بقلم – حسن حسنى
أيام ويقبل علينا شهر رمضان حيث تتزامن معه ارتفاع درجة حرارة الشمس وتمتد خلاله فترة الامتناع عن الطعام والشراب لما يقرب من 16ساعة، وطبيعى أن نشعر ببعض الأعراض فى بدايات أيام الصيام بسبب تغيير نمط الحياة ونتيجة «اللخبطة» اليومية لنظامنا الغذائى طوال أيام السنة مثل إدمان شرب الشاي والقهوة والمشروبات الغازية، والتدخين والتناول المتكرر والمستمر للأطعمة على مدار اليوم.
لذلك فمن الطبيعى أن يشعر الكثير ببعض مظاهر التعب واضطراب المزاج خلال ساعات الصيام كالصداع الناتج عن نقص الكافيين والنيكوتين والإعياء وبعض الغثيان خاصة قبل الإفطار بسبب طول فترة الصيام ونتيجة انخفاض مستوى السكر أو انخفاض ضغط الدم.
لذلك ينبغى علينا استغلال الفترة المتبقية على بداية الشهر الفضيل لتقليل كميات الطعام المعتادة، وكذلك الحد من تناول القهوة والشاى بقدر المستطاع واستبدالهما بمشروبات عشبية أخرى مفيدة كالشاى الأخضر، والإقلال من التدخين خلال ساعات النهار لتفادى الشعور بما يسمى بأعراض «الانسحاب» أثناء الصوم أبرزها الصداع النصفى والغثيان والاضطرابات المزاجية ومايستتبع ذلك من تأثير نفسى سيئ على الصائم، والذى قد يحول دون التمتع بهذا الشهر الفضيل.
دعونا نغتنم فرصة قدوم هذا الشهر لإعادة تنظيم اسلوب الحياة بشكل عام، حيث نبدأ من الآن بإعلان التمرد على عشوائية عاداتنا المدمرة لصحتنا حتى ولو على المدى الطويل حيث الفرصة سانحة كما قلت للإقلاع عن التدخين استغلالا لزيادة أوقات الصوم خلال الشهر،حيث يمكننا مساعدة أنفسنا بأن نستكمل الصوم عن التدخين بعد الإفطار ولو بالتدريج على مدار الشهر الكريم، وبذلك يمكننا استغلال فترات الصوم فى التخلص من عادة نعلم جميعا قدر الكوارث الصحية التى تحدث جراء الإصرار على تعاطيها.
ومن المهم أيضاً استغلال صوم ثلثى اليوم فى مكافحة السمنة والقضاء على الكوليسترول الضار حيث يستخدم الجسم مخزون الجلوكوز فى الكبد والعضلات أثناء الصيام لكى يحصل على الطاقة، وعندما ينتهى هذا المخزون يتم الاعتماد على الدهون لتصدير الطاقة، مما يساعد على حرقها فينقص الوزن وتنخفض بالتبعية نسبة الكوليسترول الضار، ولكن لن يتحقق هذا إلا باختيار الغذاء المتوازن والمتكامل والخالى من الدهون أثناء وجبة الإفطار والبعد عن الحلويات واستبدالها بالفاكهة الطازجة والمتنوعة على الأقل بعد ساعتين من تناول وجبة الإفطار .
وعن مشكلات النوم فإن «لخبطة» الساعة البيولوجية مساءً ومايستتبعها من أرق واضطرابات أثناء النوم نتيجة السهر المصاحب لليالى رمضان، ثم تناول السحور بنهم وشرب الماء بكثرة استعداداً لصيام اليوم التالى ثم النوم والمعدة ممتلئة حيث تبدأ معاناة الهضم أو الحموضة أو الارتجاعات أثناء النوم أو بعد الاستيقاظ.
يمكننا تلافى كل هذه المشكلات بتنظيم مواعيد السحور قبل ساعة على الأقل من صلاة الفجر، ثم يتم الخلود إلى النوم بعد العودة من الصلاة فى المسجد حيث الذهاب والإياب من المسجد له أكبرالأثر فى تحسين وظائف الجهاز الهضمى وتحسين حركة الأمعاء قبل النوم استعدادا لصيام يوم جديد بلا مشاكل.
وأخيراً المتأمل فى فلسفة الصوم وغايته يدرك إنه جُنة أى أنه السلاح الذى يستتر به المرء فلا يراه الأخرون حيث يمارس فى الخفاء فيدمر الخلايا المهرمنة ويقوى جهاز المناعة وأن أهدافه الروحانية والتربوية والصحية بالفعل ترتقى بالنفس وتهذبها وتبعدها عن الغلو والإسراف والأنانية وهو مايفسر دعائنا الشهيرة قبل قدومه «اللهم بلغنا رمضان».