الإثنين 20 مايو 2024

مشروع تطوير الفسطاط.. يعيد رسم القاهرة التاريخية ويخلصها من العشوائيات

مشروع بحيرة عين الصيرة

تحقيقات10-10-2021 | 21:09

أماني محمد

يعد مشروع تطوير منطقة الفسطاط وسور مجرى العيون وإنشاء حدائق الفسطاط من أبرز المشروعات التي تنفذها الدولة بهدف تنمية وتطوير قطاع السياحة والعمران، حيث يستهدف إحياء أول عاصمة إسلامية في أفريقيا، والحفاظ على العمارة الإسلامية الخالدة بها، لما تتسم به هذه المنطقة من طابع تراثي وتاريخي مهم، فقد كانت الفسطاط هي أول عاصمة لمصر الإسلامية.

وأكد خبراء أن هذا المشروع يعيد رسم وبناء القاهرة التاريخية ويخلصها من العشوائيات التي كانت تهددها طوال العقود السابقة، بما في ذلك من تطوير لسور مجرى العيون التاريخي أو منطقة الفسطاط وبحيرة عين الصيرة وما يحيط بها من مناطق تراثية وتاريخية هامة، موضحين أن هذا المشروع له عوائد سياحية وعمرانية كبيرة.

ويشمل مشروع تطوير بحيرة عين الصيرة، والذي يقام على مساحة تبلغ 63 فدانًا، مطاعم في المنطقة الشمالية، ومرسى للقوارب، ومسرحا مكشوفا، وجزيرة استوائية، وساحة شاي، ومطعما جنوبيا، ومنطقة ألعاب أطفال، بالإضافة إلى مبنى لشرطة السياحة، وخزان الري، إلى جانب أماكن انتظار السيارات.

كما يرتكز إنشاء مشروع حدائق الفسطاط يرتكز على تصميم حديقة عامة تكون لها إطلالة على عدد من المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية، وذلك من خلال توسطها بينها، حيث يشغل هذا المشروع مساحة كبيرة تقدر بنحو 500 فدان بطريق متحف الحضارة، ويبدأ من مسجد عمرو بن العاص.

إعادة رسم الخريطة التاريخية لمصر

وفي هذا السياق، قال الدكتور سيف الدين فرج، أستاذ التخطيط العمراني، إن مشروع تطوير منطقة الفسطاط وسور مجرى العيون وبحيرة عين الصيرة، يأتي في إطار جهود إحياء القاهرة التاريخية، وهو مشروع قومي تنفذه الدولة بدءا من عدة سنوات وكانت محطة انطلاقه في شارع المعز، ثم بدأت الدولة تتوسع بهدف الارتقاء بالقاهرة التاريخية التي تشمل مناطق الفسطاط والمعز والحسين والسيدة زينب.

 

وأكد في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن كل هذه المناطق دخلت ضمن مشروع القاهرة التاريخية لإعادة رسم الخريطة التاريخية لمصر، وبدأ المشروع في منطقة الفسطاط من خلال تطوير شبكة الشوارع بها والارتقاء بالمناطق الموجودة بها والبنية الأساسية والمباني القديمة مع الحفاظ على التراث العمراني بنفس طراز المبنى وإعادة تأهيله والفراغات الموجودة به وإعادة استخدامها، لخلق المشاركة الشعبية من السكان والأهالي في المنطقة والاستفادة من الواقع الجديد.

 

وأضاف أن المشروع يستهدف أيضا خلق عائد اقتصادي يساعد المواطنين على الحياة حيث يستفيد السكان من الواقع الجديد للمنطقة بما يحقق عائدا لهم كبيرا، ويساعدهم في الحفاظ على التطوير الذي تقوم به الدولة، موضحا أن تطوير بتطوير منطقة بحيرة عين الصيرة وسور مجرى العين وإقامة حدائق الفسطاط كلها مناطق داخل المشروع.

 

وأشار إلى أن المشروع يشمل مناطق الفسطاط والسكر والليمون وعزبة بطن البقرة وكل هذه المناطق المتجاورة التي تخضع لخريطة عمرانية واحدة، مضيفا أن الدولة لا تتعامل بالقطعة ولكن من خلال منظومة بهدف التأهيل العمراني لكل هذه المناطق والبنية الأساسية وتأهيل شبكة الطرق والخدمات والارتقاء بالبيئة العمرانية وتطوير التراث الموجود فيها.

 

وأوضح فرج أن التطوير يشمل أيضا المنطقة الخضراء من خلال إقامة حدائق الفسطاط وجميع الفراغات المفتوحة لتتحول من فراغات سلبية لا يمكن استخدامها إلى مناطق إيجابية للجذب للسياح وللمواطنين، وتصبح عنصر جذب سياحي للمنطقة، حيث ستصبح منطقة حدائق الفسطاط وعين الصيرة مناطق جذب للسياحة الداخلية والخارجية بما يجعلها موردا اقتصاديا للدولة وللأهالي، وهذا يفتح فرص عمل ويقلل نسبة البطالة، كما أنه ينهض بمستوى معيشة المواطنين وفي الوقت نفسه يخدم العائد الاقتصادي للدولة.

إزالة العشوائيات

ومن جانبه، قال الدكتور مختار الكسباني، المستشار العلمي لوزير الآثار، إن الهدف من تطوير القاهرة التاريخية هو إزالة العشوائيات والتدهور الذي تعرضت له المنطقة الأثرية، حيث يعيد التطوير للمدينة القديمة حدودها وأهم المعالم الأثرية الموجودة فيها والاستفادة من هذه المواقع القديمة سياحيا، مضيفا أن مشروع تطوير منطقة الفسطاط وعين الصيرة يأتي في هذا الإطار.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن المشروع يشمل إعادة تشكيل وتشجير الطرق وكذلك عمل مشايات للزيارة وتوسعة المنطقة بما يفيد التطور العمراني فيها، مضيفا أن هذا التطوير أزال العشوائيات حتى من الآثار ذاتها، فسور مجرى العيون كانت البيوت مبنية بداخله، فأزالت الدولة تلك العشوائيات وأعادت للسور الذي يعد معجزة معمارية هندسية رائعة رونقه.

وأشار الكسباني إلى أنه سيتم إعادة توظيف سور مجرى العيون مرة أخرى ليرفع المياه من النيل إلى القلعة كما كان في الماضي، وهذا يعد أمر جيد للغاية، موضحا أن التطوير يشمل مشروع حدائق الفسطاط والتي تعد الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، وهي أحد مواقع المدينة القديمة وكانت في السابق حديقة الفسطاط لكنها نفذت بأسلوب غير صحيح.