الأربعاء 27 نوفمبر 2024

دين ودنيا

من هم السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلَّا ظله

  • 5-10-2021 | 13:27

السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلَّا ظله

طباعة
  • سالي طه

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ)، ولكن قد لا يعلم الكثير من هم السبعة، لذلك تقدم بوابة "دار الهلال"، في السطور التالية السبعة الذي يظلهم الله يوم القيامة في ظله كالآتي:

ـ  الإمام العادل

 الفئة الأُولى من الفئاتِ المعنيَّة في الحديث هي الإمام العادل، وهو والي أمر المسلمين الذي يقيمُ شرعَ الله -تعالى- فيهم، ويسعى لتحقيق مصالِحهم ودرءِ المفاسِد عنهم، وينصرُ المظلومَ منهم وينصحُ السائِلَ، ويأخذُ بيدِ المُحتاجينَ والفقراء، ويدخلُ في حكمهِ كلُّ من تولَّى أمرَ فئةٍ من النَّاسِ؛ كالملكِ والوزيرِ والنُّوابُ إن هُم عدلوا واتَّقوا الله -تعالى-، وقد تقدَّمَت هذه الفئةُ على سائر الفئاتِ الأُخرى في الحديثِ لعمومِ نفعها، إذ يرتبطُ صلاحُ الرَّعية بصلاحِ الرَّاعي.

ـ الشاب الناشئ في عبادة الله

 الفئة الثَّانية من الفئاتِ المعنيَّة في الحديث هي فئة الشَّباب الذين نشؤوا في طاعة الله -عزَّ وجل-، أي الذين ترعرعوا على حبِّ الله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ويقتدونَ به في أمورِ حياتهم، والذين يتمتَّعونَ بالأخلاقِ الحسنة، وينتهونَ عن صغائر الذّنوبِ وكبائرها، فيغلقونَ أبوابَ الهوى وحبّ الدُّنيا، ولا يخضعُون لها، ويكونُ الواحدُ منهم خيرَ جليسٍ إذا تجالسَ، وخيرُ ناصحٍ إذا سُئِلَ، وخيرُ أمينٍ إذا اؤتمنَ

ـ رجل ذكر الله في الخلاء ففاضت عيناه

الفئة الثَّالثة من الفئاتِ المعنيَّة في الحديث هي فئة النَّاس الذين يتَّقونَ الله في الخلوات، وتقوى الله -عزَّ وجل- سهلٌ على المسلمِ إذا راقبهُ أحدٌ من النَّاس خشيةَ أن يعلموا بمعصيته، ولكنَّها قد تَصعُبُ عليه حينما لا يراقبهُ أحدٌ منهم، فقد تحثُّهُ نفسهُ على المعصيةِ في الخلوات لأنّ الناس لا يعرفون بأمره حينئذٍ، فإذا تذكّرَ أنَّ الله -عزَّ وجل- ذا القوَّة والجبروت يراقِبُهُ في سرِّه وعلنه، استحضر عظمته وعذابه وقوَّته، فخشيَ أن يمسَّه منه شيءٌ وبكى من خوفه وشوقه لخالقهِ؛ فاستحقَّ بهذا نيلَ هذه المرتبة العظيمة، ويغلبُ في البكاءِ من خشيةِ الله -تعالى- في الخلواتِ أن يكونَ خالصاً لله -عزَّ وجل-، فإذا كانَ البُكاءُ رياءً أو تمثيلاً خرجَ من كونه خالصاً لله -عزَّ وجل- ولم يستحقَّ صاحبه هذه المرتبة ولا غيرها.

ـ رجل تعلَّق بالمسجد

 الفئة الرَّابعة من الفئاتِ المعنيَّة في الحديث هي فئة النَّاس المُتعلِّقة بالمساجد، والمساجد هي بيوت الله -عزَّ وجل-، وفيها يشعرُ المُسلم بالسَّكينةِ والطمأنينة، ولطالما كانت المساجدُ مِركزاً دينيَّاً واقتصاديَّاً وسياسيَّاً، إذ يجتمعُ فيها المسلمون لحفظ كتابِ الله وتدارس آياته، وتُعقدُ فيها الاجتماعات ويجتمعُ حولها الباعةُ والتُّجَّار لتسويق بضاعتهم، ومن المسلمينَ من يَصِلُ ارتباطهُ بالمسجدِ درجةَ التُّعلقِ فيه، إذ لا يبرحُ أن يُغادره حتى يعودَ إليه من شوقه وحبِّه له، وقد امتدح الله -عزَّ وجل- أهل المساجد في سورة النّور، فقال -تعالى-: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّـهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ).

