و1967 تحقيق نسبة نمو بلغت 7% سنويا، وهذا يدل على نجاح مصر في تحقيق تنمية تماثل أربعة أضعاف ما استطاعت تحقيقه في الأربعين سنة السابقة، وانعكست هذه الأرقام على كافة مجالات الحياه حيث انخفضت معدلات البطالة إلى ما دون 10% في وقت كانت فيه طوال فترة الملكية تزيد عن هذا المعدل بل تصل في بعض الأحيان إلى 30% أثناء فترة الحرب العالمية الثانية، وقبل نكسة 5 يونيو 1967 كان الاقتصاد قد وصل إلى ذروة نجاحاته، بعد نجاح خطط التحول الاشتراكي، وخطط التصنيع الاستراتيجي، وذلك يدل على مدي تفوق عصر جمال عبد الناصر في إعادة انتعاش اقتصاد البلاد مرة أخرى بل وحقق تنمية اقتصادية لم يحققها أحد من قبله.

على الرغم من تشتت هذه الفترة المليئة بالصراعات والحروب، إلا أنه اهتم أيضا بإعداد الجيش بالأسلحة والمعدات، حيث قامت مصر بتصنيع صاروخين من إنتاجها تحت إشراف علماء ألمانيين، بالإضافة إلى تفوق مصر على الهند في صناعة الطائرات والمحركات النفاثة، وتم صنع الطائرة النفاثة المصرية القاهرة 300

ازدهار الحياة الزراعية

استطاع الرئيس الراحل أن يحقق الاكتفاء الذاتي في كافة أنواع المحاصيل الزراعية، بل وتصدير الفائض منها، كما عمل أيضا على زيادة مساحة الأراضي المملوكة لفئة صغار الفلاحين من 2،1 مليون فدان إلى حوالي 4 ملايين فدان، وزادت مساحة الأراضي الزراعية بنسبة 15% مقارنة بما كانت عليه أيام الحكم الملكي لمصر الذي اتسم بإهمال الزراعة المصرية، واهتمت الدولة المصرية بزراعة الأرز وصلت المساحة المزروعة في مصر إلى ما يزيد على مليون فدان وهي أعلى مساحة زرعت في تاريخ مصر.

الاهتمام بالحياة الاجتماعية

وفر عبد الناصر التعليم المجاني للأشخاص غير القادرين على دفع المصاريف المدرسية، وظهر ذلك في خفض نسبة الأمية قبل 1952 إلى 50% عام 1970

 وتم ضمان التأمين الصحي والاجتماعي والمعاشات لكل مواطن بدون ديون على مصر، كما اهتم أيضا بدخول الوحدات الصحية والكهرباء والمدارس لكل قرى مصر.