ما يزال انتصار أكتوبر 1973 رغم مرور 48 عاما، ملحمة مهمة في تاريخ الوطن تستفيد منها الأجيال المتعاقبة بحب الوطن والفداء والتضحية من أجل حماية مقدسات الوطن وترابه.
وأشار اللواء أركان حرب محمد ثروت النصيري المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وأحد قادة حرب أكتوبر إلى أنه شارك في حرب 1967 وشاهد كيفية إعادة بناء الجيش المصري عقب تلك الحرب، حيث تمت عملية إعادة البناء على أربع مراحل، كانت الأولى منها هي مرحلة الصمود، والتي شهدت بطولات عظيمة للغاية لأبطال القوات المسلحة، ثم مرحلة الدفاع النشط، ومرحلة الاستنزاف، ومرحلة الإعداد لحرب التحرير.
وقال إن "مرحلة الصمود أثبتت أن الجيش المصري الذي تمت هزيمته؛ هو نفسه الجيش المصري الذي يصنع البطولات ، ومنها معركة رأس العش التي وقعت في أول يوليو 1967 (أي بعد 3 أسابيع فقط من الهزيمة)، حيث استطاعت قوات الصاعقة المصرية في منطقة رأس العش أن تهزم كتيبة من دبابات العدو وتدمير 3 منهم فيما لاذ الباقي بالفرار، كما أنه في 21 أكتوبر تم تدمير المدمرة إيلات، وأصبح ذلك اليوم عيدا للقوات البحرية، حيث أن تدميرها غير استراتيجية القوات البحرية في ذلك الوقت".
وأضاف أن كل هذا كان يتم بالتزامن مع مرحلة بناء الجيش، وهو ما حدث في مرحلة الدفاع النشط، حيث استمرت العمليات النوعية، مستدركا بمقولة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر "لا تدعوا الإسرائيليين ينعموا باحتلالهم أرض سيناء"، فكان الضرب مستمر والقناصات المصرية تستهدف قادة العدو".
وأكد النصيري أن مرحلة الاستنزاف بدأت في 8 مارس عام 1969 واستمرت حتى أغسطس 1970، وكانت مدتها 500 يوم، وهي المرحلة التي بدأ فيها الجيش المصري يقف من جديد ويبعث برسالة "قادرون على تحرير الأرض".
وتابع: "أما مرحلة التحرير، فاعتمدت على مقولة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، وهذا ما أكدته القوات المسلحة وعمل على تطبيقه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث حاول بالجهود الدبلوماسية والسياسية استرداد الأرض، ولكن العدو رفض، وهو ما أكد عليه الرئيس السادات من أننا لا ندخل حربا من أجل الحرب، ولكن من أجل أن نجد لنا مكانة محترمة على مائدة المفاوضات".
ونوه بأن حرب أكتوبر تعد خير دليل على الدراسة الشديدة والتخطيط الاستراتيجي الكامل الدقيق، حيث تم اختيار يوم العبور وأفضل توقيت للمد والجزر بقناة السويس، واختيار يوم "عيد الغفران" في إسرائيل، والتنسيق مع الجبهة السورية، موضحا أن هذه كانت أول مرة تفتح جبهتي النيران على العدو في سابقة لم تحدث من قبل.
وشدد على أنه كان هناك تلاحم كبير بين الشعب المصري وقواته المسلحة، فالجيش هو النسيج الوطني للشعب المصري، والجيش دائما ما يقف في صف الشعب المصري، وهذا ما حدث جليا في ثورتي 25 يناير و30 يونيو حيث إنحاز الجيش إلى الشعب.
واختتم اللواء أركان حرب محمد ثروت النصيري باتأكيد على أنه لا يوجد تنمية بدون أمن واستقرار، فعندما تحقق الأمن والاستقرار في سيناء بدأت التنمية، فسيناء كانت مهمشة لعقود طويلة، ولكن منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي المسئولية وتشهد البلاد نقلة نوعية وتنموية كبيرة في كافة ربوع الوطن، مشيرا إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة بمثابة نقلة حضارية مهمة في تاريخ الوطن.