اختتمت سورة الكهف بآياتٍ عظيمةٍ، حيث حثَّنا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- على حفظ هذه الآيات وقراءتها باستمرار؛ وذلك لما لها من فضل عظيم وثواب كبير، وفي هذا السياق، تقدم وبابة "دار الهلال"، فضل خواتيم سورة الكهف كالآتي:
ـ حفظ وقراءة خواتيم سورة الكهف عاصماً للمؤمن من فتنة المسيح الدَّجال، وقد أمر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مَنْ أدرك المسيح الدَّجال أن يقرأ هذه الآيات في وجهه ليعصمه الله -تعالى- من فتنته العظيمة.
ـ قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ)، وفي روايات أخرى: "من أواخر سورة الكهف".
ـ تبيِّن هذه الآيات العذاب والوعيد الشَّديد الذي أعدَّه الله -تعالى- لمن كفر به، و ما أعدَّه الله -تعالى- للمؤمنين من عظيم الأجر والثَّواب،.
ـ تستعرض الآيات الأخيرة في هذه السُّورة نعماً جليلةً أنعمها الله -تعالى- على عباده، فيتأمَّلها المسلم ويتَّعِظُ بها، قال -تعالى- فيها: (قُل لَو كانَ البَحرُ مِدادًا لِكَلِماتِ رَبّي لَنَفِدَ البَحرُ قَبلَ أَن تَنفَدَ كَلِماتُ رَبّي وَلَو جِئنا بِمِثلِهِ مَدَدًا).
ـ تؤكِّد الآيات على بشريَّة النَّبيِّ محمَّد -صلَّى الله عليه وسلَّم- وأنَّه ليس مَلَكاً، بل هو بشرٌ يتَّصف بكلِّ صفات البشر، غير أنَّ الله -تعالى- يمدُّه بوحيٍ من عنده، وفي ذلك ردٌّ على كفَّار قريش الذين لا يقبلون أن يكون نبيِّهم من البشر، وذلك في قوله -تعالى-: (قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلـهُكُم إِلـهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).
ـ تضمُّ الآية الأخيرة من سورة الكهف أمراً مهمّاً من أمور الدِّين، فهي تحدِّد أساس قبول الأعمال عند الله -تعالى-، وأنَّه لا يُقبل عملٌ عند الله -تعالى- إلَّا إذا وافق أمرين ذُكرا في الآية الكريمة وهما: أن يوافق هذا العمل شرع الله -تعالى- ولا يكون مبتدعاً، وأن يكون خالصاً لله -تعالى- وحده ولا يُشرك معه أحداً سواه، قال الله -تعالى-: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).
اقرأ أيضا:
تعرف على أسماء سورة الأنفال وخصائصها
ما هي لغة أهل الجنة؟