الثلاثاء 7 مايو 2024

في ذكرى انتصار أكتوبر.. 10 أبطال من أهالي سيناء تركوا بصمتهم فى تحرير أرض الفيروز

أبطال أهل سيناء

تحقيقات6-10-2021 | 20:38

آية يوسف

شهدت أرض سيناء واحدة من أروع قصص البطولة والتضحية في حرب الاستنزاف بعد نكسة 1967، وحتى حرب أكتوبر 1973، كملحمة تاريخية شاهدة على عظمة المقاتل المصري وبطولاته وتضحياته من أجل استرداد أرض الفيروز، وقدم أهل سيناء  بطولات وأعمال فدائية عديدة جعلت العدو لم يغمض له جفن، وسطروا بذلك اسماءهم بحروف من ذهب داخل التاريخ، فلم وجودهم داخل النار وحصارهم إلا إنهم لم يبالوا إلا بتحرير الأرض، فقدموا أنقي صور البسالة والشجاعة اتجاه وطنهم

وبدأت البطولات السيناوية بصورة تلقائية وحتى قبل التنسيق مع جهاز المخابرات الحربية، عندما سارعوا بإنقاذ الجنود المنسحبين من الهزيمة وإخفائهم داخل منازلهم، وإرشادهم لطريق العودة إلى السويس. وسرعان ما تواصلت المخابرات الحربية مع أهالى سيناء سواء من خلال مشايخ القبائل أو بصورة مباشرة مع بعض البدو بهدف الاستفادة منهم في خطة المواجهة والصمود وتجهيز أرض سيناء لمعركة التحرير، ومن ثم كانت المهام المطلوبة من أهل سيناء تتلخص في ثلاثة أمور شديدة الأهمية بالنسبة للجيش المصري آنذاك، وهي: جمع المعلومات عن جيش العدو، وتصوير مراكز وقواعد ارتكازات جيشهم، والقيام بالعمليات الاعتراضية خلف الخطوط والمواقع المتأخرة. وقد تم تنفيذ هذا التوجه من خلال إنشاء منظمة سيناء العربية.

نماذج بطولية من أهالي سيناء

ـ محمد محمود اليماني:  

من الرجال المجاهدين وهو من أبناء سيناء عمل ضابطا للمخابرات وقام بالعديد من المأموريات لجمع المعلومات عن العدو بعد نكسة 1967، أو لقيادة مجموعات من الفدائيين من أبناء منظمة سيناء الذين حيروا المخابرات الإسرائيلية وكبدوا العدو خسائر جسيمة في المعدات والأفراد، وهو نفسه رئيس المدينة في الحكم المحلي الذي ساهم في تعمير سيناء بعد تحريرها، وأيضا رئيس المجلس المحلي لشمال سيناء ثم رئيس مجلس إدارة جمعية مجاهدي سيناء التي ترعي كل المجاهدين الذين ضحوا بالغالي والخيص في سبيل تحرير تراب بلادهم ولم ينالوا من الدولة سوي بعض الأنواط والنياشين.

ـ حسن علي خلف:

 الملقب بالنمر الأسمر وهو شاب من منطقة الجورة في الجنوب من الشيخ زويد، وقد شهدت منطقة الجورة والشيخ زويد ورفح مجازر حقيقية علي يد القوات الإسرائيلية المحتلة التي كانت تقتل كل من يقابلها من المصريين في سيناء سواء من الجنود أو المدنيين رجالا ونساء، وشاهد حسن كل ذلك أمام عينيه، ولكن أرسله والده إلي بورسعيد عبر الملاحات خوفاً عليه ولكن بعد أن وصل حسن إلي البر الغربي التحق بأفراد منظمة سيناء العربية التي شكلتها المخابرات الحربية وبعد تدريبه ذهب في أول مهمة في سيناء خلف الخطوط لتصوير المواقع الإسرائيلية شمال سيناء في مناطق رمانة وبئر العبد والعريش، ونجح حسن وتوالت العمليات الناجحة التي قام بها وأهم عملياته هو ضرب قيادة القوات الإسرائيلية في العريش التي تضم عناصر المخابرات ومبيت لطياري الهليكوبتر وكان مقرها مبني محافظة سيناء القديمة بالعريش.

