كشفت منظمتا الصحة العالمية والأمم المتحدة للأمومة والطفولة "يونيسيف"، أن طفلًا على الأقل من بين كل 7 أطفال في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يعاني من صعوبات نفسية كبيرة، مؤكدتين، التزام الوكالات الأممية ببرنامجها المشترك لمدة 10 سنوات لدعم الصحة العقلية والرفاه النفسي للأطفال والمراهقين بجميع أنحاء القارة، وشددتا على الحاجة لمزيد من الاستثمار والوصول إلى خدمات الوقاية من الصحة النفسية والاستجابة لها في القارة.
وكشف التقرير المشترك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للصحة العقلية، عن عن تكافئ خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي للأطفال والمراهقين في إفريقيا، موضحًا تعرضهم الدائم لخطر الإصابة بمشكلات الصحة العقلية؛ خاصة الذين يواجهون الفقر والتمييز والعنف، مشيرًا إلى الافتقار للوصول إلى الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية الأساسية والتفاوتات الهيكلية واسعة النطاق التي تؤدي إلى تفاقم مخاطر اعتلال الصحة العقلية.
ونوه التقرير بأن الأبحاث أظهرت أن 50% من حالات الصحة العقلية تبدأ في سن 14، و75% بحلول منتصف العشرينيات، مؤكدًا تراجع التعامل مع مشكلات الصحة العقلية التي يعاني منها الأطفال والمراهقين بالقارة؛ لاسيما مع انخفاض الاستثمار في الصحة النفسية، مشيرًا إلى أن أزمة انتشار وباء كورونا وإغلاق المدارس وزيادة التعرض للنزاعات المسلحة ونقص فرص اللعب والاختلاط أدت إلى زيادة الزواج المبكر وحمل المراهقات والعنف الجنسي والمنزلي تجاه الأطفال وخاصة الفتيات.
وقالت المديرة الإقليمية ليونيسيف لغرب ووسط إفريقيا ماري بويرير، إن عدد الأطفال المستهدفين للحصول على خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي تضاعف منذ فترة ما قبل كورونا تقريبًا (87%) من أقل بقليل من 1.1 مليون في عام 2019 إلى ما يقرب من 2 مليون في عام 2021، مشيرة إلى أن هذه التقديرات على الأرجح هي فقط جزء من الحاجة الحقيقية وشددت على أن هناك حاجة إلى استثمارات طويلة الأجل لرعاية الصحة النفسية للأطفال والمراهقين في إفريقيا لتحويل دعم المانحين الأخير إلى خدمات مستدامة.