كان المشير أحمد إسماعيل هو وزير الحربية خلال فترة حرب أكتوبر 1973، ويعد هو صاحب خطة الانتصار العظيم الذي حققته مصر في هذه المعركة التي أعادت تحرير الأرض، وقد كشفت أسرة المشير إسماعيل كواليس أيام ما قبل الحرب.
فقالت السيدة سماح علي الشلقاني حرم المشير الراحل إنه تخرج أحمد عام 1938 وجاءت خدمته فى منقباد وكان السادات قد سبقه إليها بعام وتوطدت علاقاتهما حيث كانا ينامان فى حجرة واحدة من ثكنات الكتيبة الرابعة مشاة، وعندما أشرقت شمس يوم الأول من يناير عام 1955، جاءت الأوامر بترقية قائد الكتيبة السابعة مشاة فى الجيش المصرى إلى درجة العقيد وجاء ضباط الكتيبة لتهنئته وأراد القائد أن يرد التهنئة فقدم دعوة لضباطه أو بالأدق مجموعة منهم اختارهم بعناية ودقة، لحضور حفل إفطار فاخر، متمنيا عليهم أن يرتدوا أفخم ما عندهم من ثياب تليق بالمناسبة وحدد ميعاد الحفل، ومكانه فوق سد “الدوافع” بمنطقة أبو عجيلة العسكرية.
وتابعت: واستقبلهم القائد بابتسامة واسعة وكان فى شرف استقبالهم وفوجئ الضباط بأغرب حفل لم يخطر على بال لم يكن هنا حفل ولا إفطار بل امرا عسكريا صارما بأن يلقوا بأنفسهم بملابسهم الرسمية فى المياه من فوق السد على ارتفاع 25 مترا، وكان هذا الامر الغريب إيذانا بتدشين فرق الصاعقة فى الجيش المصري.
علاقة المشير إسماعيل بالسادات وعبد الناصر
وذكرت زوجة المشير إسماعيل إن علاقته كانت طيبة بالجميع وفى تلك الفترة، قائلة: "أخذنا “شاليه” على البحر وبور توفيق وكان كبار قادة ثورة يوليو يزوروننا فيه عبدالناصر، السادات، كمال الدين حسين ، زكريا محيي الدين، وزكريا بالذات مازال طعم المانجو الذى كان يرسله لنا فترة الخطوبة فى فمى أرسل لنا كميات من المانجو هائلة".
وتابعت: أذكر أن ترقية أحمد إلى رتبة “اليوزباشى” جاءه خبرها وعبدالناصر عندنا فى الكابينة وطلب منه عبدالناصر أن يعلق الرتبة على أكتافه ولكن أحمد فضل الانتظار حتى يصله القرار وطمأنه عبدالناصر أنه وقع القرار وأنه من حقه أن يعلق الرتبة وقد كان، وربما كان هذا التقدير وعفة النفس هما السبب فى سرعة عودة أحمد إلى الجيش بعد إحالته إلى التقاعد عقب نكسة 1967 .
أثناء النكسة كان يشغل منصب رئيس هيئة تدريب القوات البرية وكان اسمه من بين القادة الذين أحيلوا إلى التقاعد ولما تنبه عبدالناصر إلى ذلك، أعاده إلى الخدمة بعد 48ساعة فقط، بل كلفه بقيادة الجبهة، ليصبح الرجل الثالث فى الجيش بعد الفريق أول محمد فوزى القائد العام، والفريق عبدالمنعم رياض رئيس الأركان.
إحالته للتقاعد مرة ثانية
وعن إحالته للتقاعد مرة ثانية، قالت زوجة المشير إسماعيل: جاءت صدمته عندما أحيل إلى التقاعد مرة ثانية بعد أن حمله الفريق فوزى مسئولية ما حدث فى الزعفرانة عندما هبطت قوة من الجيش الاسرائيلى واستولت على الردار الموجود بها وادعى الفريق فوزى أن أحمد إسماعيل أمر بسحب القوات منها دون علمه.
ورغم المحنة التى عاشها المشير “أحمد إسماعيل” فى تلك السنوات إلا أنه لم يفقد إيمانه أبدا وثقته بنفسه استمرت فترة الإبعاد حوالى عاما ونصف قضاها فى إعداد خطة الحرب استعان بعدد كبير من المرجع العسكرية وكان يقضى الليالى سهران فى غرفة نومى جالسا على كرسى صغير وأمامه ترابيزة متواضعة يكتب ويمزق أوراقا عديدة وكنت أشفق عليه أحيانا وأقول له: يا شيخ نام من حقك تستريح بعد ما سبت الجيش !
ولكنه لم يكن يلتفت إلى أقوالى ويستمر فى سهره وتفكيره إلى أن انتهى من وضع الخطة.
وفكر فى إرسالها إلى الرئيس عبد الناصر وكتب خطابا شخصيا مازلت احتفظ بمسودته ولكنه تراجع عن إرساله خشية أن يظن أحد أنه يستعطف عبدالناصر لإعادته من جديد إلى صفوف قادة الجيش .
ثم جاءت العودة فى 15مايو 1971 عندما عين مديرا للمخابرات العامة وبقى فى هذا المنصب إلى أكتوبر 1972 حين أصدر الرئيس السادات قرارا بتعيينه قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للحربية الغريب أن شهر أكتوبر وقعت فيه أبرز أحداث حياته فهو من مواليد 14 أكتوبر عام 1917 وتولى قيادة الجيش فى أكتوبر وفيه وقعت معركة النصر.
أقرأ أيضًا:
بالأسماء.. أبرز قيادات حرب أكتوبر 1973 (فيديو)
الجمسي: هزيمة 1967 انعكست على الاستعداد الجيد لحرب أكتوبر