الخميس 21 نوفمبر 2024

تحقيقات

وزير حربية انتصار أكتوبر.. المشير أحمد إسماعيل بطل من جيل الألم

  • 6-10-2021 | 12:08

المشير أحمد إسماعيل

طباعة
  • آية يوسف

سجلت حرب أكتوبر 1973 بطولة وقوة الجيش المصري بكل أفراده وكذلك تكاتف الشعب مع الجيش حتى الانتصار وتحرير أرض الفيروز.

وقد كان من أبرز رموز تلك الفترة المهمة في تاريخ مصر قائد حكيم حافظ على الوفاء ورفع لكل مصري رأسه في كبرياء، قائد ستبقي ذكراه عالقة في  الوجدان، قال عنه الخبراء العسكريون أنه بطل من جيل الألم، فقد قاد ثلاث حروب تجرع فيها مرارة الهزيمة مع أبناء مصر وعندما تولى مهمة القيادة كان النصر حليفا لمصر وكان نصر أكتوبر، هو احد صناع نصر اكتوبر المجيد، المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية وقائد القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر.

حياة المشيرة أحمد إسماعيل 

تعد حياه المشير أحمد إسماعيل مجموعة من المفارقات الغريبة، لعب فيها القدر دورا كبيرا في رسم شخصيته وترك بصمه على مشوار حياته منذ مولده وحتى وفاته، ولد في 14 أكتوبر 1917 بشارع الكحالة الشرقي بشبرا، كان والده ضابط شرطة وصل إلى درجة مأمور ضواحي القاهرة. وكان أحمد إسماعيل يحلم منذ نعومة أظفاره باليوم الذى يكبر فيه ليصبح ضابطا بالجيش، وعقب حصوله على الثانوية العامة من مدرسة شبرا الثانوية حاول الإلتحاق بالكلية الحربية لكنه فشل فالتحق بكلية التجارة وبعد مرور عام على وجوده في كلية التجارة حاول الإلتحاق بالكلية الحربية مرة ثانية لكنه فشل مرة آخرى.

وفي عام 1934 وكان وقتها في السنة الثانية قدم أوراقه مع الرئيس الراحل أنور السادات إلى الكلية الحربية للمرة الثالثة لكن الكلية رفضت طلبهما معا لانهما من عامة الشعب إلا أنه لم ييأس وقدم أوراقه بعد أن أتم عامه الثالث بكلية التجارة ليتم قبوله أخيرا بعد أن سمحت الكلية للمصريين بدخولها،كان زميلا لكل من الرئيس الراحل أنور السادات والرئيس جمال عبد الناصر في الكلية الحربية حيث شهد عام 1938 تخريج دفعتين الأولى تخرج فيها البطل عبد المنعم رياض والثانية تخرج فيها جمال عبد الناصر وأحمد إسماعيل.

وبعد تخرجه برتبة ملازم ثان التحق بسلاح المشاة وتم إرساله إلى منقباد ومنها إلى السودان، ثم سافر في بعثة تدريبية مع بعض الضباط المصريين والإنجليز إلى ديرسفير بفلسطين عام 1945 وكان ترتيبه الأول، أشترك في الحرب العالمية الثانية - التى دخلتها مصر رُغما عنها بسبب وقوعها تحت الإحتلال البريطاني  كضابط مخابرات في الصحراء الغربية حيث ظهرت مواهبه في هذا المضمار.

شارك في حرب فلسطين عام 1948 كقائد سرية، وكان أول من ينشئ قوات الصاعقة في تاريخ الجيش المصري كما شارك في إنشاء القوات الجوية، وفي عام 1950 حصل على الماجستير في العلوم العسكرية وكان ترتيبه الأول، وعين مدرسا لمادة التكتيك بالكلية لمدة 3 سنوات، تمت ترقيته عام 1953 لرتبة لواء، وعندما وقع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 تصدى له كقائد للواء الثالث في رفح ثم في القنطرة شرق وكان أول من تسلم بورسعيد بعد العدوان.

التحق عام 1957 بكلية فرونزي العسكرية بالإتحاد السوفيتي ثم عمل كبير معلمين في الكلية الحربية عام 1959 وتركها بعد ذلك ليتولى قيادة الفرقة الثانية مشاة التى أعاد تشكيلها ليكون أول تشكيل مقاتل في القوات المسلحة المصرية، وتولى قيادة قوات سيناء خلال الفترة من عام 1961 حتى عام 1965، وعند إنشاء قيادة القوات البرية عين رئيسا لأركان هذه القيادة وحتى حرب 1967، تم تعيينه رئيساً للأركان في مارس 1969، إلا أن جمال عبد الناصر طرده من منصبه في سبتمبر من نفس العام بعد عدة هجمات إسرائيلية أهمها عملية سرقة الرادار.

 وبالرغم من ذلك فقد عينه الرئيس التالي أنور السادات رئيساً للمخابرات العامة في سبتمبر 1970، وفي اكتوبر 1972، اصطحب رئيس الوزراء عزيز صدقي في زيارة لموسكو ولدى عودته أحبط محاولة انقلاب ضد السادات، وفي نفس الشهر حل محل عدو السوڤييت الفريق محمد صادق كوزير للدفاع وقائداً أعلى للقوات المسلحة ورقي إلى رتبة فريق، مهاراته كاستراتيجي ونجاحه في اعادة الروح المعنوية للجيش المصري كانت واضحة في حرب اكتوبر 1973، تمت ترقية أحمد إسماعيل إلى رتبة مشير في نوفمبر 1973.

حرب أكتوبر

تولى المشير أحمد إسماعيل رئيسًا لهيئة عمليات القوات المسلحة، ثم رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة عقب استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، في حرب الاستنزاف، ثم عين وزيرًا للحربية عام 1972، وأشرف على التخطيط لحرب أكتوبر، وأدار الحرب بكافة مراحلها حتى قرار وقف إطلاق النار.

سقط المشير أحمد إسماعيل بعد كل هذه الأعباء التى تحملها في حياته فريسة لسرطان الرئة، وفارق الحياة يوم الأربعاء ثاني أيام عيد الأضحى 25 ديسمبر 1974 عن 57 عاما في أحد مستشفيات لندن بعد أيام من إختيار مجلة الجيش الأمريكي له كواحد من ضمن 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكا جديدا، لم يتمكن المشير  رحمه الله  من كتابة أهم كتاب عن حرب أكتوبر لكنه كان يكرر دائما أن الحرب كانت منظمة ومدروسة جدا وأن أى صغيرة أو كبيرة خضعت للدراسة وأن شيئا لم يحدث بالصدفة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة