الخميس 16 مايو 2024

بينهم صلاح جاهين.. 3 شعراء مصريين يجسّدون انتصار أكتوبر

حرب أكتوبر

ثقافة6-10-2021 | 20:47

عائشة مفتاح

كانت حرب أكتوبر منذ بدايتها وحتى جلب غنائمها خير مثال ملهم لكل متأمل متجلي بسماء الأدب، ومع ظهور بوادر الإنتصار في أولى ساعات الحرب، بدأت أقلام العظماء بالنبض لتجسد مشاهد حرب الكرامة في صورة أدبية احتفظت بها العقول حتى يومنا هذا.. فكيف تناول شعراء تلك الحقبة مشاهد الحرب المتناثرة أمامهم؟ 

 

 كان "الحلاج" صلاح عبد الصبور هو أول من تناول حرب أكتوبر حينها، وقد تناولها من مشهد لطالما علق في أذهان المصريين بل أذهان العالم أجمع حينها، «وإلى أول جندى رفع العلم فى سيناء»، وكتبها فى 8 أكتوبر 1973، أي فى آتون المعركة، وفى سياق الحرب، ولم ينتظر أى نتائج، إنه شاهد، وانفعل، وتأمل، وكتب لتحية هذا الجندى البطل، والذي قال عنه:

"تمليناك، حين أهل فوق الشاشة البيضاء،

وجهك يلثم العلما

وترفعه يداك،

لكى يُحلّق فى مدار الشمس،

حر الوجه مقتحمًا

ولكن كان هذا الوجه يظهر، ثم يستخفى،

ولم ألمح سوى بسمتك الزهراء والعينين

ولم تعلن لنا الشاشة نعتًا لك أو اسمًا

ولكن، كيف كان اسم هنالك يحتويك

وأنت فى لحظتك العظمى

تحولت إلى معنى، كمعنى الحرب، معنى الخير،

معنى النور، معنى القدرة الأسمى".

 

وقد كتبها الحلاج إلى ذلك الجندي المقاتل "محمد العباسي" وهو أول جندي مصري رفع علم بلاده على خط بارليف الحصين في حرب أكتوبر، ولا داعي لذكر أن ذلك المشهد الذي جسده العباسي حينها كان كفيلًا لدفع الدماء في عروق المصريين؛ حتى تنفجر أوردتهم من شدة الحماس ونشوة النصر، ومن بين كل مشاهد الحرب الرائعة، كان الأكثر بقائًا في أذهان العالم هو مشهد ذاك الباسل المقاتل "محمد العباسي" في أولى أيام الحرب، والذي توفي في 1 يوليو لعام 2019م عن عمر يناهز 72 عامًا، متحولًا إلى معنى؛ كمعنى الحرب، معنى الخير، معنى النور، معنى القدرة الأسمى.

 

وقد كتب إبراهيم أبو سنة "خفقة علم" متناولًا مشاهد النصر بعينه الحالمة فكتب:

"أفديك يا سيناء

وزغردت من قلبها السماء

وانهمر الجنود يسابقون الريح والأحلام

وترسم الدماء خرائط النهار والمساء

على صحائف التاريخ والجبال

في الماء كانت النجوم تعبر القناة

وفي الرمال قالت المارعات لا

وفي ذؤابات الشجر

ابتسم الحمام ثم فك قيده وطار للسحاب

وفوق صخرة عالية الإباء

رفرفت أيها العلم

يا قلبنا المليء بالأشواق والغضب

كل خفقة تقول مصر

نسيجها الضياء والظفر".

 

أما عن فيلسوف الفقراء صلاح جاهين؛ فقد جسّد حرارة حماسته في رباعية بعنوان "أكتوبر" قائلًا:

"وحياة عيون مصر اللي نهواها

وأكتوبر اللي كما النشور جاها

بلاش نعيد في ذنوب عملناها

وحياة ليالي سود صبرناها

واتبددت بالشمس وضحاها

نكبح جماح الغرور، مع أنه

مـن حقنا، ونحمي النفوس منه

و لو "العبور" سألونا يوم عنه

تقول: مجرد خطوة خدناها!"