الإثنين 6 مايو 2024

ملاحم انتصار أكتوبر.. البطل يسري عمارة يكشف تفاصيل أسر عساف ياجوري

العميد يسري عمارة

تحقيقات6-10-2021 | 18:12

أماني محمد

يحتفل الشعب المصري اليوم بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، تلك الذكرى الخالدة في وجدان وذاكرة المصريين ولا تزال بطولاتها مصدر فخر للمصريين أجمعين عامة ولمن شارك فيها خاصة، ومن بينهم العميد يسري عمارة أحد أبطال حرب أكتوبر والذي نجح خلالها في أسر الضابط الإسرائيلي عساف ياجوري.

وفي حديثه لبوابة "دار الهلال"، قال العميد يسري عمارة إنه بعد التخرج في الكلية الحربية كان ذلك وقت حرب الاستنزاف، وشارك فيها فكان في اللواء 117 مشاة ميكانيكي في الكتيبة 361 مشاة، مضيفا أنه في يوم 29 ديسمبر لعام 1969 في اللواء الذي كنت أنتمي إليه رأت خريطة الاستطلاع باللواء دورية إسرائيلية تعبر بمحاذاتنا بالضفة الشرقية للقناة، وتم أسر أحد الضباط الإسرائيليين حينها وهو "دان أفيدان شمعون" وكان بطل في المصارعة في القطاع الجنوبي الإسرائيلي، والذي نجح في أسره النقيب أحمد إبراهيم قائد سرية الاستطلاع باللواء.

وأوضح أنه بعد أسر الضابط الإسرائيلي تحركت دبابات العدو ومعها الهليوكوبتر صوب مكان الحادثة لمحاولة تدمير اللواء واستعادة الأسير، لكنهم فشلوا، مضيفا أنه بعد أسر الضابط الإسرائيلي كان مصابا وقد استمر علاجه حتى حرب أكتوبر 1973، وكان هو على رأس القائمة في أول صفقة لتبادل الأسرى الإسرائيليين بعد الحرب، فقد كان على صلة قرابة وبرئيس الوزراء الإسرائيلية خلال الحرب جولدا مائير، وأصبح فيما بعد نائب رئيس جهاز الموساد.

خلال حرب أكتوبر

وأكد عمارة أنه خلال حرب أكتوبر 1973 كانت رتبته نقيب قائد السرية المضادة للدبابات في الكتبة 361 مشاة، وفي يوم العبور قبل المعركة بساعات وتحديدا في الساعة العاشرة والنصف صباحا، اجتمع معهم العقيد محمود جلال مروان قائد الكتيبة لمراجعة أدوار كل واحد منهم، موضحا أنه وقت الضربة الجوية الأولى في الثانية ظهر 6 أكتوبر كان على كوبرى الفردان على طريق المعاهدة الكيلو 11، وشاهد أول طلعة للطيران المصري.

وأكد أنه في هذه اللحظة كانت هناك حالة من الصمت الرهيب انتابت أفراد الجيش المصري فور رؤية الطيران المصرى يعبر القناة، ولكن بعد دقائق قليلة صرخ الجميع الله أكبر - الله أكبر، ثم بدءوا جمع المعدات للتحرك، وعبور القناة، مضيفا أنه كان ضمن الدفعة الأولى التى عبرت القناة ورغم ثقل المعدات نجح الجنود في العبور والوصول إلى الضفة الشرقية للقناة.

أسر عساف ياجور

وقال إنه في يوم 8 أكتوبر وصلت معلومة إلى العميد حسن أبو سعدة إن إسرائيل تجهز قوات للقيام بهجمة مضادة ضد قواتنا لتعيدهم إلى الغرب مرة أخرى وتعبر القناة، ولكن اتفق قادة الفرقة العميد حسن أبو سعدة وقائد اللواء الرابع مشاة العقيد محمود المصري وقائد اللواء 120 مشاة العقيد محمد صابر زهدي وقائد اللواء 117 العقيد محمد حمدي الحديدي، وهو اللواء الذي كان ينتمي إليه، اتفقوا على استدراج لقوات إسرائيلية وعمل كمين وفخ لقوات هذه المدرعة لمحاصرتهم من الجهات الثلاث، على حرب U، وهو ما حدث بالفعل.

وأكد أنه في هذا اليوم كان قد تم تدمير الجزء الأكبر من اللواء 190 مدرع إسرائيلي أكثر من 70 دبابة في أقل من نصف ساعة، مضيفا أن السيارة التي كانت مخصصة له وهي سيارة جيب محمل عليها مدفع م د وزنه 305 كيلو، لكن السيارة تعطلت فى منطقة شرق الفردان، وانتقل بعدها إلى سيارة زميل دفعته النقيب فاروق فؤاد سليم، الذي استشهد في اليوم التالي.

وأوضح أنه خلال ذلك وجد أحد الإسرائيليين يختبئ فضربه على رأسه وأسقطه أرضا، فيما قام زملائه بقتل اثنين من الإسرائيليين الذين كانوا مختبئين أيضا، وتم أسر جنود إسرائيليين آخرين كانوا مختبئين داخل حفرة، مضيفا أنه لم يكن يعلم حينها أن الجندي الذي أسره هو عساف ياجوري قائد اللواء 190 مدرع إسرائيلي بين الأربعة جنود.

وأشار إلى أنه خلال تلك العملية أصيب في يده اليسرى وتم نقله إلى المستشفى وهناك عرف في اليوم التالي أنه أسر عساف ياجوري، مضيفا: "أخبرنى شقيقى أن نشرة صدرت من القيادة العامة فيها شكر وتحية لى لقيامى بأسر أكبر قيادة إسرائيلية".

وأضاف عمارة أنه وتم تسليم الأسرى إلى المخابرات المصرية وبعد انتهاء الحرب تم تسليم الأسرى الإسرائيليين إلى قياداتهم وجاء جميع أسرانا من هناك".

وأكد أن استمر علاجه لمدة عام لأنه حدث تيبس في الكف وبعد انتهاء الحرب عاد مرة أخرى إلى موقعه وفرقته فى منطقة سرابيوم حتى عام 1975 ثم التحق بالشرطة العسكرية إلى عام 1981 وبعدها قضى عاما فى الشؤون المعنوية، ثم عمل فيما بعد بالكلية الحربية حتى أصبح مساعد مدير الكلية وانتهت خدمته في عام 1993.

 تكريمه

وأضاف أنه تم عمل ميدانين يحملان اسمه أحدهما في بورسعيد والثاني في مدينة تلا بالمنوفية –مسقط رأسه- وشارع يحمل اسمه في حي النرجس في التجمع الخامس، مضيفا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كرمه في مؤتمر الشباب في الإسماعيلية في 2017.

وأكد أن الأرض والعرض والدين هي عقيدة المصريين التي لا يمكن لأحد أن يقترب منها، والجندي المصري كان يخوض المعركة وبه مشاعر الإيمان بالله والشهادة في سبيل الله، مضيفا أنه كانت هناك خطة للتدريب غير عادية لكي يستطيع العسكري الذي خاض الحرب وذاق الهزيمة وتحملها أن يشارك في النصر بإعادة ثقته في نفسه وسلاحه وقادته وقدرته على صناعة النصر.

Dr.Randa
Egypt Air