في الآونة الأخيرة انتشر الانتحار في المجتمع بكثرة، زادت نسبته كثيرًا، بالرغم من أنه حرام شرعًا، إلا أنه زاد بكثرة، ويزعم البعض أن المنتحر شخص كافر، فغلا يجوز تغسيله أو الصلاة عليه، وأنه شخص كافر وخارج عن الملة، ولكن مجموعة من الشيوخ قالوا أن المنتحر شخص أثم ولكنه لم يخرج من الملة، وبعض الأشخاص تعتقد أن الدعاء بالرحمة والمغفرة للمنتحر لا يجوز؛ لأنه فعل شيء من الكبائر وأن مصيره النار وعذابها، وستوضح بوابة «دار الهلال» هل يجوز الدعاء للمتوفي أم لا.
الدعاء بالمغفرة للمنتحر
الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً: إن الله سبحانه وتعالى يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء فهو القائل فى سورة النساء "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"، والمنتحر ارتكب كبيرة إلا أننا لا نعلم الظروف النفسية والعقلية المحيطة به ، وعليه فيجوز الدعاء له بأن يعفو عنه تلك المعصية إن كان قد ارتكبها.
ومن جانبه قالت دار الإفتاء: إن الانتحار حرامٌ شرعًا؛ لما ثبت في كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وأله وسلم، وإجماع المسلمين؛ قال الله تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا»، وعن ثابت بن الضحاك- رضي الله -عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وأله وسلم: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
حكم المنتحر في الدين
وأكدت أن المنتحر واقع في كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنه لا يخرج بذلك عن الملَّة، بل يظل على إسلامه، ويصلَّى على المنتحر ويغسَّل ويكفَّن ويدفن في مقابر المسلمين؛ قال شمس الدين الرملي في "نهاية المحتاج"، أي الميت «وتكفينه والصلاة عليه» وحمله «ودفنه فروض كفاية» إجماعًا؛ للأمر به في الأخبار الصحيحة، سواء في ذلك قاتلُ نفسِهِ وغيرُه.
لا يجوز الانتحار بدعوى رفض المهانة أو التعذيب فيما رفضت دار الإفتاء المصرية، الانتحار أيًا كان موضوعه، فلا يجوز الانتحار لتوقي الشرور، كالاغتصاب والتعذيب، فالمسلم مأمور بالصبر على البلاء، ومقاومة الظلم.
وفصلت: «لأنه لا يجوز للفتاة أن تنتحر خوفًا من أن تغتصب، وعليها مقاومة الغاصب حتى لو وصل الأمر إلى قتله، وإن قتلها هو فهي شهيدة؛ لموتها وهي تدافع عن عرضها، وكذلك غيرها -ممن يتعرض للمهانة والتعذيب- له مقاومة التعذيب والمهانة، ولكن لا يجوز لهؤلاء الانتحار بدعوى أن الانتحار أشرف له من قبول الأسر والتعذيب».