الأحد 23 يونيو 2024

نقص إمدادات الطاقة يثير مخاوف الهند من عرقلة النمو الاقتصادي

عرب وعالم12-10-2021 | 13:51

دار الهلال

تشهد الهند مخاوف من انتشار انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، مما قد يعيق النمو الاقتصادي ويشل البنية التحتية الاجتماعية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس. ففي الوقت الذي يتم فيه إعطاء الأولوية للإمدادات لمحطات الطاقة لتجنب الانقطاع، يتم ترك مستهلكي الفحم الآخرين، بما في ذلك مصاهر الألمنيوم ومصانع الصلب، للاختيار بين تقليل الإنتاج أو دفع المزيد مقابل الوقود.

وبحسب بيانات حكومية، كان هناك نقص في الطاقة في عدد من الولايات منها (البنجاب وجارخاند وولاية ماهاراشترا)، وموطن العاصمة المالية للبلاد /مومباي/ والتي تعرضت لانقطاع 11 جيجا وات يوم الجمعة الماضية، بما يشكل 35% من مصادر التوريد لأسباب من بينها نقص الفحم .

ويجبر نقص الفحم - الذي يشكل حوالي 70% من مزيج الكهرباء في الهند - المولدات وبعض المستخدمين الصناعيين على شراء الكهرباء من مبادل الطاقة. وتضاعفت الأسعار الفورية في بورصة الطاقة الهندية أكثر من ثلاثة أضعاف خلال الأسبوعين الماضيين، لتصل إلى 16.42 روبية للكيلو وات في الساعة، مسجلا أعلى سعر له منذ 12 عاما .

وطالبت وزارة الكهرباء الهندية الشركات الوطنية التابعة بتزويد العاصمة /نيودلهي/ بأكبر قدر ممكن من الطاقة بسبب النقص المحتمل في الإمدادات خلال الأيام القادمة، خاصة مع تعرض بعض الولايات لانقطاع التيار الكهربائي خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ودعت الوزارة - في بيان اليوم /الثلاثاء/ نقلته صحيفة "الهندوستان تايمز" - الولايات المختلفة إلى التواصل فيما بينها وتبادل استخدام الطاقة غير المستخدمة في حالة وجود فائض بهدف تلبية متطلبات المستهلكين في ظل أزمة نقص الفحم المستمرة في البلاد.

وفي وقت سابق، حذر رئيس وزراء دلهي، أرفيند كيجريوال، من أزمة طاقة محتملة في العاصمة الهندية، قائلا إن محطات الطاقة التي تعمل بالغاز في دلهي ليس لديها ما يكفي من الوقود لتعويض النقص.

وفي المقابل، قللت وزارة الفحم الهندية من خطورة الوضع، مؤكدة أن "أي خوف من انقطاع التيار الكهربائي في غير محله تماما". وأضافت أن هناك وفرة من الفحم متوفرة في البلاد لتلبية الطلب على محطات الطاقة.

ووفقا لبيانات وزارة الطاقة، فإن حوالي ثلثي محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في الهند لديها مخزونات تصل إلى أسبوع أو أقل، وإذا تضاءلت المخزونات أكثر، فإن الدولة تعول على استيراد المزيد من الفحم وإحياء المصانع المعطلة التي تعمل بالغاز.

وفي هذا الصدد، أعلنت شركة "كول إنديا المحدودة" رفع إنتاجها من الفحم إلى 1.5 مليون طن يوميا خلال الأيام الأربعة الماضية، مقابل 1.4 مليون في نهاية سبتمبر الماضي. وقال وزير الطاقة الفيدرالي ألوك كومار إن الشركة بحاجة إلى توفير حوالي 1.6 مليون طن من الفحم يوميا لمولدات الطاقة ومن المتوقع أن تصل إلى هذا المستوى في غضون أسبوع.

ووفقا لوكالة أنباء "بلومبرج"، تتعقد جهود الهند لاستيراد المزيد من الفحم بسبب ارتفاع الطلب حيث تكافح الصين أيضا مع أزمة الطاقة الخاصة بها. وأدت القفزة في أسعار الفحم المنقول بحرا إلى قيام العديد من المصانع الساحلية الهندية لتقليل الإنتاج، مما أدى إلى زيادة الحمل على الوحدات التي تستخدم الإمداد المحلي.

وقال ديباسيش ميشرا، الشريك في شركة ديلويت تاتش توهماتسو في مومباي: "يجب على الهند أن تكون قادرة على إدارة ملف الطاقة، وهناك احتمالا لتكثيف الطاقة الكهرومائية حيث ملأت الأمطار الغزيرة الخزانات".

وأضاف أن: "من غير المرجح أن نشهد انقطاعا واسعا للتيار الكهربائي.. قد يكون هناك بعض الانقطاعات في المناطق الريفية، لكن الحكومة لا تستطيع وقف الإمدادات إلى الصناعات."