انطلقت، من بلدة بيتا بمُحافظة نابلس، اليوم الأحد، فعاليات الحملة الوطنية والشعبية "فزعة" الهادفة لدعم المزارع الفلسطيني في المناطق المستهدفة من قبل الاحتلال ومستوطنيه.
وانطلق المُشاركون في الفعالية من البلدة المُقابلة لجبل "صبيح"، واقتطفوا ثمار التين والزيتون، حتى بلغوا جميعًا قمة الجبل التي تم إخلاء البؤرة الاستيطانية منها. وتابع جنود الاحتلال الفعالية وتمركزوا فوق قمة الجبل ولم تفصلهم سوى خطوات من المشاركين في الفعالية. وفوق قمة الجبل كان بوسع من شاركوا في الفعالية سماع أزيز طائرات المراقبة والاستطلاع الإسرائيلية.
وشارك في إطلاق الحملة رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، ونشطاء، وممثلون عن فصائل العمل الوطني، ولجان المقاومة الشعبية، وناشطون وطلاب من جامعات فلسطين المختلفة.
والفعالية ليست لدعم المُزارع الفلسطيني فحسب، بل ولمقاومة الاستيطان، إذ أن اختيار جبل "صبيح" للفعالية هو اختيار لم يأت من الفراغ فهو الجبل الذي أصبح أيقونة للمقاومة بعد أن ارتوى بدماء ثمانية شهداء ارتقوا في المقاومة الشعبية الشرسة والمُناهضة لإقامة بؤرة (أفيتار) الاستيطانية فوق قمته.
وقد رضخ الاحتلال للمقاومة الشعبية في بلدة بيتا، ذات الـ 12 ألف نسمة، وقام بإخلاء البؤرة الاستيطانية في شهر يوليو الماضي وذلك بعد أسابيع من المقاومة أصيب فيها ما يقرب من خمسة آلاف فلسطيني إما بالرصاص الحي أو المطاطي أو بالاختناق بفعل قنابل الغاز المسيل للدموع.
وقال الدكتور واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية وأمين عام جبهة التحرير الفلسطينية، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن ما يقوم به المستوطنون المتطرفون بقطع الأشجار وسرقة المحصول والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين الذين يعتمدون على هذا المحصول في معيشتهم هو إجرام يتم تحت برعاية حكومة الاحتلال.
وشدد أبو يوسف أن هذا الأمر يحدث بشكل خاص في المناطق التي تزداد فيه المقاومة للنمو الاستيطاني في إطار السياسة التي يمارسها الاحتلال بالتنغيص على أبناء الشعب الفلسطيني وفرض العقاب الجماعي والتطهير العرقي.
وقال وائل الفقيه، من المُنتدى التنويري في نابلس، إن الهدف من تنظيم الفعالية هو دعم المواطن والمزارع الفلسطيني حتى لا يشعر إنه بمفرده في وجه هذه الاعتداءات مشيرًا إلى أن بلدة "بيتا"، التي أصبحت نبراسًا لكل الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال والمشروع الاستيطاني، قدمت من الشهداء ما يكفي لأن يتضامن كل فلسطيني معها.
وأضاف الفقيه أن المستوطنين يستغلون هذا الموسم كل عام حتى يقوموا بحرق أشجار الزيتون وذلك من أجل تكبيد المزارع الفلسطيني خسائر كبيرة لا سيما وأن المزارعين ينتظرون هذا الموسم تحديدًا حتى يقوموا بتسديد ديونهم وتحقيق بعض أحلامهم.