السبت 1 يونيو 2024

الدكتور مدحت بيومي رئيس مركز سلامة الغذاء: هدفنا توفير سلع بجودة عالية.. ونحن «عين» الجهات الرقابية (حوار)

محررة دار الهلال مع رئيس مركز تطوير وسلامة الغذاء

اقتصاد12-10-2021 | 21:09

أنديانا خالد
  • الدولة المصرية ليست همها فقط توفير السلعة ولكن أيضا الجودة
  • مركز سلامة الغذاء عين متخذ القرار وليس متخذ القرار
  • تم التعاقد على إجراء فحوصات في الفنادق من خلال التعاقد مع 8 مجموعات فندقية
  • يقوم المركز بإجراء أكثر من 1000 نوع تحليل موزعين على 10 معامل تحاليل
  • نقوم بإجراء فحوصات على الأغذية والشنط البلاستيك التي يتم حفظ الغذاء فيها
  • نخطط على المدى البعيد لإقامة فرع من مركز سلامة الغذاء في اسيوط قلب الصعيد
  • تجهيز قاعات على أعلى مستوى لتدريب الهيئات والكليات في المعامل

 

"مركز تطوير وسلامة الغذاء" يقع في مدينة قها بمحافظة القليوبية، الذي افتتحه وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور على المصيلحي، في 20 سبتمبر 2021، بمشاركة وزير الزراعة السيد القصير وأيضا وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع، يعد الذراع الأساسي لضمان سلامة الغذاء، التي توفر ما يزيد عن 4 ملايين طن سنويا من الأغذية للمواطنين عبر البطاقات التموينية ويخدم أكثر من 7 مليون مواطن.

 

قامت بوابة "دار الهلال" بجولة داخل المركز الذي يتكون من دور أرضي به شباك يقوم باستقبال العينات وتحليلها، فمن خلال شباك مغلق يقوم أحد الموظفين باستقبال العينة ووضع بار كورد عليها وإعطاء نسخة منه للعميل، وكتابة نوع التحليل أو الفحص الذي يريده وما إذا كان يريد استشارة لتحسين من جودة المنتج.

 

 ثم يقوم الموظف المختص بإزالة أي معالم للمنتج لضمان الشفافية في إصدار النتائج الخاصة بالمركز، فهو مركز مستقل بعيد عن الاطراف المتنازعة يعد "عين متخذ القرار وليس متخذ القرار".

 

 ثم تذهب العينة إلى وحدة الميزان التي تقوم بتقسيم العينة إلى قطع مناسبة لإجراء التحليل عليها، ويتم توجيها إلى الوحدة المختصة، سواء كانت قياس مستوى المواصفات والجودة، أو وحدة الزيوت أو وحدة متبقيات المبيدات.

 

وهناك 10 معامل موزعين على الدور الثاني والثالث، بهم وحدة تقدير الهرمونات لقطاع الإنتاج الحيواني والداجني، وأيضا تقدير العقاقير البيطرية، والسموم الفطرية، وحدة الزيوت والدهون.

أما في الدور الرابع، فهناك 4 قاعات متخصصة في إعطاء الدورات التدريبية للهيئات أو الكليات التي تقوم بتقديم طلب بذلك.

وأيضا هناك غرف خاصة للمغتربين مجهزة على أعلى مستوى تحتوي على 6 سراير ودولاب.

وبعد إنتهاء الجولة، أجرت محررة دار الهلال حوارا مع رئيس المركز الدكتور مدحت بيومي، والذي أكد أن هذا المركز يساعد المصدرين على فحص المنتجات قبل تصديرها للخارج وعودتها مرة أخرى نتيجة عدم مطابقة المواصفات، كما أنه يعد الجهة الوحيدة في الشرق الأوسط ومصر التي لديها كم هذه الأجهزة من التحليل شديدة الدقة، وعلى أعلى مستوى، مشيرا إلى أن هذا المركز يراعى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، نحو استيراد سلع بالمواصفات الأوروبية، وأيضا رفع مستوى التصدير إلى 100 مليار دولار سنويا.

