السبت 1 فبراير 2025

تحقيقات

بعد مسلسل لعبة الحبار.. استشاريون نفسيون: دراما العنف هي قتل للنفس

  • 9-10-2021 | 19:11

مسلسل لعبة الحبار

طباعة
  • آية يوسف

يعد المسلسل الكوري لعبة الحبار أحد أعنف وأشرس الأعمال الفنية على مر التاريخ، خصوصا بعد تصدره قائمة أفضل 10 أعمال درامية على منصة نتفليكس الإلكترونية، والأعلى مشاهدة على مستوى العالم، وتدور أحداث المسلسل حول لعبة للبقاء على قيد الحياة والفوز بجائزة مالية ضخمة.

مما أثار الجدل حول قصة المسلسل بين الجماهير منهم من يري أن فكرته سوداوية وتؤثر بالسلب على الفرد ومنهم من يرى أنه فكرة جديدة لم تقدم من قبل.

ومع تصاعد أجواء الجدل تم التنوية والتحذير من مشاهد العنف به خاصة للأطفال والمراهقين، فأرسلت بعض المدارس في بلجيكا ومصر وعدة دول أخرى تحذيرات لأولياء الأمور من مشاهدة أطفالهم للمسلسل، حتى لا يؤثر بالسلب على أطفالهم.

تأثير دراما العنف

وفي هذا الصدد، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الأطفال يتأثرون بالدراما ويتعلمون منها فالطفل لا يبتكر فعل إلا إذا قام بمشاهدة، بالتالي يصبح لدى الشاب طاقة سبية متأثرة بالعنف الذي شاهده، والعنف يولد عنف فأصبح القتل والضرب والدم سهلا إلخ..، وبالتالي هذا يجعلنا ندخل في مشكلات متعددة لا نستطيع التخلص منها.

وأوضح فرويز، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أنه من الطبيعي أن يشاهد المراهق أو الطفل لهذا النوع من الدراما ولكن باعتدال، وأن يكون هناك تواصل مع الأهل لفهم الأشياء الصحيحة والخاطئة، حينها لن يكون هناك تأثيرًا لهذا النوع من الدراما على الفرد، لأنه ناقش هذا مع أهله وفهم جوانب الأمر والصحيح والخاطئ فيه، ولكن عندما يكون هناك مشكلات مع المراهق أو الفرد سواء حرمان عاطفي داخل الأسرة، هذا يسبب مشكلات كثيرة ويزيد الأمر سوءًا مع مشاهدة هذا النوع من الدراما.

وأضاف أنه لا يستطيع الوالدين منع أبنائهم من مشاهدة مثل هذا النوع للدراما، ولكن أهم شيء هو التواصل والحديث المستمر معهم  لتقديم النصائح لهم وتوجيهم، ومع الأسف في الوقت الحالى لم يعد هناك متسعًا من الوقت لمتابعة بعض الأسر لأطفالهم، كما أنه مع وجود هذا العنف المبالغ فيه والمشاهد الدموية يقوم الطفل بتقليد وتكرار هذا مع أصدقائه أو أخوته في المنزل على سبيل المداعبة واللعب، مما ينتج عنه العنف المضاد، وبالتالي ستؤذي الأطفال نفسها وما يحيطون بهم.

وأشار إلى أن الأمر لم يتوقف على الدراما فقط للأسف هناك ألعاب عنف ودموية أيضا، فأصبح الأمر يزداد سوءًا، مما يسبب تغير في سلوكيات الطفل وحدوث اضطرابات له وتغير في الخلفية الذهنية له عن الأشياء الصحيحة والخاطئة.

خطورة دراما العنف

ومن جانبه، قال الدكتور وليد هندي، أستاذ علم النفس واستشاري الصحة النفسية، أن الدراما حجر أساس لتشكيل شخصية الإنسان ووجدانه ورغبته المستقبلية واتجاهاته النفسية وطرق حلوله للمشكلات المختلفة، كل هذه مفاهيم يكتسبها الفرد من الدراما، فهي ليست مجرد ترفية فقط، بل غرس قيم ومبادئ.

وأوضح هندي، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، للأسف الدراما الأن تحولت لأشياء غير مرغوبة وهدم في شخصية الفرد، فأصبحت تلهث وراء الإثارة وتنتهك القيم والأخلاق، بل صارت مرشدًا للجماهير لتنفيذ جرائمهم، وفي هذا تدمير للشباب والمجتمع، من خلال عرض أمور غير محببة للمجتمع، فالدراما الحالية تطمث الهوية وتحطمها كما أنها حرب ناعمة.

وأضاف أنه في الوقت الحالى أصبحت الدراما تشكل أكبر خطر على شبابنا أكثر من المخدرات، فهي تقوم بتشكيل وجدان ورسم صورة ذهنية اتجاه بعض الأمور والوظائف والمفاهيم الاجتماعية وفي هذا خطورة كبيرة، ونتيجة لذلك أصبح هناك زيادة في معدلات العنف والأمور لا أخلاقية في المجتمع، وبدأنا نشاهد جرائم بطرق مستحدثة لم تكن توجد من قبل.

وأشار إلى أنه مع تقديم هذا النوع من العنف أصبح هناك سهولة وزيادة في معدلات الجريمة بشكل تقشعر له الأبدان، بسبب اقتباس طرق بعض الجرائم من الأعمال الدرامية السلبية، كل هذا نتيجة دراما الهدم وعملية المحاكاة والتقليد الناتجة عنها، لا سيما أن هذه الأمور تترك أثار نفسية شديدة عند الأطفال تحديدا، من مشاهد الخوف والضرب والعنف، فتعطي شعور بالهلع والخوف لدي الطفل وانطواء وعزلة، أيضا عدم وجود تعاطف لدية في التعامل مع الآخرين.

واختتم أن في هذا قتل للإنسانية في نفس الفرد، مما يسبب تشويه ذهني تجاه بعض النماذج مع هدم القيم الاجتماعية، ونتمنى أن يكون هناك وقفة لمثل هذا النوع من الدراما.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة