الإثنين 20 مايو 2024

منع النساء من صلاة «التراويح» لحل أزمة مكبرات الصوت

28-5-2017 | 13:04

كتب: علي عقيلي
شهدت العديد من المساجد الكبيرة التي تستقبل أعدادًا غفيرة من المصلين؛ خاصة في شهر رمضان المعظم؛ مشادات كبيرة بين المصلين والأئمة؛ جرّاء عدم استخدام مكبرات الصوت.

وتزدحم المساجد بالمصلين؛ في صلاة التراويح، ما تضطر معه أعداد كبيرة من المصلين، تفوق من هم داخل المساجد إلى الصلاة في الساحات الخارجية، التي تكون بعضها ملحقة بالمساجد؛ أي داخل أسوارها، والبعض الآخر تكون في الشوارع المؤدية للمساجد، وحولها، وينتشر فيها المصلون على "حصر" إضافية، أو سجادات خاصة بهم.
 
في أول يوم رمضان رصدت "الهلال اليوم"  تداعيات منع مكبرات الصوت؛ وخاصة في المساجد الكبيرة التي تزدحم بالمصلين؛ ما يضطر أعدادًا كبيرة منهم إلى الصلاة في الساحات الخارجية الملحقة بالمساجد، والحدائق المجاورة للمساجد، والشوارع الجانبية، التي تحتاج بالضرورة إلى مكبرات صوت؛ لسماع صوت الإمام؛ وخاصة في صلاة التراويح، التي يحلو معها الإطالة في الصلاة واستعذاب ركوعها وسجودها، وخشوعها.
 

◄ منع النساء من الصلاة

وسادت حالة من اللغط، ونشبت مشادات بأحد المساجد الكبيرة بمدينة نصر، الذي يتكون من طابقين؛ وملحقات بالمسجد أحدها مخصص للنساء؛ وعلى الرغم من ذلك لم تستوعب مساحة المسجد الداخلية أعداد المصلين الكبيرة، التي بادرت إلى المسجد في أول أيام الشهر الفضيل؛ لصلاة التراويح؛ وفجأة انقطعت روحانيات الشهر الفضيل إثر جدل وأصوات عالية لا تجد لها مكانًا داخل المسجد، مطالبة إمام المسجد بمنع النساء من الصلاة في المسجد بسبب عدم وجود أماكن كافية تستوعب الرجال، وأيضًا منع مكبرات الصوت، ما يحرم أعدادا كبيرة من المصلين بالساحات خارج المساجد من سماع صوت الإمام، وأداء الصلاة؛ والاستمتاع بروحانيات الشهر الكريم في أداء صلاة التراويح.

وطالب أحد المصلين إمام مسجد "السيدة عائشة" بمنع النساء من الصلاة في المسجد؛ بعد أن أقيمت صلاة العشاء؛ موضحًا أن صلاة المرأة في بيتها أفضل وأولى من صلاتها في المسجد طبقًا لحديث النبي – صلى الله عليه وسلم –  فعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:"صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها رواه أبو داود (570)، والترمذي (1173)، وسادت حالة من اللغط تسببت في تأخر الإمام عن صلاة العشاء لبعض الوقت؛ ما اضطر الإمام لتهدئة المصلين، حتى قضاء صلاة العشاء، ومطالبته للمصلين الذين لا يجدون مكانًا بالصلاة في الساحة الخارجة للمسجد على أن يقوم بتشغيل مكبرات الصوت؛ حتى يتمكن المصلون من سماع صوت الإمام وتأدية الصلاة بشكل صحيح.
وأكد إمام مسجد السيدة عائشة أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد، ولكنها إذا  جاءت إلى المسجد لأداء الصلاة لا تمنع من ذلك طبقًا لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله". "متفق عليه"؛ وأوضح أن المشكلة تأتي بسبب ازدحام المسجد، ولا يصح أن تصلي النساء خارج المسجد؛ فقد يندس بينهن من يروعهن أو يسرقهن، ولذلك كان عليه أن يوفر لهن مكانًا في ملحق المسجد؛ وكان مخصصًا من قبل لصلاة الرجال؛ وبعد نقاش ساخن وجدل طويل بين القائمين على المسجد وافق الجميع على تخصيص هذا الملحق للنساء، على أن يصلي من لم يجدوا لهم أماكن داخل المسجد في الساحة الخارجية للمسجد، رغم منع مكبرات الصوت من الاستخدام،  ووعد بحل المشكلة في اليوم التالي.     
 
◄ أزمة الميكرفونات

وأكد أحد المصلين أن عدم استخدام "الميكروفونات" سبب أزمة وازدحامًا داخل المسجد؛ حيث لا يتمكن المصلون خارج المسجد من سماع صوت الإمام، والتعايش مع روحانيات الشهر الكريم الذي لا يأتي سوى مرة واحدة في العام؛ مطالبًا وزارة الأوقاف بضرورة مراجعة هذا القرار، وخاصة في شهر رمضان، حتى يتمكن جميع من يرغب في أداء الصلاة سواءً داخل المسجد أو خارجة في حالة زيادة الأعداد وتكدس المصلين.


وقال أحد المصلين متحديًّا:" هنجبر الإمام على تشغيل الميكروفونات حتى لو الوزارة منعتها عشان دا تهريج".


ووصف آخر أن قرار منع مكبرات الصوت في الصلاة بـ"غير المدروس"؛ موضحًا أن المساجد لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستوعب المصلين في شهر رمضان، وإذا كانت لا تستوعب المصلين في صلاة الجمعة؛ حيث تتزايد الأعداد نوعًا ما؛ ما يضطر المساجد لفرش الساحات الملحقة بها، والشوارع التي حولها، متسائلًا كيف يستقيم هذا القرار في شهر رمضان؛ ومن المعروف أن الأعداد تكون أضعاف ما تكون عليه في صلاة الجمعة.