الأحد 16 يونيو 2024

دعم الابتكار في الشركات والمؤسسات


محمد محمود عبد الرحيم

مقالات28-9-2021 | 19:04

محمد محمود عبد الرحيم

  الابتكار يتكون من دوائر للوصول إلى مجتمع مبتكر وتتكون دوائر الابتكار من "الابتكار الفردي، الابتكار في الشركات والمؤسسات، والابتكار الحكومي على مستوى الدول"، فالابتكار أحد أهم سمات التحول من اقتصاد تقليدي إلى اقتصاد المعرفة.

الابتكار والإبداع مفهوم يحفز النشاط داخل الشركات ويؤثر تأثير كبير على Brand name  المملوك للشركة ويعزز انتماء الموظفين للشركة، كما يعمل على تعزيز قيمة الشركة لدى العميل، والابتكار في الشركات ليس حكرا على صناعات أو أنشطة معينة بل هو نشاط ممتد لكل الأنشطة والمؤسسات وحتى المؤسسات الحكومية. 

الابتكار في الشركات ينقسم إلى جانب قائم على تطوير المنتجات أو الخدمات المقدمة للعميل بحيث يتم تلبية احتياجات السوق بأقصى جودة متاحة مع الأخذ في الاعتبار وجود تكلفة مناسبة، كما أن هناك جانب آخر، وهو دعم الابتكار في بيئة العمل حيث يؤهل ذلك الموظفين على تقديم حلول مبتكرة وجديدة وغير تقليدية للمشكلات المتعلقة بيئة العمل أو في رسالة ورؤية الشركة في تقديم المنتجات أو الخدمات المقدمة في السوق. 

ولابد من غرس ثقافة أن الموظف ليس مجرد شخص صغير في دائرة كبيرة بل يجب تعظيم الانتماء وغرس شعور بأن جميع الموظفين هم أصحاب الشركة على أرض الواقع، وعلى سبيل المثال، لابد أن تراعى ساعات العمل التوازن بين تحقيق أقصى إنتاجية ممكنة وتحقيق الشخص أيضاً لحياة اجتماعية مستقرة بالشكل المطلوب والذي يساهم في دعم الابتكار في المؤسسة. 

الابتكار أحد أهم سمات الاقتصاد فى العصر الحديث بل ويذهب البعض للقول أن الابتكار والإبداع هما النفط في القرن الحالي  وأن من لا يبتكر يموت ، كما أن الابتكار أحد أهم أدوات رؤية مصر 2030 لتحقيق رؤية الاقتصاد المصري القوي القائم على الصناعة والابتكار، على أرض الواقع هناك العديد من  المحاولات لدعم الابتكار في مصر على سبيل المثال، هناك تعاون مصري اسباني مثمر وذلك من خلال برنامج مشترك  لدعم الابتكار في الشركات الصغيرة والمتوسطة  حيث يهدف البرنامج المصري الإسباني المشترك ESITIP إلى تمويل ودعم البحث والتطوير في السوق المحلى. 

ووقع مركز تطوير التكنولوجيا الصناعية  CDTI مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات برنامجًا مشتركًا في 4 يوليو 2016، وتأسس CDTI في عام 1977 وهو جزء من وزارة العلوم والإبداع التي تعزز تطوير التكنولوجيا والابتكار في الشركات الإسبانية. 

ولربط الابتكار بسوق العمل لابد من الاهتمام بالجامعات والأفكار المطروحة من طلاب الجامعات؛ فطلاب الجامعات لهم دور كبير في دعم الابتكار؛ فكل طالب بالجامعة هو مشروع لتقديم محتوى مبتكر مفيد للمجتمع، وبالفعل تم إطلاق مشروع مبادرة مراكز مصر الإبداعية في الجامعات المصرية، والمشروع تحت رعاية  الحكومة المصرية ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويُعد حل مُبتكر للتصدي للأسباب الجذرية وراء البطالة لدى الشباب وتقديم حلول ريادية وابتكارية فمراكز الإبداع الرقمية داخل الجامعات لديها إمكانات كبيرة تدعم وتساعد الطلاب والشركات الصغيرة والمتوسطة والأعمال الناشئة ليصبحوا عناصر فاعلة ورئيسية من شأنها تحقيق التحول الرقمي في شتى قطاعات الصناعة.

ويعد برنامج مراكز الإبداع الرقمية أحد أهم أدوات الابتكار في الجامعات المصرية، ويمكن القول إنه لا إبداع أو ابتكار في الشركات دون جامعات قادرة على تقديم ابتكار يخدم سوق العمل والمجتمع، والابتكار أحد الوسائل لحل مشكلات مصر القومية ولذلك كان هناك العديد من المبادرات الحكومية لتبني الأفكار لتطوير الأداء الحكومي أو لحل أحد المشاكل المزمنة في مصر، لكننا أمام طريق طويل من التحديات للوصول إلى مجتمع مبتكر ومبدع وقادر على مواجهة الظروف وحل المشكلات وتحقيق التنمية الاقتصادية.