الأربعاء 25 سبتمبر 2024

ذكرى انتصار أكتوبر.. كيف قضت مصر على فكرة «السلاح الجوي الإسرائيلي لا يقهر»؟

حرب أكتوبر

تحقيقات6-10-2021 | 18:35

إسراء خالد

تحدت الدولة المصرية، فى أثناء التجهيز لحرب أكتوبر المجيدة، النظرية الإسرائيلية التي تعتمد على الردع النفسي والسياسي والعسكري والاحتفاظ بالحدود الآمنة- من وجهة نظر إسرائيل- على خط قناة السويس.

وكان القرار السياسى بشن الحرب فى تلك الظروف السياسية الصعبة والظروف العسكرية المعقدة هو التحدي الحقيقي القوي لأسلوب الردع السياسي، كما أن قرار قيام القوات المسلحة بعميلة هجومية شاملة وليس مجرد حرب استنزاف أو معارك تكتيكية محدودة يعني هدم أسلوب إسرائيل في الردع العسكري والمادي.

أما عن احتفاظ العدو بحصون وخطوط دفاعية محصنة على الضفة الشرقية للقناة استنادا على قناة السويس كمانع مائي يصعب اقتحامه، ويتحدث عنها أنها تكفل له الأمن، فقد كان على الدولة المصرية -تخطيطا وتنفيذا- اختراق وتدمير هذه الخطوط المنيعة مهما استندت على موانع طبيعية وصناعية، ومهما كلفها ذلك من جهد وتضحيات حتى تكون الحقائق تحديا لأسلوب العدو الإسرائيلى في الردع النفسي.

واعتمدت النظرية الإسرائيلية فى تطبيقها على عدة عناصر قوية، فكان عليها تحييدها أو إبطال تأثيرها، كما كانت هناك نقط ضعف للعدو يجب استغلالها، فقد اعتاد العدو أن تكون له المبادأة دائما فى حروبه واعتداءاته الكثيرة ضد العرب، لذلك كان لدينا التصميم على حرمانه من مزايا توجيه الضربة الأولى وأن نبدأ بتوجيه الضربة الأولى لنستفيد نحن بمزاياها.

السلاح الجوي الإسرائيلي

كان معروفا أن السلاح الجوي الإسرائيلي هو القوة الضاربة الرئيسية للعدو، وجعلوا منه شبحا مخيفا بعد أن حقق نجاحا مميزا فى حرب يونيو 67 لأخطاء ارتكبها الجيش المصري، وليس لعمل خارق قامت به إسرائيل، ولذلك عملت مصر على إبطال فاعلية السلاح الجوي الإسرائيلى وإضعافه بواسطة نظام دفاع جوي قوي يعتمد على الصواريخ المضادة للطائرات بالتعاون مع القوات الجوية، واستغرق هذا العمل عدة سنوات بذلت فيه القوات المسلحة جهدا ضخما، وكلف الشعب الكثير من الأرواح والملايين من الجنيهات ولعل من أبرز الإنجازات فى هذا المجال كان إعداد المقاتل المصري القادر على إدارة واستخدام شبكة الدفاع الجوي المصري المتطورة بأسلحتها ووسائلها المختلفة حتى أصبح الدفاع الجوي فى مصر شبحا مخيفا للسلاح الجوي الإسرائيلى فى حرب أكتوبر.

وكانت النغمة السائدة فى إسرائيل أن التواجد العسكري فى شرم الشيخ يحق لها تأمين الملاحة البحرية إلى البحر الأحمر وكان علينا إهدار قيمة التواجد الإسرائيلي هناك بتواجد بحري مصري بعيدا فى جنوب البحر الأحمر فى مضيق باب المندب للتعرض لخطوط الموصلات البحرية الإسرائيلية بالإضافة لمنع إمداد إسرائيل بالبترول الذى كان يصلها من إيران.

الاستراتيجية الإسرائيلية في الحرب

اعتمدت إسرائيل فى استراتيجيتها على أن تكون الحرب قصيرة وأن تقاتل فى كل جهة على حدة لذلك كان فى تخطيط الدولة المصرية أن تطول مدة الحرب حتى تعاني إسرائيل من التعبئة العامة والخسائر في الأفراد التي تعتبر مواردها منها محدودة وإحدى نقط ضعفها ومن هنا كان تكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة في الأفراد هدفا رئيسيا في الحرب.

ولتشتيت جهود العدو فى أكثر من جبهة فى وقت واحد كان من المهم تحقيق نجاح التعاون العسكري المصري بين مصر وسوريا.

وتعتمد النظرية الإسرائيلية على توفير المعلومات المبكرة عن نوايا العرب الهجومية وهو ما يعطيها فرصة القيام بعمل عسكري لإجهاض الهجوم وتنفيذ التعبئة وتدعيم الخطوط في الأراضي المحتلة بالقوات والاستعداد للقتال لذلك كان تضليل وخداع العدو لتحقيق المفاجأة أمراً حيويا لنجاح الهجوم، ومن هنا بذلت الدولة المصرية جهدا كبيرا فى هذا المجال حتى تحققت المفاجأة التى لم يتوقعها الكثيرون، وتمكن من تحقيق النصر.

اقرأ أيضًا:
في ذكرى نصر أكتوبر.. «أولياء أمور مصر» تنصح بـ4 مزارات تعكس تاريخ العسكرية المصرية
بالأسماء.. أبرز قيادات حرب أكتوبر 1973 (فيديو)
الجمسي: هزيمة 1967 انعكست على الاستعداد الجيد لحرب أكتوبر