تنشر "دار الهلال" القصيدة السادسة من ديوان "ترمي بشرر" للشاعر السوري الكبير عمر هزاع.

القصيدة السادسة من الديوان: القِلادَةُ..

أَما زِلتِ تَحتَفِظِينَ بِتِلكَ القِلادَةْ؟!

وَتَنتَقِلِينَ بِها بَينَ دُورِ البِغاءِ وَدُورِ العِبادَةْ؟!

تُعَرِّينَ صَدرَكِ..

فِي الحالَتَينِ..

تَقُولِينَ لِلعابِرِينَ:

استَمِرُّوا..

لَعَلِّيَ أَنساهُ..

شَيئًا قَلِيلًا..

فَذَلِكَ يَشحَنُنُي بِالإِرادَةْ..

وَيُضفِي؛ عَلى الجُرحِ؛ طَعمَ الضِّمادَةْ..

وَلِلَّهِ تَشكِينَ مِنِّي؛ تَقُولِينَ:

رَبِّي..

بِحَقِّ اللَّذَينِ أُعَرِّيهُما؛ الآنَ؛ عَلِّمْهُ بِالنَّقصِ مَعنى الزِّيادَةْ..

أَما زِلتِ تَحتَمِلِينَ القِلادَةْ؟!

وَهَل صُورَتِي لا تَزالُ ؛هُنالِكِ؛ مَحفُوظَةً كَالشَّهادَةْ؟!

مُحَنَّطَةً..

فِي ضَرِيحِ الإِطاراتِ..

تَحتَ ظِلالِ السَّلاسِلِ..

كَالمُومِياءِ..

تُراقِبُ نَهدَيكِ مُنذُ التَّكَوُّرِ لِلاِرتِخاءِ..

وَأَنتِ بِأَحضانِهِم رِيشَةٌ..

فِي العَراءِ..

تُصِرِّينَ أَن تُوقِظِي أَيَّ حِسٍّ بِتِلكَ الجَمادَةْ..

تَهُزِّينَ نَهدَيكِ..

هَزًّا عَنِيفًا..

لَعَلَّ القِلادَةَ تَشعُرُ؛ يَومًا؛ بِما خَلَّفَ الحُبُّ بَعدَ الإِبادَةْ!

بِكُلِّ الخَرابِ الذِي صارَ عادَةْ..

وَتَنفُضُ..

عَنها..

وَعَنكِ..

وَعَنِّي..

البَلادَةْ..

أَما زِلتِ؛ كُلَّ مَساءٍ؛ تَسُبِّينَنِي؟!

حِينَ يَعوي بِحِضنِكِ ذِئبُ الصَّقِيعِ..

وَتَجتَهِدِينَ..

لِتَسخِينِهِ..

بِالوِسادَةْ..

وَتَنتَقِمِينَ بِها..

مِن غِيابِي..

وَمِن ذِكرَياتِ الهَوى..

بِالعَذابِ..

وَمِنِّي..

تَظُنِّينَ أَنَّكِ؛ حَقًّا؛ تَنالِينَ..

مُنذُ انخَرَطتِ..

بِسِلكِ القِوادَةْ؟!

يذكر أن عمر هزاع شاعر سوري حائز على العديد من الجوائز الدولية، له تسعة دواوين شعرية مطبوعة حتى عام 2021، وأكثر من ألفي قصيدة منشورة، وحول تجربته؛ التي امتدت لأكثر من ثلاثة وثلاثين عامًا؛ الكثيرُ من الدراسات والبحوث في مختلف الجامعات العربية، إضافة لدراسات نقدية واسعة في كتب ومجلات أدبية محكمة.