سورة (ص) هى إحدى السور المكية، وتعرف ايضًا بسورة داود، وقد نزلت في الفترة الواقعة بين الهجرة إلى الحبشة وحادثة الإسراء والمعراج، ويبلغ عدد آياتها ثمانٍ وثمانين، وكلماتها سبعمئة واثنين وثلاثين، وحروفها ثلاثة آلاف وسبعة وستين، أما ترتيبها بين سور القرآن الكريم؛ فهي السورة الثامنة والثلاثون، وقد سمّيت بِـ (ص)؛ لابتداء السورة بهذا الحرف الهجائي.
موضوعات سورة (ص)
شملت سورة ص الكثير من الموضوعات، منها الآتي:
-إثارتها للعديد من قضايا أصول العقيدة الإسلامية؛ كالتوحيد، وإقامة الأدلة على ذلك، بالإضافة إلى الوحي، والحساب، وكان ذلك في بداية السُّورة، وذكرت بعض الشبهات التي أوردها المشركون على الوحي، كما فيها إظهار لسعةِ رحمة الله -تعالى-، وعدم قدرة أحدٍ عن إمساكها إن أرسلها، وعدم قدرة أحد على إرسالها إن أمسكها، وأن الله -سبحانه- يختار من يشاء من عباده، وينعم عليهم بغير حساب، وكذلك توجيه النبي --عليه الصلاة والسلام- الناس إلى الصبر، وضرب مثالاً على ذلك قصة أيوب -عليه السلام-.
-تحدثت عن شبهات الكافرين؛ وهي من الآية رقم واحد إلى الآية السادسة عشر، وكانت هذه الشبهات متعلقة ببشرية النبي -صلى الله عليه وسلم-، واختصاصه بالوحي، وإنكار التوحيد، وغير ذلك.
-تناولها لِقصص الأنبياء؛ وهي من آية رسم سبعة عشر إلى الآية الثامنة والأربعين، وذكر النِّعم التي أنعم الله -تعالى- بها عليهم، كذكرها للنِّعم التي أنعم الله -تعالى- بها على نبيه داود -عليه السلام-، ومدحها لأيوب -عليه السلام- لصبره وكثره دعائه، وكذلك ثنائها على إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، وإسماعيل، واليسع، وذي الكفل -عليهم السلام-.
- ذكرها للنعيم والجحيم؛ وهي من الآية رقم تسعةٍ وأربعين إلى آية رقم أربعة وستين، فتحدّثت عن الجنّة، وأبوابها، وأنهارها، وكذلك عن النَّار وعذابها.
-ذكرها قصة بدء الخلق وسجود الملائكة لآدم -عليه السلام-، وهي من آية رقم خمسة وستين إلى آخر السُّورة، وتشير إلى طاعتهم المطلقة لله -تعالى-، وعدم عصيانه، وذكرت رفض إبليس السجود له، وطرد الله -تعالى- له من الجنة، ولعنه وتوعده بالنَّار له ولمن تبعه.
-ذكرها تعجب الكافرين من نبوة ة ّرسول الله -عليه الصلاة والسلام-، ووصفهم له بالكذب والافتراء، وأشارت إلى اختصاص الله -تعالى- بملك السماوات والأرض، وتناولت بعض قصص الأنبياء.