كتب: إسلام أحمد
داخل منزل ريفي بسيط، جلست الأم تحتضن أحفادها الرضع، وتسرد ذكريات ابنها الشهيد ومواقفه الإنسانية مع الجميع، أصوات البكاء والنحيب سكنت جدران بيتها الصغير، النساء اتشحن بالسواد، والصغار أصابهم الحزن لفراق الرجل الحنون، جيرانها سارعوا لتقديم واجب العزاء في فقيدها.
إنها نرجس والدة الشهيد ناصف ممدوح عياد 32 سنة، فتحت قلبها لـ"الهلال اليوم" والحزن يكسو ملامح وجهها العجوز ، وقالت: "سندي في الدنيا مات مش هشوفه تاني، خرج ساعيا على لقمةعيشه فعاد إلينا جثةهامدة، إانه فلذة كبدي الوحيد كان بارا بي وبزوجته، وفجأة انخرطت في البكاء كلما نظرت إلى صور ابنها الشهيد".
وأضافت نرجس: "يوم الحادث عانقني ناصف بحرارة لم يكن لها مثيل قبل وانفطر قلبي بعدها خوفا عليه حتى فوجئت بأحد من الجيران يطرق علينا الباب بشدة، ويقول الحقوا ناصف مات ضربا بالرصاص على يد الجماعات الإرهابية ، لم أتحمل الصدمة وسقطت مغشيا علي لفترة طويلة".
واستطردت: "ولدي الشهيد كان يعمل ليل نهار ويبخل على نفسه بالأموال لتوفير نفقات لشراء علاجي غالي الثمن، إلا أنني قدمته فداء لمصر و للمصريين واحتسبته عن ربنا شهيدا"، مطالبة الجهات الأمنية بضروره "حماية أولادنا وبيوتنا من الإرهاب الغاشم" .
أما زوجه الشهيد فجلست بغرفة نومها تتشح بالسواد تحتضن صغيرها "ايرني" ابن الأشهر الأربعة والدموع تسيل من أعينه ، وتضع يديها على ملابس زوجها، وتردد "أبوك مات، هتقول لمين يا أبويا"، وخرجت من غرفتها تصيح في وجه جيرانها وتمنعهم من الصراخ والعويل.
وتابعت: "زوجي في مكان أحسن دلوقتي، ناصف عند ربنا في الجنة، منهم لله حرموا أبناءنا الثلاثة الصغار من حنان الأب، فماذا فعل كي يتم قتله بهذه الطريقة الوحشية".
وأضافت أن زوجها كان عاملا بأحد الكنائس بالمحافظة ويتقاضى مبلغا ضغيفا، يكفي أولادنا الصغار بالكاد، لدينا أرني 4 شهور وأبانوب سنة ونصف وتواضروس 5 سنوات".
واستطردت: "أصابني حالة من الذهول عند سماعي الخبر المشئوم من ابني الصغير تواضروس قال ودموعه تسيل الحقي يا أمي، أبويا اضرب بالنار وبيموت في الدير"، اتجهنا على الفور لمستشفى المغاغة، إلا أنه "كان انتقل للأمجاد السماوية" .