الأربعاء 29 مايو 2024

انتقد الإعلام لعدم إذاعة أعماله كاملة .. حلمي بكر : الأطرش تفوق على العندليب فى الصوت .. وحليم تميز فى الأسلوب

29-5-2017 | 12:26

كتب : عمرو محي الدين

تحدث الملحن الكبير حلمي بكر عن فريد الأطرش الذى اعتبره أفضل مطربي جيله وقال إنه تميز بنبرة صوت عميقة ومميزة، كما تحدث بكر عن نجاح فريد فى السينما وكفاحه حتى وصل إلى ما وصل إليه وأسباب عدم مشاركة عبدالحليم حافظ له فى عمل غنائي، وسر تمسك فريد بالعود، وأسباب عدم انتشار آلة العود فى الموسيقى هذه الأيام، وأشياء أخرى كثيرة كشف عنها بكر فى السطور التالية.

تحدث الموسيقار حلمي بكر فى البداية عن سر تعلق فريد الأطرش بعوده الخاص فيقول: أى عازف عود يعتاد على عوده الخاص به وكأنه جزء منه أو كأنه ابنه، حيث يعتاد على مقاييسه حين يستخدمه بأصابعه، حيث إن المقاييس فى استخدام العود تختلف من عازف لآخر، ولو وافق عازف العود على استخدام عود شخص آخر سيكون ذلك من باب المجاملة فقط، ولن يعزف به أفضل ما عنده، وهذا الأمر ينطبق على الموسيقار الكبير فريد الأطرش الذي لم يعزف إلا على عوده الذى كان يعتز به كثيرا.

ويضيف بكر: فريد الأطرش بدأ حياته من الصفر وحرص على تعلم العود وتميز به مع عمالقة آخرين،كما أنه كان واعيا ويمتلك قبولا خاصا، وهناك فرق بين الفنان العادي والفنان الواعي.

مدارس العود

وعن أسباب عدم انتشار العزف على العود فى الغناء بالمرحلة الراهنة يقول: عازفو العود موجودون وبقوة ويستخدمون العود فى ألحانهم، فهذه الآلة لم تختف ومازال لها استخدام حتى الآن، ونجد مواهب فنية متميزة تعزف على العود فى الأوبرا وفى المحافل الثقافية المختلفة، كما يتم تدريسه في معهد الموسيقى العربية حتى الآن، ولكن للأسف الموهوبون من عازفي العود ليسوا فى دائرة الضوء، فالإعلام لا يسلط الضوء عليهم بالشكل الكافي، كما أن مجتمعنا ينطبق عليه أحيانا المثل الشعبي القائل " القرعة تتباهى بشعر بنت أختها" فنتحدث عن نصير شمة باعتباره عازفا للعود، ونقول أن العود مازال موجودا، ونغفل مواهب أخرى كثيرة موجودة على الساحة، ولكن فى الحقيقة رغم التطوير الذى حاول نصير شمة إضافته فى العزف، إلا أن ما يقدمه يخلو من مفردات العود تماما، لأن العود هو اداء وتكنيك وأصول وتوصيل ، وكان له رواده مثل رياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب ومحمد القصبجي، وكنا فى الماضي نبكي عند سماع العود، وما يقدمه نصير شمة هو استحداث لآلة جديدة لا علاقة لها بالعود، فالعود له مدارس ومراحل، وأذكر مقولة السنباطي " لولا مخافة الله لجعلت العود ينطق".

وعن فريد الأطرش يقول بكر أيضا: للأسف فريد الأطرش إن كان قد أخذ حقه فى حياته فإنه لم ينصف بعد مماته ولم يتم الاحتفاء بذكراه مثله مثل باقى المطربين الآخرين.

مساحة صوت أقوى

وعن مدى الاختلاف بين حليم والأطرش فى الأداء الصوتي يقول بكر: من الصعب أن نقارن المساحة بالأسلوب، فقد تميز فريد الأطرش بمساحة أقوى فى الصوت، بينما تميز حليم بالأسلوب من حيث كان حليم يمتلك الموهبة فى مخاطبة الحس ولديه القدرة على توصيل المعنى بشكل أكبر، فلم يكن عبدالحليم فى قوة صوت فريد الأطرش ولكن بأسلوبه فرض نفسه.

ويتابع بكر: فريد له قيمة عظيمة لا تختلف عن أى مطرب مصري، وأعتبره من أبرز مطربي جيله، وذلك منذ مجيئه إلى مصر، وحياته بها التى شهدت قصة كفاح كبيرة جدا حتى وصل الى ما وصل إليه، ولم يوجد لحن واحد قام به فريد إلا ونجح نجاحا كبيرا سواء كان لصباح أو شادية أو نجاة الصغيرة.

وأضاف: دخل مصر هو وعائلته كلاجىء سياسي بعد الثورة السورية وعمل في محل "ميني فاتورة" ثم عمل فى فرقة "بديعة مصابني" عازفا للعود وجاءت الفرصة له عندما سمع صوته مسئول الإذاعة المصرية يدعى مدحت عثر.

قيمة وقامة

وتابع: الأطرش قيمة وقامة، ووصلت نغماته فى أغانيه و أغانى أفلامه إلى العالم كله، وكانت نبرات صوته عميقة مميزة جدا، ويعد من أعظم العازفين على آلة العود ليس فقط في العالم العربي، بل في العالم كله.

باختصار استطاع فريد أن ينجح فى السينما كما نجح فى الغناء فقدم31 فيلما سينمائيا من بطولته، كما حقق فيلمه فيلم "حبيب العمر" نجاحا هائلا، لأنه جسد قصة حب حقيقية.

حبه للخير

وعن أبرز المواقف التى يعلمها بكر عن الأطرش يقول : فريد الأطرش كان يحظي بحب كل المسئولين فى العالم العربي والإفريقي وبحكم أن الرعاية المادية كانت محدودة فى هذا الوقت فبدت علاقة فريد قوية بالأخوة فى الكويت، فالكثير من الاخوة فى الكويت كانوا يدعمون فريد الأطرش ومن ضمن الأشياء التى أذكرها أن فريد كان يحب الخير، وعندما وقع فى مشاكل مادية فى فترة من الفترات طلب المساعدة ولم يكن أبدا يطلبها ولكن الرد لم يعجبه فأصابه ذلك بأزمة نفسية وأزمة قلبية رغم أنه اصيب بمثلها قبل 18 عاما إلى أن ذهب إلى لبنان ورحل عن عالمنا وكان يلقى رعاية من الأخوة العرب وعلى رأسهم من فى الكويت والرعاية كانت من أسر وأحيانا تكون من شخص واحد.

ويضيف: فريد الأطرش لحن لعبدالحليم أغنية واحدة فقط، وكان عبد الحليم يزور فريد فى بيته، وفى إحدى المرات أسمعه فريد لحنا فهرب حليم من بيته بلباقة، لأن ستايل فريد مع عبدالحليم لم يكن متناغما، فأسلوب فريد من الممكن أن يلائم مطربا مثل محرم فؤاد أو رشدى وكانت أمنية حليم أن يغني لفوزي، وقال لى يا ليت فوزى يصنع لي لحنا.

ووجه بكر انتقاده للإعلام الذي لايذيع أعمال فريد الأطرش كاملة وطالبه خلال الفترة القادمة أن يتم تخصيص مساحة من الوقت على شاشة التليفزيون والإذاعة للمطربين الكبار مثل الاطرش،أم كلثوم، محمد عبدالوهاب، ونجاة وكل عظماء الوسط الفني.