وإلى نص الحوار

 

بداية.. حديثنا عن مركز تطوير وسلامة الغذاء؟

مركز تطوير وسلامة الغذاء من شأنه تحليل جميع السلع الغذائية، وذلك لمنع تداول أي منتج غير مطابق للمواصفات في الأسواق وذلك حفاظاً على صحة المستهلك، فهو معمل مستقل بعيد عن الاطراف المتنازعة يعد "عين متخذ القرار وليس متخذ القرار"، تم تطويره بتكلفة وصلت إلى 100 مليون جنيه، يقام على مساحة 3600 متر مربع مكون من 4 طوابق، دور استقبال العينات، ودوين معامل ودور مخصص للتدريب، يقوم المركز بإجراء أكثر من 1000 نوع تحليل موزعين على 10 معامل تحاليل.

 

وما المعامل  الموجودة في المركز؟

تم تحديث معامل الاختبارات الكيميائية والبيولوجية، والمعادن والمياه، وتم إنشاء وحدة تقدير الهرمونات لقطاع الإنتاج الحيواني والداجني، وأيضا تقدير العقاقير البيطرية، والسموم الفطرية، وكذلك وحدة غش الزيوت والدهون من مصادرها النباتية والحيوانية ووحدة كشف وتقدير المحليات الصناعية وأيضا وحدة متبقيات المبيدات، ويوجد في المركز أكبر القدرات التحليلية بمعمل مركزي يحتوي على 975 اختبار.

هناك خلط قد يحدث لدى القارئ ما بين مركز تطوير وسلامة الغذاء وهيئة سلامة الغذاء؟

مركز تطوير وسلامة الغذاء هو الذراع الأساسي لضمان سلامة الغذاء وهو أحد قطاعات الشركة القابضة للصناعات الغذائية، حيث تم عمل توازن وتناغم بين المواصفات القياسية المصرية مع مواصفات الأيزو العالمية منذ 20 سنة، حيث أن المواصفة القياسية المصرية يلتصق بها علامة الأيزو وفقا للدرجة.

فالمركز من شأنه إجراء التحاليل والفحوصات اللازمة على كافة العينات التي تأتي إلى المعمل، أما هيئة سلامة الغذاء فهي من شأنها فهي تنفيذ الشق القانوني والإجراءات ومراقبة السلع في الأسواق، وإصدار القرارات التي تحافظ على جودة الغذاء.

ولكن لدينا معامل تحاليل في وزارة الصحة وأيضا الزراعة وكذلك الصناعة.. فما هي الميزة التي يتفرد بها مركز تطوير وسلامة الغذاء؟

كل جهة مما ذكرتيهم تقوم بعمل نوع واحد فقط من التحاليل مثل الصحة تقوم بعمل تحليل مدى تأثير المنتج على صحة المواطن، والزراعة تقوم بعمل تحليل متبقيات المبيدات، وزارة الصناعة تقوم من خلال مصلحة الكيمياء بعمل الفحوصات الخاصة بمواصفات الجودة، أما مركز تطوير وسلامة الغذاء فهو مختص بعمل كل هذه التحليل، فكان المستورد أو المصدر يقوم بأخذ عينة واعطائها لكل معمل تحليل، مما كان يستغرق وقت وتكاليف مالية، أما اليوم أصبح غير مكلف.

 

وماذا عن أسعار إجراء التحاليل في مركز تطوير وسلامة الغذاء؟

يبدأ التحليل من 100 جنيه إلى 1500 جنيه حسب نوع التحليل، والعينة المراد إجراء الفحوصات عليها، سواء كانت أغذية أو الشنط التي يتم حفظ الأغذية فيها، وكذلك المياه، كل هذا من اختصاص المركز.

 

وهل أي مواطن من حقه إجراء الفحص على السلعة الغذائية؟

بالتأكيد.. مركز تطوير وسلامة الغذاء يستقبل العينات من كافة المواطنين الذين يريدون التأكد من مواصفة الجودة أو نسبة متبقيات المبيدات، ففي الدور الأول هناك شباك مخصص لاستقبال العينات على أن يأخذ المواطن "بار كود" بالمنتج الخاص به، ثم يقوم مستقبل العينة بإزالة أي معالم للشركة المنتجة، وذلك لضمان الشفافية في إصدار التحاليل، ويتم تمييز هذه العينة "بالباركود".

