الإثنين 27 مايو 2024

تستمتع عندما يغني عساف وزبادي لعبدالمطلب .. سامية محمدعبد المطلب : والدي ملك المواويل

28-5-2017 | 10:16

حوار: سمير أحمد - عدسة : صبرى عبد اللطيف

ملك «المواويل» لقب استأثر به الفنان محمد عبد المطلب، هو صاحب الحنجرة الذهبية، نشأ لأسرة متوسطة الحال بمحافظة البحيرة. بدأ يتعلم القراءة والكتابة فى أحد كتاتيب القرية حتى حفظ القرآن الكريم. لفتت حلاوة صوته وعذوبته انتباه الشيخ محمد السنباطى فأخذ يعلمه كيفية مخارج الحروف من خلال تجويد القرآن الكريم. ظل متمسكاً بأخلاق القرية والقيم الأصيلة طوال حياته، كما تقول ابنته سامية، التى حاورتها «الكواكب» وكان لنا معها هذا الحوار عن حياته الفنية والأسرية وعلاقته بزوجته وأبنائه الأربعة.

ماذا عن أغنية «رمضان جانا» أشهر ما يذكرنا بالشهر الكريم؟

الأغنية تم تصويرها في جو روحانى يتماشى مع الشهر الكريم، فقد كان يرتدى جلبابه الأبيض ووراءه أطفال يحملون الفوانيس، والأغنية تحمل فى معانيها البساطة والفرح في ذات الوقت، وأعتقد أن السبب وراء نجاح هذه الأغنية هو أسلوبها السهل، حتى صارت من السمات المميزة للشهر الفضيل، كلمات حسين طنطاوى والحان محمود الشريف.

هل كانت له طقوس فى شهر رمضان؟

كان يقرأ القرآن الكريم ويحب الإفطار معنا، أما السحور فكان يفضل تناوله مع أصدقائه، وكان يحب الذهاب إلى حي الحسين والجلوس على المقاهى هناك.

كيف كانت بداياته مع الفن؟

فى البداية وجد عمى لبيب الموهبة وحب الفن متأصلين لدى والدى، فنقله معه إلى القاهرة، وكانت أولى المحطات على يد الفنان داود حسنى، ثم انتقل للعمل بعد ذلك مع الفنان محمد عبد الوهاب وكان معه فى فريق «الكورال»، ووعده بالسفر معه إلى باريس أثناء تصوير فيلم «الوردة البيضاء» لكنه تخلى عنه، فقرر والدى الانفصال عنه والاعتماد على نفسه فتوجه إلى مسرح بديعة مصابنى وتعرف على زوج خالتى المرحوم الفنان محمود الشريف وكانت أول أغنية قدمها عام 1938 «بتسألنى بحبك ليه» وبعد تسجيلها سافر مباشرة إلى بيروت لكنها لم تكن بدايته الحقيقية، بل كانت أغنية «ودع هواك» بمثابة انطلاقته الحقيقية فى عالم الغناء.

من هم الأصدقاء المقربون له من الفنانين؟

أقرب أصدقائه من الفنانين هم محمد رشدى وشفيق جلال وكارم محمود وعبد العزيز محمود والسيدة سعاد مكاوى الذين ظلوا على اتصال بي لفترة طويلة بعد وفاته.

ما الأغانى التى كان يحب سماعها؟

كان عاشقاً لكل أغانى أم كلثوم ويحب سماع صوتها ، وأيضاً عبد الحليم حافظ وكان بينهما قبول متبادل حتى إن العندليب عندما سأل من تحب سماعه؟ قال عبد المطلب ومحمد قنديل.

وهل كانت له صدامات مع زملاء العمل؟

إطلاقاً، فقد كان راضياً عن كل ما يدور حوله، حتى إن أغنية «وأنا مالى وأنا مالى» كانت مكتوبة له، وغناها بدلاً منه الفنان كارم محمود، لكن والدى لم يتأثر بشيء، بل كان راضياً وسعيداً، فهذا الجيل كان يتميز بالتسامح والاحترام الشديد.

من الذى أطلق عليه لقب «ملك المواويل»؟

في بداية الستينيات كتب عنه الكثير من أصحاب الأقلام الكبيرة وأشادوا به، وأُطلق عليه هذا اللقب فى وقتها، وقد كان سعيداً للغاية بهذا لأنه كان بمثابة اعتراف من النقاد فى ذلك الوقت بأنه المتربع على عرش الغناء الشعبى.

هل تعتقدين أنه نال حقه من تكريم بعد نصف قرن قضاها في الفن؟

كان والدى يؤمن بأن حب الناس هو أفضل تكريم يحصل عليه الفنان، وقد تحقق له ما تمنى من مكانة كبيرة فى قلوب جمهوره، أما على المستوى الرسمى فقد كرَّمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1964 في احتفالات عيد الفن وأيضاً حصل على جائزة الإبداع الفنى من الرئيس أنور السادات لكنى أناشد مسئولى الأوبرا المصرية أن يكون هناك أي نوع من تذكير الناس بتراثنا الأصيل، فقد سعدت عندما سمعت المطرب الفلسطيني محمد عساف والفنان المغربي فؤاد زبادي يغنيان أغنيات والدى.

كيف كانت علاقته بأبنائه وزوجته.. وهل فرض على أى منكم العمل فى الفن؟

الوالد ترك لكل واحد منا حرية اختيار مستقبله، وكان سعيداً باختيارى لدراسة التاريخ لأنه كان شغوفاً بحبه لتاريخ مصر، وقد اكتسبت منه الصدق واختيار أصدقائى بعناية، فقد كان شديد الاعتزاز بأصدقائه، أما الوالدة فكانت مدركة لعمله فى الفن وأعباء تلك المهنة، وكانت بمثابة المعين والمساعد لدفعه دائماً للأمام، فقبل إقدامه على عمل جديد كان يقضى معظم وقته فى النقابة ليستطيع الحفظ، وعندما يعود للبيت ويكون الإرهاق قد نال منه يشعر بالهدوء والراحة التى توفرها له، وهو ما كانت الوالده تدركه جيداً وتساعده على تحقيقه.

ما أشد المواقف ألماً وحزناً فى حياته؟

حزن حزناً شديداً لموت الزعيم جمال عبد الناصر وأُصيب وقتها بجلطة، وكانت أولى الجلطات، وكذلك يوم وفاة أم كلثوم فقد حزن أيضاً وكان أول الحاضرين لمسجد «عمر مكرم»، وكان بجوار النعش يبكى بكاءً شديداً حتى كتبت الصحافة عن هذا الموقف.

وما حكاية «السم» الذى وُضع له فى القهوة؟

فى بداياته الفنية وأثناء إحيائه أحد الأفراح حذره أحد الأشخاص العاملين معه من تناول القهوة لأن بها سماً، فتعامل مع الموقف بهدوء وأكمل الفرح ولم ينفعل أو يخبر أحداً. أعتقد أن ذلك كان من تدبير أحد المتربصين به بعد أن رأى نجاحه فى تزايد.

وما أهم أعماله التى قدمها؟

قدم نحو تسعة أفلام منها «على بابا والأربعين حرامى» وأيضاً «5 شارع الحب» الذى قام بإنتاجه و«تاكس حنطور» وغيرها كما قدم أغانى كثيرة منها و«اسأل مرة عليا»، وقدم مسرحية «ياحبيبتى يامصر».