السبت 25 مايو 2024

بريطانيا تزيد الضغوط على الاتحاد الأوروبي بشأن بروتوكول إيرلندا الشمالية

بريطانيا

عرب وعالم10-10-2021 | 20:21

دار الهلال

تعتزم المملكة المتحدة خلال الأسبوع المقبل، زيادة الضغوط على الاتحاد الأوروبي للقبول بتعديلات واسعة على البروتوكول المتعلق بإيرلندا الشمالية في مرحلة ما بعد بريكست، وفق ما أظهرت مسودة خطاب لمسئول حكومي.


وسيؤكد وزير شؤون بريكست ديفيد فروست خلال خطاب يلقيه /الثلاثاء/ في لشبونة، للتشديد على ضرورة حدوث "تغيير مهم" للاتفاق المعروف باسم "بروتوكول إيرلندا الشمالية"، عشية تقديم الاتحاد الأوروبي اقتراحاته الخاصة لتحقيق اختراق في هذه المسألة.


وتم التفاوض على البروتوكول ضمن بنود اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بشكل يتيح تفادي إقامة حدود مادية بين جمهورية إيرلندا وإيرلندا الشمالية، من خلال إبقاء إيرلندا الشمالية عمليا جزء من السوق الأوروبية الموحدة.


الا أن هذه الخطوة أثارت انتقادات من النقابيين المؤيدين للمملكة المتحدة في إيرلندا الشمالية، لاعتبارهم أن الترتيبات المرتقبة تؤدي الى إقامة حدود تجارية بين بريطانيا وإيرلندا الشمالية، ما يقلل بالتالي من شأن الموقع القانوني لبلفاست كجزء من المملكة المتحدة.


ومن أبرز تبعات هذا البروتوكول، منع الاتحاد الأوروبي إيرلندا الشمالية من استيراد النقانق واللحوم المبرّدة البريطانية، فيما عرف باسم "حرب النقانق"، نظرا لتخلي المملكة المتحدة بعد بريكست عن التزام القوانين الأوروبية لضمان سلامة الغذاء.


وأمضى فروست الذي كان كبير مفاوضي حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لترتيبات اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي، جزءا كبيرا من وقته في منصبه الوزاري، وهو يحاول اقناع الاتحاد بتعديل الاتفاق الذي كان بنفسه محوريا في إنجازه.


وسيؤكد الوزير البريطاني أن أي حلول من الاتحاد الأوروبي يجب أن تذهب أبعد من مجرد حل الخلاف بشأن النقانق، في ظل تقارير صحفية بريطانية عن استعداد بروكسل للتخلي عن منع إدخالها الى إيرلندا الشمالية.


لكن ، وفقا للبيان الصحفي الصادر عن داونينج ستريت، فإن أي حل يجب أن "يذهب إلى أبعد من قضية النقانق" وأن يعالج "الأساسيات"، مثل دور محكمة العدل الأوروبية في إنفاذ قوانين السوق الأوروبية الموحدة التي تطبق في أيرلندا الشمالية.


وحسب مقتطفات من خطاب ديفيد فروست فـ"بدون ترتيبات جديدة في هذا المجال، لن يحظى البروتوكول أبدً بالدعم الذي يحتاجه للبقاء على قيد الحياة". مثل هذا المطلب يخاطر حتما بالتعرض لرفض بروكسل، التي أعلنت دائما أنها منفتحة على المفاوضات بشأن تطبيق البروتوكول، ولكن ليس لإعادة التفاوض على النص نفسه. ووفقا لمصدر حكومي بريطاني، فإن "السؤال الحقيقي هو ما إذا كان الاتحاد الأوروبي مستعدا لمواجهة التغييرات المطلوبة".


وأشارت صحيفة "تايمز" الى أن المفوضية الأوروبية ستقدم الأربعاء مقترحات من أجل تسهيل التبادل التجاري في مجال المنتجات التي تحمل "هوية وطنية" مثل النقانق.


كما سيؤكد فروست رغبة المملكة المتحدة في أن يسحب من محكمة العدل الأوروبية أي دور في الإشراف على البروتوكول، على اعتبار أن ذلك تسبب بـ"اختلال عميق في التوازن" من وجهة نظر لندن.


وسيقول إن "أحدا لا يجب أن تراوده شكوك بشأن جدية الوضع"، ويكرر التحذير بأن بريطانيا ستعلق العمل بالبروتوكول في حال لم تكن الحلول قريبة.


ووفق مسودة الخطاب، سيشدد فروست على أن "الاتحاد الأوروبي في حاجة الآن لإظهار طموح ورغبة في معالجة القضايا الأساسية في صلب البروتوكول بشكل مباشر".