 

وكم تستغرق فترة الحصول على نتائج فحص العينات؟

من الممكن أن تستغرق يوم أو اثنين وقد تصل إلى أسبوع خاصة في المعامل الخاصة بتحليل المبيدات والبكتيريا، حيث يقوم المركز بفحص وتحليل جميع أنواع السلع الغذائية التي يتم تداولها في المنظومة التموينية المدعمة والبالغ عددها 28 سلعة فضلا عن تحليل منتجات القطاع الخاص قبل طرحها بالأسواق سواء كان محليا أو المعدة للتصدير.
 

وما هي قدرة المركز على إجراء التحاليل في اليوم الواحد؟

المركز يستطيع إجراء أكثر من ألف تحليل في اليوم الواحد، بنتائج دقيقة للغاية.

وهل يمكن للمركز تقديم النصائح للعميل في حالة عدم مطابقة العينة للمواصفات الجودة؟

بالتأكيد وذلك يكون عن طريق طلب العميل بإعطاء الملاحظات حتى يرتقي المنتج لآن يكون على مستوى المواصفات والجودة المصرية والأوروبية، فالمركز من شأنه مساعدة المصدرين على تصدير سلع ذات جودة عالية، فهو يساعدهم على تحسين جودة المنتج سواء زراعي أو صناعي أو خام، ولا يتعرض للرفض من قبل الدولة المصدر لها، كما أن هذا المركز يقوم بعمل الفحوصات الخاصة بالجودة لكافة المنتجات التي يتم استيرادها، بحيث تكون مطابقة للمواصفات الأوروبية.

هل من شأن المركز عمل فحوصات على المحلات التجارية التي تقدم سلع غذائية للمواطنين؟

إذا كانت السلعة مغلفة أو مستوردة وعليها مواصفات الجودة يقوم المركز بهذه الفحوصات، أما محلات مثل الجزارة أو الدواجن الحية ليس لدينا رقابة عليها إلا في حالة طلب العميل ذلك.

 

في حالة قام أحد المواطنين بطلب إجراء تحليل لعينة ما.. وتم اكتشاف أن هذه العينة خطر على صحة المواطن وموجودة في السوق.. هل يتخذ المركز إجراء وإبلاغ الجهات المعنية؟

لا.. لأن المركز ليس جهة رقابية ولكنه جهة تقدم خدمة، خاصة وأن المركز لا يعلم هوية الشخص الذي قام بتسليم العينة وطالب بإجراء الفحوصات، ولكن في حالة طلب من المركز أن يقوم بالنزول للأسواق وأخذ العينات، وتقديم تقرير مفصل إلى الجهات الرقابية سيقوم بذلك، ولكن نحن جهة عين متخذ القرار وليس متخذ القرار.

وهل تم التعاقد مع جهات لعمل الفحوصات بشكل دوري؟

بالتأكيد تم التعاقد مع 8 مجموعات من الفنادق على مستوى جمهورية مصر العربية، وذلك لإجراء اختبارات على الأغذية التي تقدم في الفنادق، وكذلك السلاسل التجارية الكبرى، وأيضا يتم عمل فحوصات على كافة السلع التموينية التي يحصل عليها 70 مليون مواطن، وكافة البضائع التي تعرض داخل المجمعات الاستهلاكية و بقالي التموين وجمعيتي.

وما هي أبرز السلع التي يتم عمل فحوصات عليها بشكل دوري؟

 مركز تطوير وسلامة الغذاء مسئول عن إجراء فحوصات ومطابقتها بالمواصفات المصرية، والأوروبية خاصة على السكر والدقيق والزيوت، فالدولة المصرية ليست همها فقط توفير السلعة ولكن أيضا الجودة، وهذا وفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن الممكن أن يلاحظ المواطن هذا بنفسه عند شراء سلعة من المجمعات الإستهلاكية فلن يجد اختلاف في جودة الزيوت أو الدقيق أو السكر المعروض كلها شركات مصرية بنفس الجودة ولكن بأسماء مختلفة.

