السبت 18 مايو 2024

حادث ميكروباص كوبري الساحل.. بعد 48 ساعة من البحث هل تكون الواقعة مجرد «خداع بصري»؟

ميكروباص كوبري الساحل

تحقيقات12-10-2021 | 18:18

أماني محمد

نحو 48 ساعة مرت على حادث ميكروباص كوبري الساحل، تلك الواقعة التي لا يزال يشوبها الكثير من الغموض، بسبب عدم عثور قوات البحث وفرق الإنقاذ النهري على أي دليل أو جسم الميكروباص أو ضحاياه، فضلا عن عدم وجود أية بلاغات باختفاء أشخاص منذ تلك الواقعة، ما جعل البعض يرجح أن الحادث لم تحدث من الأساس.

فالواقعة التي تعود إلى أول أمس، الأحد، جعلت أجهزة الأمن تدفع بـ7 لنشات إنقاذ لانتشال الضحايا في حين مصدر أمني أوضح أن شدة التيار تعيق مهمة رجال الإنقاذ والغواصين في البحث عن الناجين، حيث استمرت عمليات البحث علي نطاق واسع من نهر النيل بواسطة رجال الإنقاذ النهري، طوال تلك الساعات دون جدوى في العثور على السيارة المنكوبة أو أي من جثث الضحايا.

حيث أكد مصدر أمني حتي الآن لم يتم استقبال أي حالات تغيب من قبل أسر الضحايا، داخل أقسام الشرطة محل سير الميكروباص، وبعمل التحريات محل سير الميكروباص من وإلى الموقف وبفحص سجل دخول وخروج السيارات، اتضح عدم تغيب أي من السيارات داخل الموقف.

أسباب ترجح عدم حدوث الواقعة

وفي تفسيره لهذا الغموض، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، إن كل الشواهد في واقعة سقوط ميكروباص كوبري الساحل تؤكد أنه لم يسقط ميكروباص من الأساس، وذلك لأن نهر النيل ليس عميقا، فهو في هذه المنطقة يتراوح عمقه من 5 إلى 10 أمتار، وهذا ليس عمقا كبيرا، فإذا سقط الميكروباص سيتم العثور عليه أسفل الكوبري مباشرة ولن يتحرك.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه لم يتم إيجاد أي أثر للميكروباص حتى الآن رغم مرور 48 ساعة على الواقعة، كما أنه لا يوجد شهود عيان يؤكدون أنهم رأوا الميكروباص أثناء سقوطه في النهر، مضيفا أن القوات الأمنية بدأت البحث والتحري بناءا على بعض الشواهد وهي الكسر في السور والزجاج المنكسر أعلى الكوبري.

وأشار إلى أن هذا الكسر قد يكون من الليلة السابقة للواقعة بسبب توك توك، وهذا يمكن للجهات الأمنية أن تتأكد منه، مضيفا أن القوات الأمنية بدأت البحث والتحري منذ أول أمس بناءا على الشواهد والأدلة التي تثبت وقوع حادثة، ومنها شهود العيان الذين قد يكونوا تواجدوا أثناء وقوع الميكروباص لكن شهادتهم ليست كافية.

وأكد أنه علميا نهر النيل سرعته ضعيفة للغاية، فلا يوجد تيارات مائية سريعة يمكنها أن تجرف الميكروباص لمسافات بعيدة، فالنيل حركته هادئة تماما، كما أن عمقه بسيطا وبالتالي فمن السهل اكتشاف أي جسم سواء الميكروباص أو غيره سقط في النيل، مضيفا أن الأرجح أن يكون بالفعل لم يسقط ميكروباص من الأساس.

وأضاف أن هذه الأدلة توضح أن البلاغ ربما يكون كاذبا لأنه لا يوجد ما يؤكد وقوع الحادث، فإذا رأت الناس بالعين الميكروباص أثناء سقوطه سيتم البحث والتحري ورصد كمية الإطماء في النيل والمنطقة المحيطة، مشيرا إلى أنه لا يوجد بلاغات من الأهالي باختفاء أي أشخاص حتى الآن، حتى إذا كان الميكروباص فارغ فلم يتم رصد أي بلاغات باختفاء حتى شخص واحد.

خداع بصري

ومن جانبه، قال اللواء أشرف أمين، الخبير الأمني، إن حادث ميكروباص كوبري الساحل تشوبها حالة من الغموض ما يثير التعجب، فمنذ 48 ساعة تعمل مديرية أمن الجيزة وشرطة المسطحات المائية على البحث والتحري، وهناك شهود عيان رصدوا سقوط جسم وكذلك الكاميرات سجلت ذلك، لكن يمكن أن يكون سبب ذلك "الخداع البصري".

وأكد في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه في الغالب قد تتوصل عمليات البحث والتحري أن سبب حادث كوبري الساحل هو خداع بصري لأن الأجسام الثقيلة مثل الميكروباص عندما تسقط من أعلى كوبري ستظل في نفس المكان في محيطه ولن تتحرك، مضيفا أن نهر النيل ليس به سرعة في التيار التي تجرف الأجسام بعيدا.

وأشار إلى أن الحادث به الكثير من الآراء المتضاربة فبعض شهود الرؤية أجزموا سقوط جسم من هذه المنطقة، ولكن تتبع الواقعة يلزم أن يحدث بعده ارتطام مع المياه واندفاعها إلى مناطق محيطة وسماع أصوات ارتطام فكل هذه العلامات غير موجودة، مضيفا أن الكاميرا أيضا رصدت جسم أبيض يسقط في هذه المنطقة لكن لا دلالة على هذا الأمر في الواقع.

وأوضح أن هذا التضارب يجعل أنه من المرجح بعد 48 ساعة من البحث ومسح تلك المنطقة أنه لم يسقط أي أجسام، إلا إذا أثبت أنه سقط الميكروباص بالفعل وغاص أسفل الطمي بسبب طبيعة تلك المنطقة الرخوة وثقل الجسم، مشيرا إلى أن هذا الاحتمال مستبعد لأنه يمكن اكتشاف ذلك باستخدام أجهزة متطورة للمسح وتحديد العمق والأجسام الموجودة أسفل العمق.

وأكد أنه من المرجح أنه لن تجد أجهزة الأمن والتحري أي شواهد على الحادث وأن الواقعة لم تحدث من الأساس وأن ما قاله الشهود هو من قبيل أنه "شبه لهم"، مضيفا أن الكسر في سور الكوبري والزجاج المنكسر قد يكون بسبب واقعة سابقة وليس بسبب سقوط الميكروباص، وهذا كله يجعل الواقعة محل شك.

وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية تأخذ بالأحوط وتواصل البحث والتحري ربما يكشف ذلك أدلة جديدة أو يفضي إلى نتائج مختلفة.

الاكثر قراءة