يعتبر الزِنا كبيرة من الكبائر، التي إذا ارتكبها المسلم وجب عليه التوبة منها فوراً، وتختلف كفارته باختلاف حاله الزنا، فمن زنا زناً حقيقياً وكان متزوّجاً فحده الرجم حتى الموت إن تحقّقت شروط ذلك، ومن كان غير متزوّجٍ يجلد مئة جلدة، أما من قام بأفعال وارتكب معاصي قد تؤدي إلى الوقوع في الزنا؛ فوجب عليه التوبة الصادقة من هذه الذنوب والمنكرات.
أنواع الزنا
الزنا الحقيقي
يطلق لفظ الزنا في اللغة العربية ليراد به معنى الفجور أو فعل الفاحشة، وفي الاصطلاح هو: الوطء المحرم الذي وقع بغير نكاح، ولا بشبهة نكاح، ولا بملك يمين، ويعرف أيضاً بأنَّه إتيان الرجل لامرأة أجنبية عنه وفعل الفاحشة معها سواء كانت من القبل أو من الدبر.
الزنا المجازي
ذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديث له أن هناك أفعال أخرى تدخل في معنى الزِنا مجازاً، وإن كانت ليست زناً مباشراً، فقد قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: «إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ، أَوْ يُكَذِّبُهُ»، فيتَّضح من الحديث الشَّريف أنَّ الزِّنا له أنواعٌ مجازيةٌ، منها ما يأتي:
زنا العين: ويكون عند النَّظر إلى ما هو محرَّمٌ، كإطلاق البصر وتتبُّع عورات المسلمين، ويدخل في ذلك النَّظر إلى الصُّور الإباحية ومقاطع الفيديو المنتشرة على شبكات الانترنت وفي التِّلفاز، وكلُّ ما هو من هذا القبيل.
زنا الأذن: ويكون بالاستماع إلى كلِّ ما هو محرَّمٌ، وكلُّ ما هو من شأنه أن يجرَّ إلى الرّذيلة، كاستماع الأغاني الماجنة التي تثير الشَّهوات وتحرِّك الغرائز. زنا اللّسان: ويكون الزِّنا باللِّسان إذا تمَّ الكلام بين رجلٍ وامرأةٍ أجنبيَّةٍ عنه كلاماً غير مشروعٍ يسبِّب إثارة الشَّهوة، ويدخل في ذلك التَّحدُّث بشتَّى الوسائل سواءً كان الكلام بينهما مباشرة، أو كان عن طريق المحادثات والرَّسائل عبر الانترنت أو وسائل التَّواصل ونحوه.
زنا اليد: ويكون بلمس المرأة الأجنبية التي لا تحلُّ له.
زنا الرِّجل: ويكون بالمشي إلى الحرام، أو السعي وراء تحقيق الزِّنا. زنا القلب: أو ما يسمَّى زنا النَّفس، ويراد به دوام تفكير الرَّجل أو المرأة في محاسن أو مفاتن الجنس الآخر ممَّن لا يحلُّ له، ما يؤدِّي إلى الوقوع في الحرام.
يُستنتج ممَّا سبق أنَّ الزِّنا له نوعان: زناً حقيقيٌ، وزناً مجازيٌ، أمَّا الزِّنا الحقيقي فالمراد به فعل الفاحشة المعروف بوطء رجلٍ امراةً أجنبيَّةً عنه دون عقد زواجٍ صحيحٍ بينهما، سواءً من قُبُلٍ أو من دُبُر، والزِّنا المجازي هو جملةٌ من الأفعال التي من شأنها أن تسِّهل الوقوع في الفاحشة وفعل الحرام؛ وهي الزِّنا بالعين، والزِّنا باليد، والزِّنا باللِّسان، والزِّنا بالنَّفس، وغيره ممَّا ورد أعلاه.