حدثنا عن وحدة متبقيات المبيدات؟

هذا المعمل يقوم بتحليل 495 مبيد بلغت تكلفة تطويره نحو 50 مليون جنيه، حيث تعد هذه الوحدة ضخمة جدا تستطيع تحليل كافة المنتجات الزراعية، بأحدث التقنيات والأجهزة، حيث تم الاستعانة بخبراء لتركيب الأجهزة.

وماذا عن وحدة الزيوت والدهون؟

هذه الوحدة من شأنها كشف غش الزيوت والمنتجات الدهنية، من خلال جهاز يشبة "البصمة الوراثية" ما إذا كان الزيت خليط ما بين عباد الشمس والصويا، وزيت زيتون.

 

إذا تحدثنا عن النودلز "الشعيرية" سريعة التحضير.. هل بالفعل تسبب مشاكل صحية لدى المواطن؟

قد تسبب خطر على صحة الأطفال في حالة إضافة المكونات التي توجد بداخل العلبة أما في حالة تناول "النودلز" بدون إضافات فإنها مفيدة للغاية، فهي عبارة عن مياه ودقيق.

حدثنا عن الطابق الرابع والأخير في المركز؟

المركز حاصل على شهادة جودة الايزو 9001 في مجال التدريب والتي يتم من خلالها اعتماد جودة المنتجات التي يتم تحليلها، حيث تم إنشاء وحدة تدريب لكافة العاملين في مجال تحليل الأغذية والمواد الكيميائية، مكونة من 4 قاعات، و 2 قاعة مجهزة على أعلى مستوى، تشبه الشكل الفندقي للمتدرب المغترب، خاصة وأن المركز يوجد في منطقة بعيدة عن القاهرة والفنادق.

يستوعب المركز خلال الفترة الحالية 10 طلاب نظرا لتفشي فيروس كورونا، حيث تستمر فترة التدريب 4 أيام، منها جزء نظري وآخر عملي في المعامل، سوء كان على تجربة التصنيع أو التحاليل في قطاع متبقيات المبيدات، ومؤخرا تم تدريب 28 متدرب من شركة الزيوت في وحدة الزيوت والدهون، من الشركة القابضة لصناعة الزيوت التابعة لوزارة التموين.

ويحصل المتدرب في نهاية فترة التدريب على شهادة موثقة بختم الإيزو، وخلال الفترة المقبلة سيتم التعاقد مع كلية علوم وزراعة والطب البيطري، من أجل تدريب الطلاب في المعامل الخاصة بالمركز.

وماذا عن الجزء الخاص بعمل التصنيع؟

للأسف الشديد لا يوجد لدى العديد من الصناعة مكان مصغر لإجراء التجربة على تصنيع منتج، لذا تم تجديد وتحديث جزء معامل التصنيع، فهو يحتوي على آلة لتصنيع الزيوت وأخرى الصابون وأيضا البسكويت، فإذا كان لدى المصنع أو الطالب فكرة مشروع ويريد إجراء التجربة عليها أولا لاختبار جودتها، فإن المركز يوفر له المكان المناسب لتصنيع هذه المنتج، وذلك يحمي صاحب فكرة المشروع من إهدار كميات كبيرة من المواد الخام أثناء تجربة جودة المنتج.


اخيرا.. هل لديكم خطة للتوسع في نطاق المحافظات؟

بالفعل هناك خطة على المدى القصير وهي إنشاء مراكز تجميع العينات والتحليل بواسطة سيارات مجهزة على أعلى مستوى من جميع المحافظات على أن يتم إرسالها إلى مركز الرئيسي بمحافظة القليوبية، وعلى المدى البعيد هناك خطة لإنشاء مركز في قطاع الصعيد وتم اختيار بشكل مبدئي محافظة أسيوط، خاصة وأن قطاع الصعيد يضم مركز تصنيع الزيوت والمنظفات والأغذية.