تظاهر عشرات الآلاف من البرازيليين الليلة الماضية في عدة مدن بالبلاد، تلبية لدعوة الحركات والأحزاب اليسارية ، للمطالبة مرة أخرى بإقالة الرئيس اليميني المتطرف جاير بولسونارو والتنديد بالزيادات في التكاليف الحياتية.
وأقيمت أهم المسيرات في ريو دي جانيرو وساو باولو وبرازيليا بدعوة من "الحملة الوطنية لإقالة بولسونارو"، بدعم من عشرات الأحزاب اليسارية والعديد من النقابات. وتم إطلاق هذه الدعوات للمظاهرات في 167 مدينة في البلاد إلا أن عددا من الصحف البرازيلية يشير إلى أن التجمعات قد نظمت في 20 ولاية من بين 27 ولاية في البرازيل وفي 60 مدينة، بما في ذلك 14 عاصمة إقليمية.
وشارك بعض قادة اليمين والوسط في المسيرات للتنديد بعواقب الأزمة الاقتصادية في البلاد، على الرغم من عدم دعمهم بالضرورة للدعوة إلى إقالة الرئيس. وفي حي كانديلاريا بوسط ريو دي جانيرو، سار مئات الأشخاص وهم يهتفون "اقيلوا بولسونارو"، وهو شعار كتب أيضا على العديد من اللافتات.
وقالت اليزابيث سيموس وهي معلمة متقاعدة تبلغ من العمر 69 عاما "سنقيله، رهان الناس هنا في الشوارع هو الضغط على البرلمانيين للمطالبة بإقالة بولسونارو". وهناك أكثر من مائة عريضة تطالب بهذا الأمر مازالت معلقة في مجلس النواب، لكن رئيسه آرثر ليرا، حليف الحكومة، لا يسمح بعرضها.
كما أمرت المحكمة العليا بفتح عدة تحقيقات ضد جاير بولسونارو وأقاربه، لا سيما لنشر معلومات كاذبة. في ساو باولو، احتشد عشرات الآلاف من الأشخاص في فترة ما بعد الظهر في وسط شارع باوليستا، حيث تجمع المرشحون الرئاسيون المحتملون مثل سيرو جوميز، زعيم حزب العمل الديمقراطي الذي حصل على المركز الثالث في عام 2018. وفي برازيليا، تجمع مئات المتظاهرين في ساحة الوزارات.
وكانت الاحتجاجات السابقة التي قادتها حركات يسارية تهدف إلى المطالبة بإقالة بولسونارو بسبب تعامله الفوضوي مع الوباء الذي أودى بحياة ما يقرب من 600 ألف شخص. وتعالت الأصوات في مظاهرات السبت ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية والغاز والوقود، فضلا عن وجود 14.1 مليون عاطل عن العمل.
وقالت إيزادورا ليسا، 22 عاما في مدينة ريو "الناس جائعون ولم نعد ندعم هذه الحكومة". وقال مارسيلو ويرنيك، الذي رغب في النزول إلى الشوارع في ريو احياء لذكرى "الأصدقاء وأفراد العائلة" الذين ماتوا بسبب كوفيد -19 "ليعرف أنه لا يحظى بتأييد اجماع المواطنين، وأنه سيواجه صعوبة في إعادة انتخابه. إذا لم يتم عزله من منصبه، فسوف يخسر الانتخابات في عام 2022".
قبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية، توقع استطلاع أجراه معهد داتافولها في منتصف سبتمبر حصول الرئيس المنتمي إلى اليمين المتطرف على 26٪ في الجولة الأولى مقابل 44٪ لصالح لولا دا سيلفا. وكانت الأعلام الحمراء العديدة لحزب العمال الذي ينتمي إليه الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (2003-2010) واضحة، إلى جانب أعلام العديد من منظمات اليسار والوسط الأخرى، وعادة ما ترفع أعلام البرازيل تقليديا خلال مسيرات دعم الرئيس.
في 7 سبتمبر، ضمت مسيرات حاشدة في برازيليا وساو باولو 125 ألف من أنصار جاير بولسونارو. أكثر مما تمكن اليسار من جمعه يوم السبت في العاصمتين الإقليميتين.