ـ عودة صباح الويمي:  

من أفراد قبيلة الترابين، وهو الذي أبلغ المخابرات الحربية عام 1972 أن القوات الإسرائيلية في سيناء تقوم بالتدريب علي عبور مانع مائي عند منطقة سد الروافع بوسط سيناء، وأنه شاهد معدات عبور عبارة عن براطيم فوق تأملات كبيرة، وكان هذا الخبر من الأخبار المهمة جداً والغريبة،  فكيف تقوم إسرائيل بالتدريب علي مانع مائي في هذا الوقت الذي تقوم فيه قواتنا أيضا بالتدريب علي عبور قناة السويسوقد قام عودة صباح الويمي بإرسال بعض الصور الفوتوغرافية إلي المخابرات الحربية المصرية التي التقطها لمعدات العبور الإسرائيلية، وفي أكتوبر عام 1973 وبعد عبور قواتنا المسلحة قناة السويس وقبل حدوث ثغرة الدفرسوار، أبلغ عودة لويمي المخابرات الحربية أن معدات العبور السابق الإشارة إليها تخرج من المخازن وتتجه نحو قناة السويس وكان ذلك أول بلاغ صحيح عن احتمال عبور العدو لقناة السويس في الدفرسوار.

ـ المجاهد موسي رويشد:

الملقلب بمهندس الألغام وهو شاب من أبناء سيناء المجاهدين تخصص في زرع الألغام في طريق مدرعات وعربات القوات الإسرائيلية في سيناء، وقام بعدة عمليات ناجحة بعد وضع الألغام في أماكن مختلفة وإخفائها بطريقة فنية رائعة يصعب علي القوات الإسرائيلية اكتشافها، وزاع صيته في سيناء وبدأت المخابرات العسكرية الإسرائيلية في البحث عنه في كل مكان دون جدوي.

ـ الشيخ سمحان :  

من أهم مشايخ جنوب سيناء وأكثرهم تقديراً واحتراماً بين الأهالي، فهو ابن قاضيهم الشرعي السابق ورجل الدين، وأكثرهم خبرة ودراية بسيناء وجبالها ووديانها وأكثر المشايخ تعاوناً مع الحكومة المصرية، كان الشيخ سمحان موجودا في سيناء عند اجتيازها بواسطة القوات الإسرائلية،  وبدأ مباشرة في تقديم المساعدات لأفراد القوات المسلحة المنسجين من سيناء وتسكين الشاردين منهم، ثم تمكن من العبور إلي البر الغربي حيث وصل إلي سفاجا علي متن سفينة صغيرة وقدم نفسه إلي المخابرات الحربية المصرية،  وبدأ يتعاون معها في إرسال رسائل إلي قبائل الجنوب عبر إذاعة صوت العرب لبحثهم علي الصمود والنصر.

ـ الشيخ متعب هجرس:

 شيخ قبيلة البياضين وأول شيخ ينضم لمنظمة سيناء العربية، وأول من فتح بيته لاستقبال الآلاف من الجنود المصريين المنسجين من سيناء عام 1967، وأول من قام بنفسه ورجاله بتوصيلهم إلي البر الغربي، تم القبض عليه هو ومجموعة من رجاله بواسطة القوات الإسرائيلية عام 1968 ويوضع بالسجون الإسرائيلية، وهو كذلك أول شهيد يتم دفنه في سيناء بعد عودة جزء منها عام 1977.

