أصدرت دار الشروق للنشر والتوزيع طبعة جديدة وهي الطبعة الثالثة من كتاب "رحابة الإنسانية والإيمان: دراسات في أعمال مفكرين علمانيين وإسلاميين من الشرق والغرب" تأليف الدكتور عبد الوهاب المسيري.
وقالت دار الشروق عبر "فيسبوك"، اختار الدكتور عبد الوهاب المسيري مجموعة متنوعة من المفكرين الغربيين والمسلمين من أوربا والعالم العربي وآسيا الإسلامية المنشغلين بالهم العام -الوطني والقومي والديني- لشعوبهم وليسوا من هؤلاء المفكرين الذين يعيشون في أبراجٍ عاجية بعيدًا عن هموم الواقع ومشكلاته.
وتكشف تلك الدراسة أن هؤلاء المفكرين أكثر انفتاحًا وقبولًا للأفكار المستخلصة من تجارب حضارية أخرى، وأكثر تخففًا من الالتصاق الحرفي بالنص الديني دون النظر إلى الروح والجوهر على الرغم من الحرص على عدم الخروج عن ثوابت الدين.
كما تجيب الدراسة عن سؤال ظل يطارد الدكتور المسيري عن المشترك الفكري بين هؤلاء المفكرين على الرغم من تباين مرجعياتهم الثقافية والحضارية وتباينها. وكانت الإجابة تكمن في «النزعة الإنسانية» التي تؤكد أن للذات الإنسانية وجودًا وفعالية واستقلالًا في إطار الرؤية الكلية للوجود وما وراء الوجود.
وتأتي اختيارات الدكتور المسيري محكومة بمنطق واضح ومتماسك لعقل منشغل وقادر على الإفادة من كل إبداع بشري يدعم قيمة الإنسان، وفي الوقت ذاته نقده لكل فكر معاد لإنسانية الإنسان.
يذكر أن عبد الوهاب المسيري كاتب ومفكر وعالم اجتماع مصري، ولد في عام 1938 وتوفى عام 2008، وهو مؤلف أحد أكبر وأهم الأعمال الموسوعية العربية في القرن الماضي "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية" الذي استطاع من خلالها برأي البعض إعطاء نظرة جديدة موسوعية موضوعية علمية للظاهرة اليهودية بشكل خاص، وتجربة الحداثة الغربية بشكل عام، مستخدماً ما طوره أثناء حياته الأكاديمية من تطوير مفهوم النماذج التفسيرية، أما برأي البعض الآخر فقد كانت رؤيته في موسوعته متحيزة لليهود، ومتعاطفة إلى حد كبير مع مواقفهم تجاه غير اليهود، بل وصفها البعض بأنها تدافع عن اليهود.