ـ رجلان تحابا في الله

 الفئة الخامسة من الفئاتِ المعنيَّة في الحديث هي فئة النَّاس المُتحابّة في الله، والحبُّ في الله يكونُ سبباً في الاستظلالِ بظلِّه يوم القيامة، إذا كان حباً غير مشروطٍ بنيلِ أحدهما مصلحةً من الآخر، ووقتما حصلَ أحدهما على مُبتغاه من الآخر تركه، إذ يُحبَّانِ بعضهما لارتباطهما بالله -عزَّ وجل- وطاعتهما له، فإذا اجتمعا كانا على طاعة، وإذا تفرَّقا كانا على طاعة، فيؤلِّفُ الله -تعالى- بينَ قلبيهما ويورثهما حبَّ طاعتهِ وطَلبِ ما عنده.

ـ رجل يخاف الله من فتنة النساء

الفئة السَّادسة من الفئاتِ المعنيَّة في الحديث هي فئة الرِّجال المتورّعينَ عن الزِّنا، وقد وضعَ الحديثُ صورةً في غاية الأهميَّة؛ لأنَّ المرأةَ ذاتَ النَّسبِ والمالِ والجمالِ مطلوبةٌ، ولنكاحِ مثلها يسعى جميعُ الرِّجال غالباً، ولكنَّ المسلمَ يأبى أن يزني بمثلها، إذ تفوزُ خشيةُ الله -عزَّ وجل- في قلبه على حبِّ العلاقات المحرّمة؛ فاستحقَّ بصبرهِ هذا ومجاهدتهِ لنفسه أن يكونَ ممَّن يظلُّهم الله -عزَّ وجل- في ظلِّه يومَ القيامة.

ـ رجل ينفق في سبيل الله

 الفئة السَّابعة من الفئاتِ المعنيَّة في الحديث هي فئة المنفقينَ في سبيلِ الله -عزَّ وجل-، ولفظ رجل الواردُ في الحديثِ لا يعني خصوصَ الرِّجال بل يُقصَدُ فيه الرِّجال والنِّساء، وذكرُ أهميَّة إخفاء الصَّدقة جاءَ تأكيداً للإخلاصِ فيها وترك الرّياءِ وطلب السُمعةِ والظهورِ بمظهرٍ حسنٍ أمام النَّاس، فالرِّياءُ من أخطرِ الأمراض التي قد تصيبُ قلبَ المسلم، إذ يحبُّ الإنسانُ أن يتلقَّى المديحَ على عمله الحَسن، ومجاهدته لنفسه تجعله من أهل هذا الحديثِ، وهي علامةٌ على قوَّةِ الايمان والإخلاصِ لله -عزَّ وجل-.

معنى يظلّهم الله بظله

 إنَّ من أهوالِ يومِ القيامة أنَّ الشَّمس تندو من النّاس دنوَّاً شديداً، فلا يجدون شيئاً يستظلّون به منها إلَّا ظلُّ الرَّحمن، وقد فَسَّر العلماءُ الظِّلَ بطرقٍ مختلفةٍ، نذكر منها ما يأتي: المعنى الأوَّل: إنَّ الله -عزَّ وجل- يَخلُقُ لمن يشاءُ شيئا يستظلّ به.

ـ المعني الثَّاني: إنَّ حر الشَّمسِ لن يؤثّرَ في أصحابِ الحديثِ.

ـ المعنى الثَّالث: إنَّ الظِّلَ هو ظِلُ عرش الرَّحمن، وإضافته لله -عزَّ وجل- إضافةً معنويةً، وذلكَ أنَّ الظلِ من صفاتِ الأجسام والله -عزَّ وجل- مُنزَّهٌ عن هذا.

ـ المعنى الرَّابع: إنَّ الظِّلَ هو ظلُ الجنَّة.

اقرأ أيضا:

ما معني قول الله تعالي سنسمه على الخرطوم

خصائص السور المكية والمدنية.. تعرف عليها

الاكثر قراءة