بدأت أزمة الطاقة الأوروبية التي ظهرت في بريطانيا بنهاية الشهر الماضي تمتد إلى الأسواق الآسيوية، مع ارتفاع أسعار الوقود، حيث يدفع المشترين الآسيويين حاليا الكثير من الدولارات في بعض أنواع الوقود أثناء بحثهم عن بدائل للغاز الطبيعي، باهظ الثمن، يمكن استخدامه للتدفئة أو توليد الطاقة مثل البروبان والديزل وزيت الوقود.
وتوقعت مجموعة "جولدن مان ساكس" أن تؤدي تلك الأزمة إلى زيادة استهلاك النفط الخام في وقت لاحق من العام الجاري، خاصة بعدما أمرت الصين الشركات المملوكة للدولة بتأمين إمدادات الطاقة لفصل الشتاء بأي ثمن، وارتفع استهلاك الديزل في الصين في الشتاء الماضي، حيث سارعت المصانع لتركيب مولدات محمولة لضمان بقاء المصانع مفتوحة أثناء نقص الطاقة، ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه حتى نهاية العام.
وأدى ارتفاع الطلب على الوقود في أوروبا إلى توسيع فجوة الأسعار مع آسيا، بينما قفزت الصادرات النفطية الهندية إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر لتصل إلي 1.42 مليون برميل يوميا في شهر أغسطس الماضي مقارنة بـ 1.22 مليون برميل يوميا في يوليو السابق عليه.
وبحسب وكالة أنباء بلومبرج، ارتفعت أسعار البروبان - وهو منتج نفطي يُستخدم عادة كوقود للطهي أو في صناعة البلاستيك - إلى أعلى مستوياتها في آسيا منذ عام 2016، بينما تضاعفت أسعار زيت الوقود مؤخرا مقارنة بالعام السابق، وتعد مصافي التكرير أيضا جزءا من الأزمة، حيث بلغت أرباح تحويل النفط إلى ديزل أعلى مستوياتها منذ يناير 2020، قبل أن يؤدي وباء كورونا إلى زيادة الأزمة.
وأسهم نقص الإمدادات من غاز البترول المسال ـ الذي يشمل البروبان والبيوتان ـ في ارتفاع الأسعار، حيث شهدت أسواق الطاقة مؤخرا ارتفاع أسعار المواد الأولية للكهرباء مثل الفحم والغاز الطبيعي المسال فيما قفزت تكلفة الوقود في آسيا إلى مستوى قياسي.
وقال سام سنج، كبير المحللين في شركة “FGE” للاستشارات الصناعية "من المرجح أن ترتفع مشتريات غاز البترول المسال من قبل المستوردين الآسيويين قبل فصل الشتاء"، متوقعا زيادة الطلب على مزج غاز البترول المسال مع الغاز الطبيعي المسال في كوريا الجنوبية خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وأشار سنج إلى تناقص مخزون زيت الوقود والذي يستخدم عادة لتشغيل السفن أو كبديل طوارئ للغاز الطبيعي، حيث تقلص المخزون في مركز التخزين في سنغافورة إلى أدنى مستوى لها منذ عامين.
من جهتها، قالت المحللة الرئيسية لشركة "فورتيكسا" في آسيا، سيرينا هوانج، إن تقلص الإمدادات من غاز البترول المسال أسهم في ارتفاع الأسعار.
وتوقعت "هوانج" زيادة في تحول محطات توليد الكهرباء من الاعتماد على الغاز إلى الاعتماد على النفط مع تجاوز أسعار الغاز المسال في العقود الفورية أسعار العقود الآجلة.
وكانت باكستان وبنجلادش، أحد المشترين الرئيسيين في المنطقة، حيث اقتنصتا إمدادات إضافية من الوقود النفطي لتحل محل الغاز الطبيعي المسال الأكثر تكلفة لتشغيل محطات الكهرباء؛ ما ساعد على دعم تحسين هوامش صناعة زيت الوقود.