 

ـ المجاهدة فهيمة:

هي أول سيدة بدوية تعمل في منظمة سيناء العربية، فهي حاملة جهاز اللاسلكي المتنقلة التي لا يدخل قلبها الخوف من العدو الإسرائيلي، وهي ناقلة التموين للأفراد خلف الخطوط، وأول سيدة يتم تكريمها بواسطة رئيس الجمهورية هي وزوجها نوط الشجاعة من الطبقة الأولي،  لقد قامت فهيمة بإيواء أحد الفدائيين في منزلها لفترة طويلة بعد أن حفرت له حفرة كبيرة وضعته فيها وغطته بأكوام من الحطب، وكانت تقدم له الطعام والشراب وهو في حفرته، وكانت سعيدة لأنها تقدم العون لمصر والمعلومات التي تفيد القوات المسلحة المصرية.

ـ الشيخ عيد أبوجرير:

له دور بارز في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، حيث أمر اتباعه بجمع الأسلحة التي تركها الجيش المصري بعد الانسحاب في يونيو 1967 وأخفاها في أماكن سرية، ثم أعادها إلي القوات المصرية بعد الانسحاب وقام بترشيح بعض شباب سيناء، لتدريبهم علي أعمال المخابرات وتحققت علي أيديهم نجاحات كبيرة في مهام صعبة كلفوا بها داخل إسرائيل، وقد قام وزير الدفاع الأسبق محمد صادق بزيارته في جزيرة مسعود بالشرقية وشكره علي مجهوداته لصالح القوات المسلحة وعلي إيوائه للمجاهدين ومباركته لهم قبل انطلاقهم إلي الأرض المحتلة لتنفيذ العمليات الفدائية.

ـ شلاش خالد العرابي:

الذي يعد من أنشط مندوبي المخابرات الحربية،  وأبرز رجال منظمة سيناء العربية الذي دوخ المخابرات الإسرائيلية بكل أجهزتها وأفقدها توازنها في أواخر الستينيات، لذلك سمي بهدهد بئر العبد، ورصد جهاز الأمن الإسرائيلي المعروف باسم ال"شين بيت" آلاف الدولارات مكافأة لمن يرشد عنه أو يساعد في القبض عليه حياً أو ميتاً، وهو الفدائي الذي قال عنه المدعي العام العسكري الإسرائيلي، بأنه وشبكته من أخطر شبكات الجاسوسية التي كشفت عنها إسرائيل حتي الآن وذلك أثناء محاكمته أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية والتي حكمت عليه في التهم الأربعة التي وجهت إليه بالسجن لمدة 39 عاما، وقد قبضت عليه المخابرات الإسرائيلية في آخر عملية قام بها شلاش خلف خطوط العدو في ديسمبر عام 1968 ، بعد مقاومة عنيفة منه وتبادل لإطلاق النار نتج عنه إصابته في الفك وقطع في اللسان وقد عذبوه بقسوة وهو جريح فلم يزده ذلك إلا حماساً وقوة.

ـ المجاهد عودة موسي مطير:

أحد أبناء سيناء الذي قام بزرع ألغام في منطقة جبل تنكة وأبوزنيمة ، وكان معه من أبناء سيناء المجاهدين كل من سليمان سليم وجديع عيد وحسين مبارك سعيد من قبيلة الصوالحة بجنوب سيناء، وقبض عليه عام 1972 مع زميلين سليمان سليم وجديع عيد وتم التحقيق معهم بتهمة إيواء بعض الجنود المصريين والرائد ابراهيم زياد من القوات المسلحة، ولكنه لم يعترف في الوقت الذي قام شقيقه عبدالله موسي مطير بنقل الرائد ابراهيم ومن معه إلي جبل البتة عند شخص من قبيلة الحويطات، وقد أفرج عن سليمان وعودة ولم يفرج عن جديع وبعد الإفراج عنه شرد في الجبال إلي أن تمكن من الحضور إلي وادي النيل عام 74 واستقبله وزير الدفاع وتم منحه نوط الامتياز من الدرجة الأولي.

 

Egypt Air